ليلى خان: السينما هي ما نخاف قوله

فاتن حموي
ولدت المخرجة البريطانية ليلى خان في بريطانيا وولد معها عشق السينما، أرادت لكاميراها أن تحمل قضايا إنسانية أولاً وأخيراً. فكلّ عمل تقدّمه يشكّل قضية تؤمن بها وتسعى من خلال عينها الإخراجية إلى التركيز على تفاصيلها بكلّ دقّة وعمق.
زارت خان بيروت في الرابع عشر من الشهر الحالي، حيث عرضت فيلميها 6 Cup Chai وStolen Water في «آرت لاب» (الجميزة)، وفي مسرح «دوار الشمس» بدعوة من «مؤسسة شمس» التي تُعنى بالفنانين الشباب، وتلا العرضين نقاش مع الجمهور. يسلّط الفيلم الأول الضوء على عمالة الأطفال، من خلال قصة فتى صغير يعمل كصبي شاي في حي فقير في مومباي (الهند)، جلّ أمنياته أن ينخرط في مدرسة كغيره من الأطفال. والثاني يتمحور حول قضية المياه في الشرق الأوسط لا سيما في الأردن، حيث أقامت فترة من الوقت، وسلّطت الضوء على الوسائط التي يستخدمها الناس لسرقة المياه. يتوقّف الفيلم عند التحدّيات التي تواجه الأردن بسبب الخشية الدائمة من شحّ المياه، وتأثير اللاجئين السوريين على هذه الأزمة.
تقول خان في حديث خاص لـ «السفير» إن العروض في مسرح «دوار الشمس» و «آرت لاب» كانت ممتازة، من حيث تفاعل الحضور «الجمهور تفاعل مع 6 Cup Chai أكثر من Stolen Water بسبب قيمة الأول الفنية. اعتبر بعض الحاضرين أن قصة المياه المسروقة لم تتم تغطيتها بشكل وافٍ في المنطقة، لا سيما حين ذكر البعض أنّ إسرائيل تسرق المياه من لبنان، والبعض الآخر اعتبر أنّ هذا الموضوع محض سياسي. لكنني كنت سعيدة جداً بسبب التفاعل والتركيز على تفاصيل كلّ عمل وأبعاده».
تضيف خان أنّ أول فيلم شاهدته وحفر عميقاً في ذاكرتها هو «سايكو» لألفرد هيتشكوك، «أجده من أشهر الأفلام في تاريخ السينما، وأجده تحفة فنيّة بامتياز من حيث النص وطريقة الإخراج وخلق الحماسة وشدّ عصب المشاهد مع كل لحظة في كلّ مشهد»، مضيفة أنّها لا تعتبر أياً من المخرجين مثالأً أعلى تحتذي به، «أحبّ وأتابع أعمال مخرجين عديدين منهم هيتشكوك، ستانلي كيوبريك، فريتز لانغ، سكورسيزي، ومجيد الماجدي».
ترى خان أن أجندة التغيير التي تسير وفقها تعتمد على السينما التراكمية «الفيلم هو أداة للمعرفة والتعليم وتمكين المشاهدين أكثر من كونه أداة للترفيه. أفلامي ترتكز إلى قضايا وأحاول أن أصنع التغيير من خلال خلق الوعي حول كلّ قضية أحملها لأشجّع على فتح النقاش وصولاً إلى إيجاد حلول للمشاكل».
المياه المسروقة
نسألها عن زيارتها الأردن ومكوثها فترة من الوقت هناك وتقديمها فيلماً حول سرقة المياه فتجيب «شجّعني أحد الأصدقاء لزيارة الأردن، وأصبح بمثابة بيتي الثاني ووطني الثاني، لا أجده بلداً محافظاً ولا متحرراً بل أراه معتدلاً. ولسهولة الانتقال منه وإليه زرت الأردن مراراً وكان فيلم «Stolen Water».
تعتبر خان أنّ الثقافة والعائلة هما ركيزتان أساسيتان لما يستطيع المرء القيام به في العالم العربي ومن هنا تأتي السينما مما يمكننا قوله أو الخوف من قوله، «بعض الأفلام العربية جيدة لا سيما الفلسطينية منها، مثال «Paradise Now» ووثائقي بعنوان «5 Broken Cameras». ذكرت هذين الفيلمين لأنهما واقعيان ويشكلان انعكاساً للحياة اليومية والصراعات للبقاء».
مع كل فيلم تقوم به خان هناك تحدٍ. وهذا التحدي هو السبب الأساس للتمتّع في صناعة الأفلام، «هناك عقبة وحيدة يمكنني التفكير فيها، وهي تأمين التمويل اللازم لأفلامي لكوني صانعة أفلام مستقلة. كلّ أفلامي هي من إنتاجي الخاص سأستمرّ في العمل حتى لو لم يكن هناك ربح في المقابل، سأتابع ما أقوم به، لأنه مسيرة حياة اخترتها بمحض إرادتي وهو عمل استثمار في الحب. أصنع فيلماً وأسافر سنة معه وهكذا دوليك».
وحول مشاريعها المستقبلية تقول خان إنّها في المراحل الأولى للعمل على فيلمها الروائي الأول في باكستان، وتفكّر في تصوير فيلم في لبنان، «ما زلت في طور البحث عن الفكرة. التقيت بالممثلة الشهيرة نادين نجيم خلال زيارتي لبنان، رأت أعمالي وأعجبتها لا سيما 6 Cup Chai ونحن نفكّر سوياً في عمل نقدّمه معاً. المهم الآن هو البحث عن قصة مهمة ومؤثرة للمضي قدماً في العمل».
(السفير)