‘ما ورد’..عندما يقرع الجرس تحضر سوريا الخمسينات

نضال قوشحة

في فيلم “ما ورد” لأحمد إبراهيم أحمد الذي أطلق في عرض خاص به بتاريخ 26 يوليو الماضي، تحضر السياسة بشكل مبطن من خلال سرد تاريخ سوريا السياسي الحديث، عبر حياة صبية ريفية في قرية تزرع فيها الورود، ويقوم أهلها بتقطير هذا الورد وصناعة العطور والمربى.

وفي هذه القرية تعيش “نوارة” الفتاة الجميلة التي يعشقها كل من بالقرية، بدءا من الشيخ، ثم المثقف الليبرالي، مرورا بالثوري، بينما يشغفها حب الغريب الذي يتحدث الفرنسية ويعاملها بلطف شديد، فتنخدع له، لتكتشف لاحقا أنه محتال.

في “ما ورد” مناظر كثيرة عن الجمال الطبيعي في القرى السورية الخضراء، وظهور واسع للورود، وهذا ما استلزم من صناع الفيلم جهودا خاصة في فن الغرافيك غطت مساحة الفيلم كله، وعن هذا يقول مخرج الفيلم أحمد إبراهيم أحمد “كان هدفي في الفيلم تبيان جماليات الوطن السوري، وأن أظهر مكامن السحر فيه، لكي أحسس من اضطر إلى السفر، بقيمة هذا الوطن الجميل، عملنا بجهد لكي نخلق هذا الجو البديع، استخدمنا الغرافيك والطيران، استقدمنا آلاف الأزهار الطبيعية والصناعية التي تمت زراعتها في المكان، في قرية على الحدود السورية اللبنانية”.

 

الفيلم حفل بمشاركة العديد من نجوم الفن السينمائي السوريين، منهم المخرج السينمائي الشهير عبداللطيف عبدالحميد
وعن دخوله عالم السينما كمخرج لأول فيلم سينمائي روائي طويل له بيّن قائلا “الخلفية التلفزيونية التي جئت منها جعلتني متوجسا، فكنت خائفا من طغيان الحالة التلفزيونية بحكم الاستمرارية الطويلة في العمل على خلاف السينما، ولقناعتي بأن المزاجين مختلفان تماما، بذلت كل ما باستطاعتي لتقديم حالة سينمائية خالصة، تتغير فيها وتتعمق وسائل التعبير، فهنا تحضر كثافة اللحظة وعمق التأطير، والدقة في العمل حتى درجات متناهية في البعد، السينما فن التخيّل، لأنها فن المتعة والروح، وفي الفيلم رغبت في تحقيق الحالة المثلى المتمثلة في إيصال الفيلم إلى الحالة الشعبية، بحيث يفهمه الجمهور العادي وكذلك الجمهور الخاص، وهذا ما يجسد لي الحالة المثلى في فن السينما الذي أتوق إليه ومشاركته مع شرائح كبيرة من جمهورنا العربي عامة”. ويشارك في فيلم “ما ورد” العديد من نجوم الفن السينمائي السوريين، منهم الفنان والمخرج السينمائي الشهير عبداللطيف عبدالحميد الذي يجسد دور الشيخ، وريهام عبدالعزيز بطلة الفيلم وملكة جمال الأردن السابقة التي تقول عن

مشاركتها “شخصية نوارة هي وجود فاعل وقوي في الفيلم، لعبت هذا الدور للغنى الذي فيه”.

عن أولى أدوارها التمثيلية، تقول ريهام عبدالعزيز “عندما بدأت الفن كانت السينما هي ظهوري الأول، من خلال فيلم ‘دمشق مع حبي’ عام 2006 مع المخرج محمد عبدالعزيز، وقد حققت فيه العديد من الجوائز، ثم عملت لاحقا في التلفزيون، واكتسبت خبرة هامة منه، لكن “ما ورد” شدني ببساطته وجماله، فنوارة هي شخصية فتاة جميلة لعوب ببراءة، تتمنع عن البعض من عشاقها، وتقوم برعاية أخيها الأخرس الذي تركه والداها عهدة لها بعد وفاة أمهما فتدور بها رحى الحياة”.

وتضيف عبدالعزيز “استلزم مني العمل جهدا كبيرا، وكانت الحقبة التاريخية للفيلم التي تحكي مرحلة الخمسينات من القرن الماضي عاملا محفزا لكل فريق العمل على بذل المزيد من الجهد لتقديم ما هو متعلق فعلا بها، فكل الديكور وقطع الإكسسوار وكذلك الملابس وحتى طريقة ظهور شكل الأسنان غير البيضاء الناصعة، هي تفاصيل عملنا عليها حتى وصلنا إلى هذه الحالة من العمل، كنت سعيدة بالعمل مع المخرج أحمد إبراهيم أحمد وكل فريق العمل، كما كان وجود أسماء فنية هامة في الفيلم حافزا لي لبذل المزيد من الجهد”.

وشاركت في الفيلم الفنانة السورية الشهيرة نورا رحال التي جسدت شخصية امرأة فرنسية، تعمل على معرفة سر صناعة العطر في القرية ثم سرقة الأفكار للعمل عليها في فرنسا، كما مثل في “ما ورد” أيضا كل من أمانة والي ووسيم قزق ولجين إسماعيل وفادي صبيح ورامز أسود ويوسف مقبل وغيرهم.

ومخرج الفيلم أحمد إبراهيم أحمد من مواليد 1966، عمل مديرا للتصوير والإضاءة لأكثر من أربعين عملا فنيا، قبل أن يتجه إلى الإخراج، فأخرج العديد من الأفلام القصيرة كـ”متل الحقيقة” و”رياح الخريف” و”صدى الصمت” و”الرجل الذي صنع فيلما”، وفي عالم الدراما التلفزيونية قدم مسلسلات “طريق النحل” و”لعنة الطين” و”سوق الورق” و”زمن البرغوت” بجزأيه، و”نساء من هذا الزمن” و”عناية مشددة” و”زوال”.

(العرب)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى