وزارة الثقافة تنظم ندوة حول الخط العربي وتعزيز القيم الإنسانية والجمالية

نظمت وزارة الثقافة، ندوة تحت عنوان “الخط العربي وتعزيز القيم الإنسانية والجمالية”، ضمن الفعاليات المصاحبة لنهائيات المسابقة الدولية لفن الخط العربي “جائزة الأخلاق”.

وتعد “جائزة الأخلاق” من أبرز المبادرات الثقافية الرامية لإبراز جماليات الخط العربي وتعزيز حضوره في المشهد الثقافي المحلي والدولي، ويقام على هامشها سلسلة من الندوات والبرامج الثقافية المصاحبة، بمشاركة نخبة من الخطاطين والفنانين والأكاديميين.

وسلطت الندوة الضوء على أهمية المسابقة ودورها في إبراز فنون وجماليات الخط العربي وعلاقتها بالقيم والمثل العليا.

وأكد الخطاط القطري إبراهيم آبل، خلال الندوة، أن المسابقة الدولية لفن الخط العربي تساهم في تعزيز القيم الأخلاقية وتحفز الخطاطين من مختلف دول العالم على المشاركة وإبراز إبداعهم، داعيا إلى ضرورة تحقيق الاستدامة في الاهتمام بالخط العربي وتطويره.

ونوه بدور الخطاطين الجدد من المواطنين والمقيمين الذين يهتمون بعدد من الخطوط، منها الخط الكوفي وخط النسخ وكذلك الخطوط الحبيسة، بالإضافة إلى الخطاطين الذين كان لهم دور في اختيار أسلوب ونوع الخط في الكتابة وتشكيل اللوحات المشاركة في المسابقة الدولية لفن الخط العربي “جائزة الأخلاق”.

ورأى أن الخط العربي ليس مجرد وسيلة للتدوين أو أداة كتابة، بل هو فن راق يحمل في كل انحناءة وامتداد للحروف قصة حضارة وهوية، قائلا:” نعيش في قطر اليوم مرحلة نهضة ثقافية شاملة، والاهتمام بالخط العربي جزء أساسي من هذه النهضة. تمثل جائزة الأخلاق خطوة رائدة في إعادة الاعتبار لهذا الفن الأصيل، وربطه بالقيم الإنسانية والجمالية التي تعكس روحنا العربية والإسلامية”.

من جانبه، قال الخطاط المصري عبدالسلام البسيوني:” حين نتحدث عن الخط العربي فإننا نتحدث عن إرث حضاري ممتد منذ قرون، إرث لم يكن أبدا مجرد كتابة، وإنما كان وسيلة للتعبير عن الإيمان والقيم والأخلاق، وهذا الفن العظيم شكل جسرا بين العلم والدين والفن والجمال”.

وأضاف أن هذه الندوة تؤكد على أن الخط العربي قادر على أن يكون أداة لبث الوعي، وغرس القيم النبيلة في نفوس الشباب، وأنه بقدر ما هو جمال بصري، هو أيضا رسالة أخلاقية عميقة.

بدوره، قال الدكتور علي عفيفي الباحث في التاريخ والخط العربي إن الخط العربي من منظور تاريخي ليس مجرد تطور كتابي، بل هو سجل حضاري يعكس مسيرة أمة بكاملها، حيث كان الخط شاهدا على مراحل التغيير الاجتماعي والثقافي والديني.

وسلط الضوء على جذور هذا الفن العميق لفهم كيف تحول الخط العربي من أداة تواصل إلى فن قائم بذاته، وكيف أصبح حاملا لرسالة القيم والروح عبر العصور، مشيرا إلى أن ما يميز الخط العربي أنه ظل على مر الزمن مرتبطا بالجانب الروحي والأخلاقي.

ونوه بجهود الخطاطين القطريين القدامى وبالنهضة الخطية المتواصلة التي تعد امتدادا لهؤلاء الخطاطين، مؤكدا على وجود إهتمام كبير بالخط من خلال تنظيم المسابقات والمعارض والندوات. وأشاد في هذا الصدد بدور وزارة الثقافة واهتمامها الكبير بالخط العربي.

ومن المقرر أن تقام غدا “السبت” ندوة بعنوان “زخرفة الخط وتشكيل المعنى”، يشارك فيها الخطاط عبدالله فخرو والخطاط حميد السعدي والإعلامي عادل اليافعي.

الدوحة – قنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى