مساءلة «العصر الليبرالي» في مجلة «الهلال»

يحتوي العدد الجديد من مجلة «الهلال» القاهرية على ملف خاص عن «تجربة ديموقراطية» مصرية قضت عليها ثورة تموز (يوليو) 1952، ومن ثم أنهت ما يسمى «العصر الليبرالي» في مصر. وفيه يعرض عبدالعزيز جمال الدين «الحياة الديموقراطية» بالوقائع، في ضوء العلاقة الشائكة بين القصر والاحتلال وأحزاب الأقلية من جهة، وحزب الوفد وعموم الشعب من جهة أخرى، ويكتب مصطفى نور الدين عن إدارة الثورة الإقصائية للتيارات والأحزاب السياسية. وتنشر المجلة مقالاً عنوانه «ثورة 1952 في عيون غربية»، كتبه طه حسين قبل أقل من أسبوعين على «الحركة المباركة» كما كان «الضباط الأحرار» يطلقون عليها، لكنّ عميد الأدب العربي حسم الأمر منذ البداية وأطلق عليها اسم «الثورة».
أما رئيس التحرير سعد القرش، فكتب عن فلسفة «الهلال» مفسراً حيويتها وانتظام صدورها منذ 124 عاماً، بأنها تنظر إلى المستقبل، وتراهن عليه، ولا تتورط بالنظر إلى الوراء، فتغرق في معارك الماضي المفضية إلى التعثر، وإن كانت تعيد النظر في قضايا قديمة متجددة باعتبارها تاريخاً لا مجرد ماض. وأضاف أن هذا الملف ليس تكراراً للغو مجاني يثار في ذكرى 23 يوليو، ولكنه استعراض لأبرز ملامح المرحلة السابقة، وهل كانت مؤهلة للنمو في ظل استعمار مزدوج؟ لكي نطوي تلك الصفحة، وننتبه إلى المستقبل.
ويرصد عبدالخالق عبدالله جبة؛ أوجه التشابه بين الحالة الصليبية والحالة الصهيونية، ويتتبع سامي السهم؛ رؤية الشيخ مصطفى عبد الرازق لأوروبا من خلال ما كتبه عن زيارته الى باريس قبل أكثر من مئة عام. ويتناول عمر مصطفى لطفي جهود المؤرخ محمد عبدالله عنان، ويكتب فايز فرح عن ملامح التجربة الإنسانية لمحمد إقبال. ويقدم محمد رضوان إضاءات على تجربة الشاعر الراحل حسن كامل الصيرفي. واستكمالاً لمتابعات «الهلال» لعام شكسبير تنشر مقالين عن شكسبير في العالم العربي؛ «من ترجمات مديري العموم إلى محمد عناني» لمحمد فتحي فرج، والثاني توثيق لمعالجات أعماله واستلهامها في المسرح العربي عبر مئة عام لعمرو دوارة. وفي العدد سياحة مع الطقوس الغرائبية التي تميز احتفالات المكسيكيين بيوم الموت، يكتبها محمد الخطابي؛ عضو الأكاديمية الإسبانية – الأميركية للآداب والعلوم في كولومبيا، وسياحة فنية في فنون المعلقات التشكيلية يكتبها أسامة عفيفي في نقده لمعرض التشكيلية المصرية سماء يحيى.
ويوثق نبيل حنفي محمود جوانب من الحفلات الغنائية التي صاحبت السنوات الأولى لثورة 1952. وفي العدد نصوص لعبد الغني كرم الله (السودان)، وآمال فلاح والأخضر بركة (الجزائر)، وسامية شرف الدين (تونس)، وهيفين تمو (سورية)، ولؤي عبدالإله (العراق).

 

(الحياة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى