منحوتة “بيرسيفال” تزين حديقة اسباير

الجسرة الثقافية الالكترونية
*مصطفى عبد المنعم
المصدر: الراية
تساهم برامج متاحف قطر الخاصة بالفن العام في نشر الثقافة على نطاق واسع في شوارع الدوحة ما له تأثير هام وجاذبية كبيرة وتؤدي إلى تقريب الفن للجمهور ونجحت هذه البرامج في لفت أنظار العامة لمختلف ألوان الفن سواء كان النتاج من المنحوتات الضخمة إلى الصور الفوتوغرافيّة، وتشكل الأعمال الفنيّة العامة تجربة فريدة وغير اعتياديّة، حيث تكون معروضة غالباً في الهواء الطلق، ويمكن إيجاد هذه الأعمال في أماكن عامة مثل مركز قطر الوطني للمؤتمرات، أنفاق طريق سلوى وحديقة أسباير. وهي تفاجئ الناس خلال حياتهم اليومية وتحفزهم على التفكير وإعادة التفكير. وعموماً، تتمتع هذه الأعمال بوجود قوي وأخّاذ في المدينة.
ومن بين هذه الأعمال توجد منحوتة بيرسيفال للفنانة سارة لوكاس في حديقة أسباير وهي عبارة عن مجسم برونزي بارتفاع 2.3 متر وطول 4 أمتار ويصور حصاناً من فصيلة شاير. ويقوم الحصان بجر عربة تحتوي على ثمرتي قرع ضخمتين مصنوعتين من الأسمنت لتناقضا اللمسة النهائية للتمثال المطلي بالبرونز.
وتم عرض بيرسيفال سابقًا في نيويورك، وهو العمل الوحيد للفنانة الذي يندرج ضمن فئة الفن العام. تشير منحوتة الفنانة لوكاس إلى الثقافة البريطانية وتعتبر نسخة من مجسم شعبي شهير موجود فوق العديد من رفوف المواقد في المملكة المتحدة. كما يعكس موضوعه ولع الفنانة بمعاينة وإبراز الأشياء التي تستعمل في الحياة اليومية ولكن في سياقات غير اعتيادية.
وضعت متاحف قطر منحوتة بيرسيفال في حديقة أسباير وهي المكان المناسب لحصان بهذا الحجم. تعد الحديقة أكبر حديقة في قطر وتغطي مساحة قدرها ثمانية وثمانين هكتارا. وتشكل مكاناً رحباً للنزهات العائلية مع وجود نوافير جميلة وملاعب وبحيرة هي الوحيدة في قطر حاليّا.
يبيّن هذا العمل التباين بين الموضوع والمكان بشكل واضح. إنه يأسر انتباه الكبار والصغار على حد سواء ويدعوهم للتفكير في طريقة أخرى للحياة بعيدة عما نعيشه اليوم في قطر الحديثة.
ولدت الفنانة البريطانية سارة لوكاس عام 1962 في هولواي، لندن، وهي عضو في مجموعة الفنانين البريطانيين الشباب الذين حظيت أعمالهم بتغطية إعلامية كبيرة وهيمنت على الفن البريطاني خلال التسعينيات. تستعمل لوكاس في الكثير من أعمالها الفنية التورية البصرية والفكاهة. ويذكر بأن أعمالها تشمل التصوير الفوتوغرافي والكولاج.
وتقول سارة لوكاس : الفن العام هو فعلاً للجميع. إنه ليس بالضرورة لجمهور يهتم بالفنون. وأعتقد بأن مجسم بيرسيفال يحمل هذه الرسالة، فهو محبوب من قبل الجمهور.