ما بين السطور.. حين ترحلين

- ما بين السطور.. حين ترحلين - 2025-06-08
- ما بين السطور.. وأخيرًا.. تعب الكلام - 2024-10-14
- ما بين السطور..حين يمرض الصغار - 2024-09-22
لك أن تكوني نجمة ..
في الليل تغدو آية للسائرين ..
لك أن تكوني بسمة ..
في أعين الأجيال والوجه الحزين ..
لك أن تكوني نخلة ..
خضراء وارفة تسر الناظرين ..
لك أن تكوني درة ..
في الجيد كالأذكار تحيي العالمين ..
لك أن تكوني واحة ..
في الدرب أفياء تداري السائرين ..
لك أن تكوني الشمس ..
والقمرَ المطلَ على قلوب الساهرين ..
بل أن تكوني النبض في الأفراح ..
أعياد البرايا العابرين ..
ما أعذب الدمع الذي قد فاض ..
بالأشواق في الجرح الدفين ..
لك أن تكوني جنة الفردوس ..
في أعلى جنان الخلد مرأى الخالدين ..
تُؤوي يتامى الأمس تعطي البائسين ..
لك أن تكوني بلسما ..
في الروح يشفي العين والقلب الحزين ..
لك أن تكوني ساعدًا ..
يمتد مثل النهر يسقي العابرين ..
لك أن تكوني قبلة ..
تزدان كالأفلاك ما فوق الجبين ..
لك أن تكوني غيمة ..
تشتاقها الأشجار من طول السنين ..
لك أن تكوني نغمة ..
فوق الغصون الخضر ترفل باليقين ..
لك أن تكوني خيمة ..
بين البوادي قبلة للمتعبين ..
ومظلة تحمي اليتامى البائسين ..
تمتد كفك في مدار العمر تروي الظامئين ..
في الدرب حارسة لأحلام الصغار المعدمين ..
لك أن تكوني كالسماء ..
مملوءة بالنور ، بالذكرى .. دثار السائلين ..
لك أن تكوني موطنا ..
يحمي البرايا والرعايا نعمة للعالمين ..
فالأرض تحمي الكائنات ..
من الدمار ، وتغسل الجرح الدفين ..
الأرض تُؤوي كل ذكرانا،
وكل شجوننا ، في كل حين ..
لك أن تكوني نسمة ..
يُحيي شذاها النازفين المكربين ..
بل أن تكوني مشعلًا ..
يضوي الطريق بكل نجوى الصابرين ..
أو أن تكوني كسرة الخبز التي ..
يحتاجها المسكين يطعمها لكل الجائعين ..
أو أن تكوني كسوة ..
تكسو العرايا في النوائب ..
في ديار المنهكين ..
بل أن تكوني همسة بين الليالي ..
في سكون الوجد،
في صمت القلوب وفي عثار الغافلين ..
ما ضرها الأيامُ لو أبقت على الأنفاس ..
والنبضات ، من غير الأنين ؟.
ما ضرها الأفراح لو جمعت لنا كل الحنان ..
وكل ما سامرته في العمر..
من دنيا ودين..؟
hissaalawadi@yahoo.com
**المصدر: جريدة “الراية”