وجعُ الفِنجان، عرسُ خيباتٍ مُؤجل.. – د. عبد الرحيم أبوالصفاء

الجسرة – خاص

(1)
المساءُ الأَلِقُ..
كان يُشْعِلُكِ طِفلةً..
وأنتِ تُسْدلينَ مِعْطَفَكِ على نِصْفِ كلامي
في مَقْهانا القديمِ..
بعضُ الكلامِ يكفي
لِأخُطَّ ما تَبقّى لنا من الوعود
على خصرِ الوطنِ
و أدعوكِ لفنجانٍ أخيرٍ.
مرّتْ بنا كل المرَارَاتِ..
و الْمَرَّاتِ التي أغويْتني بعُنْفُوَانِكِ ..
لا لوْمَ عليّ..
والمساء يُحيلُ على اشتهاءٍ ٍلا نهائيٍّ..
ودِدْتُ لو نبقى قليلا..
كم مريرٌ سؤالٌ يَعْقُبُهُ سؤالْ..
المقهى القديمُ
رَاودَ ذاكرتي عن رذاذٍ
كان يُشرق منها كُلّما
انْعطفنا شِمالاً جهة النّهضة ..
تَتَلَصَّصُنا أَعْيُنٌ مألوفةٌ..
في مساءٍ ألقٍ..
في اشْتهاءٍ نَزِقٍ..
دَعينِي رُوَيْدًا.. أنْتَشِي
صوتَ ماءٍ يَخِرُّ من بُحَّةِ الصَّمتِ،
الَّتي زَيَّنتِنِي بِها آخر لَحظاتنا…

وَدِدْتُ لوْ نبقى قليلا..
وددت لو نغرقَ قليلا..

في سَفَرٍ مَمْزوجٍ بوطنٍ عَوَّلْتُ عليه..
ولم يأتِ في مَوْعده..
وبقيت في المقهى وحيدا..
رَمَسْتُ آخرَ الْوزنِ
في قصيدةٍ هاربةٍ من سَطْوة قَلَقِي..
بعضُ الْحلم يكفي ..
كَيْ أجِدَ حُلولًا مُؤقَّتةً لِنِزاعاتنا الصَّغيرة..
(…………………….)
(2)
كَبُرْتِ عنْ ذاكرتي
طَاولتِ قامةَ الصُّبْحِ في مرارتِي
وغنّيْتِ ..أغدًا ألْقاكَ…
وغنَّيتُ
أغدًا ألقاكِ ..
في وَهَجِ الوحدة والرحيل..
مِقْدارَ ما وَشْوشْتِ
عند مُنْعطفِ سَمْعي..
مقدار ما غَشَشْتِ
في لُعْبَاتِنا الصَّغيرة..
لا معنى أن تَتَأبَّطِي ..
بَعْدَ ذِراعي مَنْ أَفْتَاهُ
سِياقُ المُحاباةِ بَعْلَا..
أنْ أكون نعتًا .. بَدَلَا..
لا معنى أن يُماسِيكِ
لَيْلٌ لسْتُ مِنْ تَقَاسِيمِه..
لا مَعْنَى أن يُراودكِ
حلمٌ لسْتُ مِنْ تَفاصيلِه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى