محمد حفظي: أكتب سيناريو يعيد عمرو دياب إلى السينما

هبه ياسين

على رغم دراسة المنتج والسيناريست المصري محمد حفظي الهندسة في لندن إلا أنه آثر الإنخراط في الأنشطة السينمائية المختلفة بين الإنتاج والتأليف وكتابة السيناريو. يهوى الإخراج لكنه ما زال مشروعه وحلمه المؤجل نظراً الى إنشغاله في أعماله الأخرى. أسس شركة «فيلم كلينك» للإنتاج السينمائي. بدأت رحلته الفنية عبر الكتابة كهواية، حتى وصل إلى مرحلة الاحتراف. التحق بالحقل السينمائي من طريق الصدفة عبر المخرج طارق العريان الذي راقته أعماله.
لا يخشى حفظي المغامرة وإسناد بطولة أفلامه إلى وجوه شابة صاعدة ومنهم يوسف الشريف في «العالمي» 2009، والثلاثي أحمد فهمي وهشام ماجد وشيكو الذين بزغ نجمهم عبر «ورقة شفرة»، وأخيراً، أحمد مجدي وعلي صبحي في فيلم «علي معزة وإبراهيم».
يجنح حفظي أحياناً إلى إنتاج أعمال ذات أفكار مختلفة، قد يرفض بعضهم إنتاجها لافتقادها الخلطة السينمائية التقليدية للأفلام التي تحقق الإيرادات وبينها فيلمه الأخير «علي معزة وإبراهيم»، أو «فرش وغطا»، «فيلا 69»، «وردة»، فيما حققت أفلام أخرى نجاحاً نقدياً وجماهيرياً، وسجلت إيرادات غير متوقعة منها «هيبتا: المحاضرة الأخيرة». بينما يأتي العرض العالمي الأول لفيلمه الأخير «الشيخ جاكسون» في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي في كندا في دورته هذا العام. «الحياة» حاورت محمد حفظي:
> تجنح أحياناً إلى إنتاج بعض الأفلام التي قد تبتعد من تلك الخلطة التي تجلب الإيرادات… لماذا؟
– الإيرادات ليست معيار النجاح الوحيد للعمل، ومع ذلك أنتجت أفلاماً حققت عائدات مرتفعة بينها أعمال الثلاثي أحمد فهمي وشيكو وماجد منذ الفيلم الأول «ورقة شفرة» 2008، وثمة أفلام أخرى حققت أرقاماً ضخمة منها «هيبتا»، فكل فيلم أقدم على صناعته يكون مدروساً وتوضع خطته مسبقاً، وقد يحقق بعضها إيرادات أكثر أو أقل من المتوقع.
> هل يمكن القول إنك حققت نجاحاً كبيراً في مجال الإنتاج خلال فترة وجيزة؟
– ليست بالفترة الوجيزة، بل هي تمتد الى ما لا يقل عن 10 سنوات. ولعل أحد أهم مواصفات المنتج إجادة الإدارة واختيار المواضيع، والأشخاص الذين سيعمل معهم من أصحاب الرؤية المختلفة. وأنا أزعم أنني أمتلك الحس لاكتشاف أصحاب المواهب، كما أنتقي مواضيع ذات قيمة بقدر كبير. أحياناً قد لا يصادفنا النجاح الكافي وأحياناً أخرى قد أصنع أفلاماً لست راضياً عنها تماماً، وثمة أفلام لا تحقق النتائج المرجوة، لكن في شكل عام يتملكني الرضا عما أقدمه إلى حد كبير.
> أقدمت على إنتاج فيلمي «18 يوم» و«اشتباك»، مع علمك انه كان من شأنهما أن يثيرا الجدل، ألم ترهما مغامرة غير محسوبة العواقب؟
– بالفعل وأذكر هنا مثلاً أن فكرة «18 يوم» جاءت من مروان حامد ويسري عبدالله، وراقتني للغاية، وحبذت مشاركتهم تلك التجربة منتجاً آنذاك. ولم يكن أحد بيننا قد توقع ما الذي ستستتبعه تلك الأيام الثمانية عشر، وسارعنا في إنتاجه رغبة في المشاركة في «مهرجان كان»، وبالفعل عرض رسمياً في الدورة الخامسة والستين للمهرجان 2011. خلال تلك الآونة كان الجميع يعيشون منتشين بلحظة 25 كانون الثاني (يناير)»، وإنجاز الثورة، غير أن ثمة تغييرات سرعان ما طرأت أعني على المستوى السياسي، لذا عند تسريب الفيلم أخيراً، تعرض للهجوم من قبل قطاع كبير من الجمهور بمختلف توجهاته، وأرى أن باعث تلك الانتقادات يعود الى كوننا نعيش لحظة مختلفة، ويتبين لنا اليوم أشياء لم تكن واضحة آنذاك. ومن ناحيته أثار فيلم «اشتباك» جدلاً أكبر عند طرحه، لاعتماده على مجموعة من الشخصيات مختلفة الاتجاهات وبينهم منتمون إلى جماعة «الإخوان المسلمين» وعلى رغم توجيه الفيلم للإنتقادات إلى «عناصر الجماعة» أحياناً، إلا أنه قدمهم كـ «بشر»، طارحاً البعد الإنساني، فرأى بعضهم أنه من غير المناسب طرح تلك القصة في الوقت الراهن، ومن ثم هوجم الفيلم. في النهاية يخضع الأمر برمته إلى وجهات النظر. مهما يكن فإن فيلم «اشتباك» لم يتناول القضية بقدر ما طرح المواقف الإنسانية، الغرض الأساسي من الفيلم هو فكرة «التعايش»، التي صورها البعض أنها دعوة إلى «المصالحة»، وهي أمر غير صحيح، حيث أن العمل لا يدعو للتصالح مع أي طرف ارتكب أي نوع من الجرائم.

صدى في الخارج
> هل توقعت هذا الاحتفاء الدولي بهذا الفيلم؟
– بالفعل حقق «اشتباك» صدى كبيراً دولياً، ما حقق انتشاراً جيداً للفيلم وساعدنا في بيعه لأكثر من 35 دولة حول العالم، وهو الأمر الذي لم يصادفني خلال أي من الأفلام التي أنتجتها من قبل.
> ما مصير فيلم «18 يوم»؟
– مصيره «اليوتيوب»، ولا جديد حياله، وربما أن صانعيه ومن شاركوا في بطولته لا يحبذون عرضه حالياً، فالفيلم صنع في لحظة معينة، و «18 يوم» كان ينبغي أن تتم مشاهدته في وقتها، وحالياً لا تتوافر الضرورة ذاتها كما هو في الماضي، لا سيما أنه صنع في فورة حماسة لحظية. وفنياً، ربما لم يكن الفيلم بالمستوى المبتغى.
> هل منع عرض «18 يوم»؟
– لم يمنع الفيلم من العرض لأنه لم يعرض على الرقابة من الأساس كي يتم رفضه. لم يجر استكمال التصاريح الرقابية له منذ البداية، وكنت أحد منتجي هذا الفيلم مع آخرين، وثمة شركات أخرى منوط بها.
> يُحمل بعضهم منتجي الأفلام مسؤولية تراجع الذوق السينمائي؟
– ثمة تدنٍ في الثقافة في شكل عام سواء بين الجمهور أو الأعمال المطروحة. وكثير من المنتجين لم يحاول تقديم أفلام أفضل من تلك الموجودة على الساحة حالياً، تحت دعوى أن «الجمهور عايز كده»، في حين أن الجمهور يعتاد مثل هذه الأفلام، فيما يمكن أيضاً أن يصنع المنتجون أفلاماً أخرى وتحظى بإقبال جماهيري وهو ما حدث بالفعل حين قدمت أعمالاً مختلفة ولاقت إعجاب الجمهور، فاللوم لا يقع على المنتجين وحدهم، لكن مبعث إلقاء اللوم عليهم هو كونهم لم يحاولوا إنتاج أعمال تخرج عن سياق تلك الأفلام السائدة وعبر نمط مختلف عن تلك التي تلاقي إقبالاً جماهيرياً (وفقاً لوجهة نظرهم).
> ما المشكلات التي تواجه منتجي الأفلام في مصر؟
– تواجهنا مشكلات عدة بينها ارتفاع كلفة الإنتاج والتنامي الضخم في الأجور سواء للممثلين أو الفنيين، ويعود ذلك إلى الإقبال على الفنيين من قبل قطاع الإنتاح الدرامي التلفزيوني، لا سيما بين الموهوبين منهم، وهم محدودو العدد، ما أدى إلى ارتفاع أجورهم. وما زلنا نعاني مشكلة أخرى هي «القرصنة» ونزول الأفلام على «اليوتيوب» أو عرضها عبر القنوات التلفزيونية، ما يؤثر في حجم الإيرادات.
> وفي رأيك ما الحلول لتلك المشكلات؟
– الحوار بين مختلف الجهات ومنها قطاع السينما ووزارة الثقافة والمركز القومي للسينما وغرفة صناعة السينما ونقابة السينمائيين مع الجهات المسؤولة والمعنية، فثمة صعوبات جمة نواجهها.
> ما جديد الفيلم الذي يقوم ببطولته عمرو دياب؟
– انتهيت فعلياً من كتابة السيناريو الخاص به لكن لا أعلم توقيت تنفيذه أو احتمالية تأجيله من عدمه، لا سيما أنني لست «المنتج»، بل كتبت السيناريو فقط. وليس مسموحاً لي في الوقت الراهن الإفصاح عن قصته لكونه لم يدخل طور خطة الإنتاج بعد.

(الحياة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى