نقطة في علامة الاستفهام.. ل “حمزة حسن”

-حمزة حسن أبو العطا-  خاص (الجسرة)

 

أن أحبّك، يعني أن تبكي فوق سطح منزلكم وراء اللّيل، وأنا من واجبي أن أعرف ذلك صباح الغد من الطَّريقة التي تتحرك بها الرّياح..

 

***

كلّ أسئلتي ليس لها أيّ خط مشاة يرمي بي إلى الحقيقة. ماذا لو أن مهمّتي أن أكون النّقطة في علامة الاستفهام؟ ماذا لو أنّني جزء كبير من هذه المتاهة؟ عليّ أن أعتذر عن صراخي غير المبرّر في وجه السُّؤال، أن أعتذر عن صراعي ضدّ الأشياء منذ البداية. هأنذا الآن أعتذر، أعتذر وأعضُّ أصابع أسئلتي..

 

***

من يريد أن يبكي؟
لدي وعاء طافح بأسباب بكاءٍ طويلة، ومقنعة
إنّنا في مدينة البكاء
الآن وقت البكاء..

 

***

يزعجني يا الله أنّني عاجز، غاية العجز، عن كتابة ذاتي.
عاجز عن ترويض كلب البؤس في حديقتي،
عن مجاراة دفتر التّقويم،
عن قول لا في وجه العائلة..

 

***

الجرذان الحزينة،
تركت صناديق اللَّيل كلّها
وجاءت تركض في رأسي..

 

***

هل هذا هو العالم أيّها الماء؟ هذه هي القوانين أيّتها الغابة؟ صوت ولادة، ثمّ بكاء، موتى، بكاء، جغرافيا خاطئة، ثمّ بكاء، وطن يتأرجح على خشبة، ظلام في علب الشّاي، بكاء، اختيارات بلاستيكيّة، قتلى في القصائد، سجن مالح، مفردة العمى، صوت اللَّيل في الدولاب، قمصانك المصفرّة، امرأة حزينة، قصيدة نثر ساذجة، صمت الأمّهات، ثمّ بكاء، بكاء إلى آخر أيّام حياتك.
في دفتر الطّين، منذ البداية: لا شيء يخرج من الماء سوى بكاء آخر..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى