“كتارا” تحتفي بالموروث الشعبي

الجسرة الثقافية الالكترونية
واصلت المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا فعالياتها لليوم الثاني احتفالا باليوم الوطني تحت شعار “هداتنا يفرح بها كل مغبون” مستقطبة أعدادا غفيرة من الجمهور بفضل ما رصدته من أنشطة و فعاليات متنوعة وثرية تجاوزت 48 فعالية موزعة على مختلف أرجاء الحي الثقافي كتارا.
وقد لاقت مختلف العروض الفنية والاستعراضية إقبالا جماهيريا غفيرا، غير أنّ كورنيش كتارا كان الوجهة الأولى للعديد من العائلات القطرية و المقيمة حيث نظمت فيه العديد من الأنشطة والفعاليات فكانت الخيم التراثية منها خيمة جمعية القناص و بطولة القلايل بالإضافة إلى جناح خاص بالمركز الثقافي للطفولة بالإضافة إلى فعالية أكاديمية قطر للقادة وغيرها من الجهات والمؤسسات التي قدمت فعاليات متنوعة و جذبت كل منها جمهورا غفيرا خاصة من الأطفال.
وقد أبدى الجمهور إعجابه بعدة عروض ومن بينها العروض العسكرية التي قدمها الحرس الأميري أو التي قدمتها القوات المسلحة القطرية والتي قابلها الحضور بالكثير من التشجيع و التصفيق نظرا لدقتها وجماليتها فضلا عن الأجواء الحماسية التي أشاعتها، ومن العروض التي حازت على إعجاب الجمهور نذكر سباق هدد السلوقي حيث اصطف الناس بكثافة على جنبات المضمار ليشاهدوا هذا النوع من السباقات الحماسية التي ترتبط بعملية الصيد منذ القديم فكانت فرصة لإحياء هذا الصنف من التراث البري القطري والخليجي.
كما نظمت المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا العرضة القطرية و التي حازت بدورها على إعجاب الجمهور، كما كرّم مركز الفيصل للمسؤولية المجتمعية عمال كتارا، وفي هذا الإطار قالت السيدة مباركة المري مديرة المركز: لقد ارتأينا هذه المرة أن نكرم 100 عامل في كتارا ضمن برنامج الوجبة الاجتماعي و الذي يعمل على دعم ملف قطر 2022 حيث نتولى كل شهر تكريم 100 عامل في مختلف الجهات العاملة في الدولة.
كما شارك الجمهور الغفير في إطلاق عدد كبير من البالونات باللونين العنابي و الأبيض ليتابعها وهي تبتعد في الفضاء البعيد لتكون عنوان فرح لكل من يعيش على أرض قطر من مواطنين ومقيمين. وجذبت عروض فريق الأدعم للدراجات النارية اهتمام الحضور حيث قدم فقرات إرشادية للجمهور عن طرق قيادة الدراجات بالإضافة إلى استعراضات جميلة ومبهرة. كما شهد الحي الثقافي كتارا عرض سيارات كلاسيكية مختلفة الألوان والأحجام وزعت على عدة نقاط.
وكان لسوق كتارا الذي تم افتتاحه مؤخرا حضور بارز حيث استقطب جمهورا كبيرا لتنوع أقسامه وأجنحته و منها: المقتنيات، الأنتيك، السيراميك، الخزف، الملبوسات، الفن الإسلامي، زجاجيات، خوص، مأكولات، ألعاب، هدايا، تحف ورواق كتارا للكتب المستعملة.
كما نظم مركز قطر للتراث والهوية مجموعة من الفعاليات والأنشطة المتميزة احتفالا باليوم الوطني، حيث تضمنت على عروض حية ومسابقات تراثية أقيمت على مسرح المركز، وشهدت تفاعلا كبيرا من قبل الجمهور والأطفال، وتناولت هذه المسابقات العديد من الأسئلة التي تتعلق بالتراث والهوية والعادات والتقاليد القطرية الأصيلة، بالإضافة إلى فقرة “الرواي” وهي الفقرة الأمتع للأطفال، إذ نجح المركز باستقطاب الأطفال من مختلف الفئات العمرية ليستمعوا إلى القصص القطرية القديمة المستمدة من الموروث الشعبي “الحزاوي” والتي كانت تروى على لسان أجدادنا وآبائنا الأولين ويشاركهم الراوي بعدها ببعض الأسئلة من وحي القصة، كما احتوت فعاليات جناح مركز قطر للتراث والهوية على عرض مسرحي بعنوان (أم أحمد وأبو أحمد) وهو عبارة عن فقرات مسرحية تجسد الحياة القديمة من عادات وتقاليد وموروث شعبي يسلط الضوء على حياة الآباء والأجداد سواء من خلال ملابسهم وأزيائهم القديمة أو لهجتهم المحلية، ويقدم العديد من صور الماضي وكيف تطورت الحياة القديمة وصولا إلى حياتنا المعاصرة، ويستنتج من خلال الحوار الذي يتم طرحه على الجمهور للتفاعل العديد من العناصر التراثية الجميلة، ليتم توزيع الهدايا والجوائز على الجمهور، حيث جاءت هذه الفعاليات انطلاقا من دور المركز في رعاية وحفظ وأحياء التراث وتأصيل القيم القطرية من خلال إبراز الهوية الوطنية وتعزيزها لدى الناشئة والشباب وغرس الحس الوطني لديهم
فرق ترفيهية.
كما اشتملت الفعاليات على عروض الفرقة الترفيهية التي استمتع الجمهور بأدائها وفقراتها الحية الشيقة التي أضفت جوا من السعادة والبهجة على المكان، تخللها مسابقات وأسئلة، شارك فيها الجمهور ليحصل الفائزون على الجوائز القيمة، أما عرض “قطر هويتي” فهو يحاكي الهوية القطرية من خلال صور وفيديوهات من ذاكرة التراث القطري القديم الذي يعرض العادات والتقاليد الأصيلة لأهل قطر بشقيه البري والبحري ويغطي مختلف المجالات كالتعليم واللباس والصيد والزواج، وذلك بهدف تعزيز الهوية الوطنية لدى الناشئة ويحيي في نفوسهم الموروث الشعبي، بطريقة حضارية وأسلوب شيق ومثير يناسب مختلف الأعمار والفئات، من خلال عرضه على شاشة كبيرة يرافقه الراوي بصوته وحضوره شارحا للجمهور تفاصيل العرض.
أما ركن مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، فقدم كتيبات تعريفية عن أنشطة المركز والمؤتمرات التي يعقدها والأنشطة الحوارية المتنوعة التي تشمل أنشطة شبابية ورحلات ترفيهية ومعسكرات ثقافية وعلمية، بالإضافة إلى تعريفهم بأهدافه التي تعمل على ترسيخ التعايش السلمي، وأعرب الدكتور محمادي علي مسؤول الجناح عن سعادته بالمشاركة في احتفالات “كتارا” باليوم الوطني معربا عن شكره للقائمين على مؤسسة الحي الثقافي لما يبذلونه من جهود عظيمة توفر أجواء مثالية لتحقيق التعايش بين الأديان والتواصل بين الشعوب والتقارب بين الثقافات.
زوار كتارا
من جهة أخرى، أعرب ضيوف وزوار الحي الثقافي عن فرحهم الكبير وسعادتهم البالغة بالاحتفالية المتميزة التي نظمتها (كتارا) بمناسبة العيد الوطني لدولة قطر، معبرين عن شكرهم وتقديرهم للمؤسسة العامة للحي الثقافي لما بذلته من جهود استثنائية وقدمته من مفاجآت مذهلة، لتخرج هذه الاحتفالية بهذا التميز والنجاح وتعبر بصدق عن تطلعات وآمال الجمهور الواسع والمتنوع من مواطنين ومقيمين وضيوف من خارج البلاد باليوم الوطني للدولة.
وأشاروا إلى أن جميع ما تتضمنه من فعاليات متنوعة وفقرات تراثية وفنية وأنشطة هادفة تعبر عن حب الوطن وقائده المفدى حضرة صاحب السمو ، كما أشاد ضيوف دول مجلس التعاون الخليجي الذين حرصوا على الحضور مبكرا لمشاركة أفراح أهلهم وإخوانهم في قطر بهذه المناسبة الكريمة، مؤكدين أن الاحتفال باليوم الوطني في كتارا له نكهة مميزة ومذاق خاص.
المصدر: الراية