لي أن أستبيح الموت.. للشاعر غيث القرشي

خاص ( الجسرة)
خمسة وثلاثون عاماً انقضَين من عمر هذا القلب، وما زال يبحثُ، في داخِلِهِ، عن قَبسِ الوصول !
يَمّمتُ نَحوكِ مِشكَاتِي،
ومُعتَقَدِي
وانصَعتُ للقلبِ حُكماً، آخِـذاً
بيدِي
لم يَبقَ مُتّسعٌ ،
في الرّملِ أَذرِفُـهُ
دمعاً عليكِ، سِوى بعضٍ
من الجَلَدِ
أرسلتُ بوحَ الجَوَى
في ومضِ شاردَةٍ ،
فارتَدَّ وحيَ غِوىً ، في
مَكمنِ الرّشَــدِ
كم بَاعَدَتنا دُروبُ المَوجِ
دونَ صَدىً ،
يأوي إلينا، فَـيُـذكِي
رَعشَة الكَبدِ
لم تترُكي في رهيفِ القلبِ
من شَغَفٍ
حتى توحَّدَ، في مرآتهِ
جَسَدِي
فاستَوحَشَ القلبُ
ما اترَفتِ من لُـغَـةٍ ،
واستَمطَـرَ العينَ، ما أَتـلَـفتِ
في الرّمدِ
يَنمو بِقلبِ الرُّؤَى
بَوحُ المرايا، لِكَي
يرعى جَنينَ الهَوَى ،
عن، أعينِ الحَسَدِ !
فوقَ الرصيفِ تهادَى
نَبضُ خُطوتِنا
وجداً يُـطَـرِّزُ آيَ الرّوحِِ
في الجسَدِ
من اي نايٍ خَرجتِ ،
دُونَما وَجَلٍ !
عزفاً يُمَوسِقُنِي، في
لحنهِ الغَرِدِ
فوق الرصيفِ تهادى
غيمُ رفقتِنا
واستقبل القلبُ ما أسررتِ
في خَلَدِي
يا للشتاءِ أتَى ،
والسّحرُ دَيدَنُهُ
والعشقُ يَنثُرُهُ،
عن شُرفَةِ البَرَدِ !
أسقيتُ نَفسي جَوىً،
والماءُ مُتّضحٌ ،
حتى أُخَلّدَ فرداً
خارجَ العَدَدِ !
أيوبُ عانقَ في المشوارِ
غُربَتَنا
لم يطفيءِ الصّبرُ
ما عانيتُ في مسدِي
تطفو على الموجِ أفكاري،
وأرقُبُها
تستَلّ بَوحَ المُنى، من
آهةِ الزّبَــدِ !
كَـم للسّماءِ، وكَم
للأرضِ حينَ غَــدَت
سجناً صغيراً، وصرتِ، أنتِ لي
بَلدِي !
مُضنَىً من السُّهدِ،
مشحوناً، وبي أملٌ
أن يُنهِيَ الفجرُ دَربَ الشّوقِ
بالمَــدَدِ
إنّي شَحنتُ لهُ رِيحُي، فَـأرّقَــهُ
قوسُ اختِلاسِ غُـيُومِي
والنبيذُ نَديْ !
أمتــدُّ في اللّيلِ،
اجتاحُ المَــدارَ رُؤَىً
استَنهضُ الحدسَ مِعراجاً
مع الأحدِ
روحٌ من السّحرِ أنتِ ،
غٓيمةٌ فَـتَـنَـت
وَحيَ الجُنونِ بِكُلّي،
حاضِري،
وغَــدِي !
يَمّمتُ نَـحوَكِ أُنـثَـىً ،
لِلغِــوايَـةِ، قَد
فاضَ السَّحابُ لهَا،
عَـن ،
شَــهـوَةِ الأَبَـــدِ !