نقّاد: الأدب سلاح ضروري لمقاومة الاستبداد

الجسرة الثقافية الالكترونية
بدر محمد بدر
أكد أدباء وشعراء ونقاد على أهمية الدور الذي يلعبه الأدب والفن في ترسيخ قيم الحرية والعدالة في المجتمع ورفض الظلم والتسلط والاستبداد السياسي، باعتباره نبراس الشعوب والمحرك لها في مواجهة الطغيان.
وشدد المتحدثون -في استطلاع خاص بالجزيرة نت- على أهمية دور الأديب والناقد في الارتقاء بالقيم والسلوك العام للشعوب، وتثقيف الناس دفاعا عن الفضيلة ورفضا للتبعية والقهر والاستبداد.
صناعة الحرية
فقد أكد أستاذ البلاغة والنقد بجامعة الزقازيق رمضان الحضري أن الأدب هو الذي يصنع الحريات وهو الذي ينظر لها ويحدد مداها حيث تكون، وأنه عبر تاريخه الطويل يعتبر نافذة كبرى تدخل منها الحرية بهوائها النقي الذي يشفي صدور الناس.
ويضيف الحضري أن دور الأديب هو مراقبة عجلة المجتمع، كيف وإلى أين تسير، وكل أديب لا يجلي للناس ماهية الحرية وأنها الأساس الأول في الحياة لا يمكن اعتباره أديبا مطلقا.
وأشار المتحدث إلى أن هناك نماذج مشهورة من أدباء العربية الذين ساندوا الحريات منهم أبو العلاء المعري والمتنبي، وصولا إلى أحمد شوقي وحافظ إبراهيم وعلي الجارم ونزار قباني وأحمد مطر ومحمد محمد الشهاوي.
بدورها، ترى الشاعرة سامية سلومة أن الأدب هو وسيلة من وسائل التحرير الكبرى، وأن على الأدباء والشعراء أن يعرفوا سبيلهم ودورهم في تحرير الشعوب من الاستبداد والتسلط.
وتضيف “على كل مثقف أن يضيء نفسه بنور التضلع والتعمق والبحث والكشف حتى يشع ذلك في مجتمعه، وتحل الحرية محل العبودية، والعلم محل الجهل، والتوازن محل التلاشي والذوبان”.
وتشير الشاعرة نادية سعد إلى أهمية وخطورة الدور الأدبي في حياة الناس باعتباره عنصرا حيويا لا غنى لهم عنه، وإلا ظلوا كالظمأى المحترقين في لهيب صحراء الحياة.
وتضيف أن الأديب الذي يطالب من خلال كتاباته بالمساواة والحرية -المنضبطة لا المطلقة- يشعرك وأنت تقرأ له بأن جانبا ساميا من قلبك استيقظ بعد سبات، فاقتنع أكثر بخطورة العجز أو اليأس من التحرر.
ثقافة التحرر
ويؤكد الأديب والناقد محمد عجور أن الناقد الأدبي له دور كبير في نشر ثقافة التحرر من الظلم والاستبداد بين الناس، حين يتمكن، بما يكتب ويحلل ويفسر، من أن يكون حلقة وصل بينهم وبين إبداع المبدعين، شعرا كان أو قصة.
ويشير عجور إلى أن السينما والمسرح والأغنية قامت بهذا الدور، فكانت هي الوسيط بين الجمهور وبين مبدع النص الذي اعتمدت عليه، وإذا كانت الشعوب لا تنسجم إلا مع فنونها وتراثها، فإنه من ظلم الأدباء لأنفسهم ولشعوبهم أن ينسلخوا عن هذا التراث.
وبدوره يشير الناقد زغلول عبد الحليم إلى نماذج من الأدب الذي حارب الاستبداد والتسلط، مثل رواية “شيء من الخوف” للأديب ثروت أباظة، باعتبارها من أهم الأعمال الأدبية التي تقدم الصراع على حقيقته، وتحارب الفوارق الاجتماعية والعنصرية والطبقية.
وقال المتحدث إن الجمهور لا يزال يردد المقولة التي انتشرت انتشارا واسعا بين أهل البلدة في الرواية “زواج عتريس من فؤادة باطل”، فيقول أعوان الظالم عتريس: البلد كلها ضدك! فيرد عليهم بكل استخفاف واستهتار: احرقوا البلد!
كما أشار عبد الحليم إلى رواية “الأرض” للأديب عبد الرحمن الشرقاوي، التي أشهرت البطاقة الحمراء في وجه الطغمة الفاسدة، وقل مثل ذلك في مسرحية “معجزة في الضفة الغربية” للمؤرخ والأديب عماد الدين خليل وغيرها، وفق تعبيره.
ويضيف عبد الحليم أن هذا الأدب الذي يدافع عن المظلومين ويكشف عن جرائم الظالمين، هو الأدب الذي يحمل المتعة والرسالة معا، وهو أدب نحتاج إليه بشدة في هذه الأيام.
المصدر: الجزيرة