كنوز مبدعة.. المساواة بين الجنسين.. التحديات العالمية المعاصرة

يعد تمكين المرأة وتحقيق المساواة لها إحدى القضايا الحيوية التي تشغل العالم في العصر الحديث، حيث يجب تحقيق العدالة والإنصاف بينها وبين الرجل في كافة مجالات الحياة، بما في ذلك الحقوق والواجبات والفرص. ورغم التقدم العالمي الكبير الذي أُحرز في العقود الأخيرة، إلا أن تحقيق المساواة بينهما يواجه تحديات معقدة ومعاصرة في العالم تستدعي التفكير في سبل جديدة للتغلب عليها.
أن مسألة تمكين المرأة يجب أن تكون أولوية عالمية، وذلك انطلاقًا من أهمية تعزيز حقوق الإنسان للمرأة، وتعزيز مشاركتها على قدم المساواة في جهود التنمية المستدامة بالعالم،
حيث إن العنف ضد المرأة يُعتبر أحد أبرز التحديات العالمية التي تواجه المساواة بين الجنسين، حيث تشمل هذه الظاهرة العنف الجسدي والنفسي والاقتصادي.
العنف ضد المرأة يعوق تمكينها، حيث يعزز الهياكل الاجتماعية والثقافية التي تتبنى التمييز ضد المرأة. وكذلك الفجوة في الأجور على الرغم من التقدم المُحرز في دخول النساء إلى سوق العمل، إلا أن الفجوة في الأجور بين الجنسين لا تزال قائمة، حيث تُظهر الدراسات العالمية أن النساء يحصلن في المتوسط على أجور أقل من الرجال لنفس العمل، ما يعكس التمييز الاقتصادي المستمر ضدهن. ونرى كذلك التمثيل الناقص في مراكز القرار تمثل النساء نسبة أقل بكثير من الرجال في المناصب القيادية وصنع القرار. هذا التمثيل الناقص يؤثر سلبًا على القرارات والسياسات التي قد تكون أكثر شمولًا وإنصافًا إذا كانت النساء جزءًا أكبر من عملية اتخاذ القرار.
وتستمر القوالب النمطية بين المرأة والرجل في التأثير على تصورات الأفراد وأدوارهم الاجتماعية والمهنية. فتُسهم هذه القوالب في تقليل الفرص المتاحة للنساء وتحديد طموحاتهن ومساراتهن المهنية.
وعندما ننظر إلى سبل التغلب على التحديات ينبغي تعزيز التشريعات العالمية التي تحمي حقوق المرأة وتعاقب على التمييز والعنف، فيجب تبني سياسات تضمن المساواة في الأجور، وتوفر الدعم اللازم للنساء في العمل. وإن التعليم والتوعية يمثلان أداة قوية لتغيير القوالب النمطية بينهما وتعزيز المساواة. وينبغي تكثيف حملات التوعية التي تهدف إلى تعزيز فهم المجتمع بأهمية المساواة بين المرأة والرجل وأثرها الإيجابي على التنمية الشاملة. ويمكن أن تشمل هذه الحملات برامج تعليمية في المدارس وورش عمل في المجتمعات.
إن تمكين المرأة اقتصاديًا يتطلب التغلب على التمييز وتوفير فرص متساوية للنساء في سوق العمل، ودعم ريادة الأعمال النسائية، وضمان المساواة في الأجور والترقيات، وكذلك دعم القيادات النسائية، وذلك عن طريق تشجيع ودعم النساء للوصول إلى المناصب القيادية وصنع القرار في العالم. ويمكن تحقيق ذلك من خلال تقديم التدريب والتمكين، وتوفير بيئات عمل داعمة وغير تمييزية، وتشمل هذه الجهود مبادرات مثل برامج الإرشاد والتوجيه، وتحديد نسبة النساء في المناصب القيادية.
خاتمة: المساواة بين المرأة والرجل.. ليست مجرد هدف أخلاقي بل ضرورة لتحقيق تنمية مستدامة وشاملة لمواجهة التحديات العالمية المعاصرة التي تتطلب تعاونًا مجتمعيًا ودعمًا مستمرًا للنساء والفتيات من خلال تبني استراتيجيات شاملة ومتكاملة حتى يمكن للمجتمعات تحقيق التقدم نحو المساواة المطلوبة وبناء مستقبل أكثر إنصافًا وعدلًا للجميع.

 

@fatin_alsada

@dr.fatin.alsada

happytalent@fatinalsada.com

**المصدر: جريدة “الراية” 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى