ندوة حول تاريخ المسرح القطري وإنجازاته ضمن فعاليات معرض عمان للكتاب

عمان – قنا
عقدت ندوة بعنوان “المسرح القطري: النشأة، الاعتراف، الإنجازات”، وذلك في إطار مشاركة دولة قطر كضيفة شرف في فعاليات برنامج الدورة الـ 22، من معرض عمان الدولي للكتاب المقام حاليا بالأردن، بمشاركة الكاتب والناقد المسرحي القطري الدكتور حسن رشيد، والممثل والمخرج المسرحي القطري السيد فالح فايز، وأدارها الدكتور فراس الريموني.
وقال الدكتور حسن رشيد في مستهل حديثه بالندوة : “إن ظهور المسرح القطري بشكله الرسمي يزيد عن الخمسين عاما، وخلال مسيرة النصف قرن قدم هذا المسرح العديد من الشخصيات الكبيرة والتي تشكل الآن تيار الوعي بالمسرح إجمالا”، مضيفا أنه “لا يمكن الحديث عن المسرح القطري بمنعزل عن شخصيات مثل الكاتب والمخرج القطري عبد الرحمن المناعي، وحمد الرميحي، وغانم السليطي، وهديه سعيد، وغازي حسين، بالإضافة إلى عشرات الأسماء الذين ساهموا في تكوين أجيال مسرحية مختلفة بتقديم نوع آخر من المسرح يحمل الفن والفكر في آن واحد”.
وأوضح أن المسرح القطري اعتمد منذ البدايات الأولى على الدعم اللامحدود من الدولة وإرسال البعثات الدراسية للخارج، مشيرا إلى أنه جزء من المسرح العربي إجمالا، وبالتالي يمر بحالة اللمعان وحالة الخفوت وهي حالة عربية، الأمر الذي يحتاج إلى مزيد من الدعم المادي نظرا لكلفة المسرح العالية، بالإضافة إلى تنمية روح الهواية والتي شارفت على الانقراض في الوطن العربي.
وسلط رشيد، الضوء على حالة تراجع المسرح العربي نتيجة الغزو اللامحدود من قبل بعض الفرق الخاصة العربية التي تدغدغ حواس الجمهور ولا تطرح المتعة والفن والفكر ومعاناة وقضايا الإنسان العربي، مبينا أن المسرح حاليا بعيد عن أهدافه الرئيسية المتمثلة بهموم الإنسان ويقدم الموقف الكوميدي الارتجالي الذي يعتمد على كوميديا اللفظ، واصفا الجمهور بأنه (يحضر المسرحية بدافع الضحك)، منوها بأن المسرح القطري اليوم يشكو من عدم وجود موسم مسرحي ثابت في البلاد ولا توجد بعثات خارجية تغذي الذاكرة المسرحية.
من جانبه، قال الممثل والمخرج المسرحي فالح فايز: “إن دعم الدولة فيما يخص نشأة المسرح القطري كان من خلال وزارة الإعلام وإشهار الفرق المسرحية في بدايات السبعينات، كإثبات رسمي لولادة هذا المجال في قطر، فنشأة فرقة المسرح القطري، والتي تشكلت من فريق المسرح من طلبة دار المعلمين، ومن ثم خرجت من نادي السد /فرقة مسرح السد/ عام 1973، لتصبح ثاني فرقة مسرحية رسمية، وتليها /فرقة الأضواء/ عام 1975، وأنشئت فرقة المسرح العربي عام 1976”.
وأضاف أنه “جاءت بعد هذه المرحلة، الفرقة الشعبية للتمثيل في بداية الثمانيات والتي أسسها موسى عبدالرحمن، بطاقات شبابية جديدة، وهي تشكل اليوم الجيل المسرحي الثاني، حيث تأسست الفرقة الشعبية بمخرجات المسرح المدرسي الذي تأسس مع ظهور إدارة التربية المسرحية بوازرة التربية والتعليم، والمسرح الشبابي من خلال الأندية التابعة للمجلس الأعلى لرعاية الشباب آنذاك” .
وأشار فايز إلى أن الابتعاث الحكومي لرواد الحركة المسرحية، كان حجر الأساس في تطوير المسرح المحلي، ليصبح حراكا ثقافيا مهما ومؤثرا في المجتمع، بل ومسيطرا على المجال الفني، تحقق مع وجود الكادر المسرحي القطري المؤهل أكاديميا تأليفا وتمثيلا وإخراجا، وإلى الاحترافية في العمل المسرحي، وظهور أجيال مسرحية جديدة كان لها دور فاعل في توطيد علاقة المسرح بالمجتمع.
وأوضح أن اهتمام وزارتي الإعلام والتعليم بالإضافة إلى الشباب، ساهم كثيرا في نهضة وتطوير الحركة المسرحية القطرية، حيث كان المسرح القطري مفعما بالحيوية والنشاط فترة السبعينيات والثمانيات، وأوائل التسعينات، حينما كانت مقومات النجاح والتميز والدعم متواجدة، ترافقا مع ظواهر ثقافية مسرحية مثل احتفالية المسرح العالمي ومهرجان الدوحة المسرحي، والعمل طوال السنة للفرق الأربع، بالإضافة إلى الاهتمام بالمشاركات الخارجية في المهرجانات العربية والدولية، فحقق المسرح تواجدا قويا محليا وكانت هناك منافسة فعلية قوية بين الفرق الأربع ساهمت في تميز وتطوير الحركة المسرحية، بل وتحقيق ريادة خليجية وعربية للمسرح القطري.
وحول تاريخ المسرح القطري ذكر فايز في ختام مداخلته بالندوة أنه مع بداية إنشاء الفرق المسرحية، فقد بدأ الإنتاج المسرحي الحقيقي المعرفي لشكل المسرحية التقليدية، وبدأت معرفة أطر النص المسرحي وبنائه الدرامي فظهرت النصوص المسرحية التي تناولت القضايا الاجتماعية السائدة آنذاك، بتوفر بعض الموهوبين في الكتابة، والذين تتلمذوا أو تدربوا على يد بعض المشتغلين بالمسرح من العرب أو الأكاديميين مثل عبداللطيف سمهون، وهاني صنوبر، وكمال محيسي، وقدمت في هذا الإطار فرقة المسرح القطري مسرحيات تقليدية اجتماعية.
وأكد أن البدايات كانت ذات أهمية وتحمل ولادة حقيقية لبيئة النص القطري، فكل الموضوعات التي كانت تقدم حتى مع بدايات ظهور الفرق الأخرى مسرح السد والأضواء، حملت الكثير من المسرحيات المفردة الاجتماعية، وتبنت قضايا اجتماعية بحتة ومباشرة في الطرح، وتناولت قضايا ومتغيرات تلك الفترة، تعمد فيها الكاتب المسرحي القطري رصد الماضي والحاضر ضمن فضاء النص المسرحي، واستحضار الشخوص من الواقع المعيشي في إطار تراجيدي أو كوميدي.
يشار أن معرض عمان الدولي للكتاب تستمر فعالياته حتى 30 من شهر سبتمبر الجاري ويقام تحت شعار “القدس عاصمة فلسطين”، لما تمثله القدس في وجدان الأمة العربية، بمشاركة 400 دار نشر محلية وعربية ودولية سواء بشكل مباشر أو من خلال التوكيل من 22 دولة.