معرض ميرة القاسم ومهرة فارس يختتم اليوم في «أرابيا كافيه» بأبوظبي

الجسرة الثقافية الالكترونية-الاتحاد-
يختتم مساء اليوم في صالة عرض “أرابيا كافيه” بأبوظبي معرض “حتة من مصر.. الزمن الجميل” للشاعرة والمصورة الفوتوغرافية ميرة القاسم والمهندسة مهرة فارس، الذي افتتحته الأربعاء الماضي حرم السفير المصري في أبوظبي مهل حمودة.
يمكن القول بدءاً إن المعرض الذي انطوى على التصوير الفوتوغرافي والتصميم، يمثل نوعاً من الاحتفالية بالقاهرة والقاهريين، إنما مع التأكيد أن هذا الأمر غير مرتبط بظرف راهن أو طارئ بل هو نتاج خبرة تعايش مع الناس والمكان دون حسابات للزمن وتقلبات ظروفه. فالناظر إلى الصور الفوتوغرافية، التي التقطتها ميرة القاسم يدرك تماماً أنها نتاج الإحساس بلحظة ذات جمالية خاصة تتعلق بها شخصياً، حيث هذا الشخصي ليس سوى سوى الإحساس بجماليات الحياة، التي يسعى إليها الناس كل يوم، أو القاهريين، في حياتهم الاعتيادية اليومية، إلى حدّ أن من الممكن القول بأن هذا المعرض بكل محتوياته مرفوع إلى القاهرة والقاهريين في لحظات حاولت ميرة القاسم أن تجعل منها رفيعةً بالمعنى الإنساني للكلمة واحتفاء بالحياة وتمجيداً لها أيضاً.
لقد التقطت ميرة القاسم الناس أثناء وجودها بينهم، الوجوه والأمكنة والأشياء التي تخص الحياة اليومية، حتى ذلك الردم التي خصّ زلزال القاهرة فقراءها دون سواهم، ذهبت إليه القاسم واكتشفت جمالياته في مشهد واسع. إنها الحياة القاهرية اليومية بلا رتوش أو تزويق وبمحبة بالغة.
بهذا المعنى، يلحظ الناظر إلى صور ميرة القاسم أنها ذات حساسية خاصة أدت إلى نتائج معقولة، رغم أنها أكدت لـ”الاتحاد” ابتعادها عن القصدية في التقاط المشهد الذي تسميه اللحظة، بل سوف يكون مفاجئا للمرء أنها قد التقطت هذه الصور كلها وبكل ما فيها من تفاصيل عبر الكاميرا الخاصة بال”آي فون” وليس بعدسة كاميرا ديجيتال حتى، ومع ذلك تبدو غنية بالتفاصيل وبالحدث كما لو أن كل واحدة من الصور تروي حكاية قاهرية ما.
تعلق ميرة القاسم على ذلك بالقول: “لقد جعلت التقنية كل شيء ممكن الآن، إنني ألتقط لحظات جميلة، وبما أنه من غير الممكن لي أن أعتاد حمل كاميرا كمصورة محترفة، فتجربة المعرض هذه هي الأولى بالنسبة لي، يصبح الـ”آي فون” تقنية مناسبة جداً لم تكن متوفرة سابقاً لأسجل التفاصيل كلها التي تمرّ بي”.
وأضافت: “ما من منهجية معينة عندما أقدمت على التقاط الصور، بل التقطت مباشرة ما يروق لعيني وقلبي، إنها صور محبة أهديها إلى روح صديق مقرَّب وأستاذ هو أحمد فؤاد نجم الذي أحبّ مصر كما لم يحبها رجل آخر”.
وحول فكرة المعرض قالت ميرة القاسم: «هي مجموعة “كراكيب” موجودة في جهاز تكنولوجي خاص بي وأردت أن يراها الآخرون فما من صورة التقطتها وكانت مقصودة لغرض ما بعيداً عن جماليتها الخاصة ولحظتها الراهنة.. إنها مصر بطبيعتها كما هي عليه».
أما “حتة من مصر.. الزمن الجميل” لدى مهرة فارس، مهندسة الاتصالات، فكان له مقاربة أخرى، إذ بدا واضحاً أنه زمن يرتبط بماضي مصر الستينات والسبعينات إذ يتجسد عبر صور وتذكارات تعود إلى ذلك الزمن “الباهي” والواعد، أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وسواهما من نجوم الغناء والتمثيل الذين كانت أصواتهم مدوية عبر مساحة الوطن العربي كله.
جسدت مهرة فارس ذلك بطريقتها الخاصة على عدد من الثيمات: الأكواب وفناجين القهوة والجرار بل وحتى تلك المساند الخاصة بمقاعد الجلوس حتى كأنها أرادت للزمن الجميل أن يكون مرتبطاً بالتفاصيل اللصيقة بالشخص الناظر إلى أعمالها.
وعن الفكرة الكامنة وراء هذا الجانب من المعرض الذي يخصها، قالت: أريد أن أجعل من كل شيء يذكر بذلك الزمن الجميل، وهو هنا عن مصر وحدها، فلقد أغرمت بالقاهرة وهذا تعبير محبة عن غرامي بالقاهريين، والقاهرة التي لا أذكر كم من المرات قد قمت بزيارتها”. وأشارت إلى أن علاقتها بالقاهرة والقاهريين تعود إلى سنوات دراستها المبكرة إذ كانت مدرستها التي تركت أثراً فيها وفي توجهاتها من مصر، وحتى “لما درست في الجامعة كان لأساتذتي وأغلبهم من مصر أثر أيضاً”.
وقالت إنها استفادت من دراستها هندسة الإلكترونيات لتنفيذ تعبيراتها الفنية بواسطة الغرافيك ديزاين ثم طباعتها عبر عدد من التقنيات بحسب الفكرة التي أرادتها والخامة التي تستخدمها، حيث جعلها ذلك أكثر حرية في اختيار اللون الذي يخص الخلفية، ومن هنا فقد تعددت الأشياء والأدوات التي هي أكثر التصاقا بالمرء في يومه العادي إذ تبقى تذكره دائماً بالزمن الجميل.