لماذا يفقد بعض الموظفين ثقتهم برئيسهم ؟

لا ينكر أحد دور المدير في المنظمات المعاصرة، والذي أصبح من المهام الحيوية في استمرارية المؤسسات، حتى أنه يمكننا القول إنه لا توجد وظيفة أكثر حيوية للمجتمع وتطوره من وظيفة المدير والقيادي، خاصة وأن المُدراء يديرون رؤوس الأموال البشرية، والتي أصبحت مدار اهتمام للمنظمات الرائدة، حيث تستند إليها جُلُّ النجاحات التي يمكن أن تحقق للمنظمات ما ترمي إليه من أهداف.
ومن ركائز النجاح لأي مدير وجود الثقة المتبادلة بينه وبين مرؤوسيه، وغياب هذه الثقة يؤدي إلى الفشل الذريع والسقوط المريع للمدير وللمؤسسة على حدٍ سواء. وفي الحقيقة تعدد الأسباب التي تؤدي إلى فقدان الثقة في المدير من قبل موظفيه، وأول هذه الأسباب هو غياب الرؤية والأهداف المحددة لدى المدير، وعدم وضوح الرسالة المطلوبة منه ومن المؤسسة التي يقودها، وهذا طبعاً يجعل المدير يقول شيئاً، ويفعل شيئاً آخر، مما يؤدي في النهاية إلى التخبط، واتخاذ قرارات متضاربة، وبالتالي يفقد مصداقيته وثقته لدى موظفيه.
وفي كثير من الأحيان يشعر بعض الموظفين بأنهم يعاملون معاملة غير عادلة من حيث توزيع المهام، والمكافآت، والعقوبات، وقد يشعرون أيضاً بأن المدير يفضل بعض الموظفين على بعض، فهذا يؤدي بدوره إلى تآكل الثقة وضياعها بين أعضاء الفريق.
وبعض المُدراء يقتلون ملكة الإبداع والابتكار لدى الموظفين، وهم يعلنونها صراحة «تمنع المبادرات أو أي أفكار جديدة، وإبقاء الوضع على ما هو عليه»، وبعض المُدراء يلجأون إلى تعنيف ونقد الموظفين على الملأ، وهذا بالطبع يؤذي مشاعر الموظفين ويضر بالعلاقة بين المدير وموظفيه، فإن كان لابد فاعلاً فعليه باتباع الأسلوب النبوي الكريم: «ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا» ولا يتم التصريح بأسماء من ينتقد.
كذلك غياب التواصل الفعّال، وعدم تقاسم الأفكار والرؤى مع الآخرين من خلال العبارات المكتوبة، أو التعبير الشفهي، وغيابه عن العمل كعضو فعّال في الفريق وقائد للفريق نفسه، يؤدي ذاك كله إلى تصدع جدار الثقة بين المدير وموظفيه.
كما أن وجود مدير تقليدي ذي مركزية متحجرة، وأفكار تقليدية غير قابلة للنقاش، مع وجود مجموعة من الموظفين ذوي الإمكانات التقنية العالية، والخبرات الواسعة، وتطلعهم للعمل والإبداع يجعل الموظف يفقد ثقته بهذا المدير.
إن أساس النجاح في العمل هو الثقة والاحترام المتبادل، وفقدان هذه الثقة بين المدير وموظفيه يؤدي إلى ضياع المؤسسة، فعلى المدير توفير بيئة عمل صحية تساهم في تحقيق رضا الموظفين وتزرع الثقة بينه وبين موظفيه.

** المصدر: جريدة “الشرق” 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى