كلمة الأستاذ “إبراهيم خليل الجيدة” رئيس نادي الجسرة في الذكرى الخامسة لرحيل الموسيقار عبدالعزيز ناصر

كلمة الأستاذ “إبراهيم خليل الجيدة”
رئيس مجلس إدارة نادي الجسرة الثقافي الاجتماعي
في الذكرى الخامسة لرحيل الموسيقار عبدالعزيز ناصر العبيدان “رحمه الله”
يوم الثاني والعشرين من شهر يوليو الجاري من عام 2021 وكل عام، هو ذكرى حضور موسيقار الوطن والخليج عبدالعزيز ناصر أحمد العبيدان المتصل، وليس عنوان غياب.
فكيف يغيب الذي ترك عطر أنغامه الفواحة على شرفات العقول والقلوب والوجدان؟!
وكيف يغيبُ الذي عَمَرَ أرواحنا بطيب الكلمات ونبل الألحان وسمو الدلالات والمعاني؟!
وكيف يغيب الذي استطاع أن يصوغ لنا ذاكرة موسيقية ولحنية فريدة، تميزنا، ويستطيع كل من يصغي اليها أن يقول: إن هذه النغمة قطرية، وهذه الألحان ترفرف كالحمائم على أغصان الدوحة، وهذا “الصّوت” العاشق هو صوت قطري يحمل البشارات بالعودة الميمونة بالخير والمحبة والرزق الوفير.
لذلك، أصالة عن نفسي وباسم زملائي الأفاضل في مجلس إدارة نادي الجسرة الثقافي الاجتماعي، أؤكد أننا نحتفي بحضور موسيقارنا الكبير. ويوم الثاني والعشرين من يوليو يتوج هذا الاحتفاء، لنستعيد بعده هذا الحضور بروح جديدة وعزم جديد وإلى الأبد بإذن الله.
فبالنسبة لنا.. عبدالعزيز ناصر هو رمز وعلامة ومثقف شامل.
هو: رمز لعبقريتنا.. عبقرية قطر المكان والزمان والإنسان في قدرتها على تحويل كل تفاصيلها إلى ألحان وأنغام خالدة تبقى إلى الأبد.
من موسيقى نشيدنا الوطني.. حتى كل عاشق وولهان ومسير.
وهو علامة من علامات عصرنا وجيلنا.
وهو: نموذج للمثقف الشامل، الذي استوعب عصره وواقعه الاجتماعي والثقافي، واستطاع أن يعبر عنه بأكثر الطرق عبقرية، وبواسطة أكثر الفنون دقة وحساسية، وهي الموسيقى.
وهو روح كريمة وهبها لنا المولى عز وجل، وعقلٌ متفتحٌ استوعب أحلام جيله وأمته وعبّر عنها بأكثر الوسائل رحابة وأناقة وجمالًا.
وهو لم يحتفظ بخبرته الفنية لنفسه؛ بل منحها بكرمٍ لكل من أراد معرفة بهذا الفن أو خبرة في هذا المجال الدقيق.
لذلك؛ هو مثقف شامل.. وصانع أشكال ثقافية. وفّر من خلال تأسيسه فرقةَ الأضواء، إطارًا استوعب موهوبي جيله والأجيال اللاحقة وقدمهم للوطن والأمة.
ومن خلال عمله في الإذاعة قدّم خبرته للجميع، وحلق بالإبداع القطري في أثير الخليج والوطن العربي والعالم.
ومن خلال انفتاحه على الإبداع العربي، صنع الأطر النغمية واللحنية لأشعار الكبار، فحلّقت ألحانه من المحيط إلى الخليج، فكان نموذجًا للمثقف والفنان الذي يجيد التعبير عن أحلام أبناء وطنه وأمته، من خلال اللحن والأغنية والأوبريت وملاحم موسيقية خالدة.
وعندما قمت بتدشين إذاعة الموسيقار عبدالعزيز ناصر على موقع النادي الإلكتروني؛ قصدنا تعزيز هذا الحضور بصون تراث موسيقارنا الكبير، وجعل كنوزه من روائع الألحان والمؤلفات والأغاني متاحة للمستمعين والباحثين.
ويشرّفنا أن نصون تراث هذا الموسيقار الكبير ونحفظه للأجيال، فهو ابن هذا النادي العريق، حمله شذاه وعطره إلى كل ربوع بلدنا ووطننا العربي الكبير.
والاحتفاء بهذه الذكرى هو تجديد لعهدنا به، ووفائنا لتجربته، واحترامنا لعبقريته.
رحم الله موسيقارنا الكبير، وطيب ثراه، وأكرم مثواه، وجزاه عن وطنه وأمته خير الجزاء، هو نعم المولى ونعم النصير.