مشروع “مطافئ” يعكس ازدهار الساحة الفنية

الجسرة الثقافية الالكترونية
*مصطفى عبد المنعم وقنا
المصدر: الراية
تحت رعاية وبحضور سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، تم أمس رسميًا تدشين مبنى “مطافئ.. مقر الفنانين” بالإضافة إلى افتتاح معرض 555، في حفل أقيم في مقر المبنى، بحضور سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث، وسعادة الشيخ حسن بن محمد آل ثاني نائب رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، وعدد من الشخصيات رفيعة المستوى وأصحاب السعادة السفراء المعتمدين لدى الدولة وجمع من الفنانين والمثقفين من داخل وخارج قطر.
ويأتي هذا التدشين تتويجًا للجهود التي يبذلها فريق متاحف قطر منذ عام 2012 لتجديد مبنى الدفاع المدني القديم وتحويله إلى مقر استضافة لبرنامج جديد يحمل اسم”مطافئ.. مقر الفنانين”.. وقد حرصت متاحف قطر أن تجمع حُلة المبنى الجديدة بين عبق الماضي وحداثة المستقبل، مع احتفاظها بالواجهة الأصلية للمبنى، وإعادة تصميم بعض من ملامحه على نحو لم يفقده هويته المعمارية الأصلية.
الازدهار الفني
وقالت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر:”للفنون والإبداع والتراث دور بالغ الأهمية في دفع مسيرة التقدم ببلادنا ودعم أهداف رؤيتنا الوطنية”.
وأضافت سعادتها في كلمة لها في بيان صحفي وزع في حفل الافتتاح:”يمثل تدشين مشروع “مطافئ” – اليوم – خطوة بارزة على درب تحقيقنا لهذه الأهداف، إذ يبرز المشروع حجم الازدهار الذي تشهده الساحة الفنية في قطر، ويقدم في الوقت نفسه دعمًا مثاليًا للجيل القادم من حاملي لواء الثقافة في بلدنا”، منوهةً بأنه وانطلاقًا من كونه مركزًا للتبادل الإبداعي، سيسهم مشروع “مطافئ” في أن يكون لدولة قطر مبادرتها الثقافية الأصيلة القائمة على الإبداع والابتكار.
وأعربت سعادة الشيخة المياسة في كلمتها عن فخرها بما حققه فريق المشروع حتى الآن، متطلعةً لرؤية ما ستكشف عنه الأيام القادمة في هذا المشروع الكبير.
برنامج الإقامة
وسينطلق برنامج “مطافئ.. مقر الفنانين” في مطلع سبتمبر القادم ويستمر على مدار 9 أشهر، حيث يقبل المشروع كمرحلة أولية 20 فنانًا من أصحاب المواهب الفنية المختلفة، منها الفن والتصوير والتصميم ، وغيرها من الألوان الفنية الأخرى. وقد تلقت متاحف قطر طلبات للمشاركة في البرنامج تزيد على 150 فنانًا من مختلف الأنحاء.
وسيقتصر البرنامج في مرحلته الأولى على قبول الفنانين القطريين والمقيمين في دولة قطر، على أن يتسع نطاقه في مرحلة لاحقة ليضمّ فنانين من دول المنطقة، ويقوم البرنامج باستضافة المواهب الفنية الجديدة كل 9 أشهر.
جذوة الإبداع
وبهذه المناسبة، قالت هلا آل خليفة، مدير مشروع مطافئ: “يسعدنا للغاية افتتاح مبنى مطافئ الجديد “اليوم”، فلطالما كان هذا المبنى صرحًا لخدمة المجتمع على مدار الثلاثين عامًا الماضية، ولن يتوقف المبنى عن أداء هذا الدور، بل سيواصل عطاءه ولكن بطريقة مختلفة، إن برنامج مقر الفنانين يمثل خير تجسيد لرؤية قطر الوطنية الرامية إلى إثراء حياة المقيمين في دولة قطر وزائريها، إلى جانب إيجاد هوية ثقافية أصيلة للإبداع والابتكار. ويحدونا الأمل أن يكون برنامج مقر الفنانين وسيلة فعّالة لدعم وإثراء المشهد الفني الحيوي في قطر وأن يسهم في منح الفنانين الصاعدين فضاءً مشتركًا للتجارب والإبداع والنمو والازدهار. لقد كانت رسالة المبنى قديمًا متمثلة في إخماد الحرائق، لتتحول اليوم إلى إشعال جذوة الإبداع”.
وسيستفيد الفنانون المنتسبون للبرنامج من أمور عدة من بينها التوجيه والإرشاد الذي سيكون متاحًا لهم على يد نخبة من أبرز الفنانين المحليين، إلى جانب التواصل عن كثب مع مجموعة من ألمع الأسماء الدولية في عالم الفن والتي تحرص متاحف قطر على استضافتهم.
معرض “555”
وبالتزامن مع افتتاح مبنى مطافئ، أعلنت متاحف قطر أيضًا عن تدشين معرض “555” رسميًا احتفاءً بأول برنامج إقامة فنية شهدتها الدوحة في مطلع التسعينيات واستمر على مدار عقد كامل تحت اسم “المركز الفني”. ويُشرف على تقييم معرض “555” سعادة الشيخ حسن بن محمد بن علي آل ثاني، ويهدف المعرض إلى تسليط الضوء على حقبة كان لها دور رئيسي في تطوير الفنون في قطر والمنطقة بأسرها.
وأضافت هلا آل خليفة:”معيارنا الذي نقيس به نجاح برنامج الإقامة هو تمكّن الفنانين الصاعدين الذين نقدم لهم الدعم من “التحليق بعيدًا في فضاء هذا العالم” وأن يكون الإبداع صفة ملازمة لهم. ونأمل بعد نهاية البرنامج الذي يمتد لتسعة أشهر أن تكون موهبتهم الفنية قد نمت وتطورت واستطاعوا أن يصيغوا لأنفسهم شخصية فنية مستقلة تدفعنا لإتاحة العديد من الفرص أمامهم في المستقبل، وتوسيع شبكة علاقاتهم، وإشراكهم في المعارض الفنية حتى يتمكنوا من إبراز أسمائهم وينجحوا في تلقي عروض لإنجاز مهام فنية”.
هذا ويحتوي المبنى على جميع التجهيزات اللازمة لاستضافة 20 فنانًا سيجري اختيارهم ضمن برنامج مقر الفنانين، كما يضم المبنى 24 استوديو، سيُخصص منها 20 استوديو للفنانين المقيمين، فيما تُخصّص الأربعة المتبقية للفنانين الزائرين، هذا إلى جانب احتواء المبنى على فضاء للعروض والتفاعل المجتمعي. كما سيشمل الطابق الأرضي للمبنى العديد من عناصر الجذب المتاحة للجمهور منها حديقة ومكتبة ومتجر للفنون والأعمال اليدوية وسينما وساحة عامة ومطعم، وكلها عناصر تخلق بيئة من التفاعل.