وهبي يعاين العلاقة بين وسائل الإعلام والمبدع العربي

الجسرة الثقافية الإلكترونية
المصدر: الرأي
عاين الشاعر والإعلامي اللبناني زاهي وهبة حدود تلك العلاقة بين الإعلام والثقافة طارحاً رؤى وافكارا جريئة تؤشر على أهمية التوافق بين الدور الذي تضطلع به وسائل الاعلام المختلفة والمادة الثقافية الموجهة لقطاعات واسعة ومتبيانة من المتلقين .
وقال وهبي في محاضرة (الإعلام والثقافة) في معهد الاعلام الأردني الأربعاء الماضي قدمه فيها الزميل عبدالله مبيضين، انه ليس المطلوب ان تتخلى الوسيلة الاعلامية عن الجانب التسلوي أو الترفيهي لدى عرض المادة الثقافية مبيناً ان هناك مساحات ثقافية متعددة في قنوات التلفزة العربية الا انها لا تراعي شروط المادة الابداعية من مواد أدبية وفكرية وفنية في تلك البرامج جراء ضعف الاهتمام من المشرفين والقائمين على تلك النوعية من البرامج. وأضاف ان البرامج الثقافية من الاهمية ان تتوجه الى تلك المواد الثقافية التي تتعاطى مع حقول الثقافة والفن بعمق واحترافية مهنية عالية لا اللجوء الى تقديم اعمال تتوجه الى هواة الفنون في مواد سطحية خفيفة بعيدا عن اقتحام تلك العوالم والمناخات الثقافية المغايرة للقوالب الجاهزة والانماط السائدة والمكرورة، مبينا ان أي عمل ابداعي يمتلك سمات العمق والاصالة والابتكار وليس من الضروري ان يكون غارقا في طروحات سياسية مباشرة.
وحث القائمين على القنوات التلفزيونية على اثراء برامج الثقافة بالوان من اشكال التعبير الوثيقة الاتصال بحياة الناس العاديين والمستمدة من موروث ثقافاتهم وعاداتهم وتقاليدهم والتي تحمل تعابير انسانية.
ولفت وهبي الذي أصدر اكثر من ديوان شعري وقدم برامج تلفزيونية ثقافية على شاشات القنوات اللبنانية، الى ان المسؤولية ملقاة على عاتق معدي ومقدمي البرامج الثقافية والقائمين على القنوات فهم غالبا ما يتذرعون بان المادة الثقافية لا تجذب المتلقي او المعلن في حين ان الواقع نقيض ذلك لو تم تطعيم تلك البرامج بمعدين ومذيعين متخصصين ومهنيين محترفين.
وقارن وهبي بين التلفزيون في الماضي والحاضر رغم تفاوت عدد الشاشات الا ان البرامج الثقافية في الحقبة الفائتة كانت مشبعة بالبرامج الثقافية والفنية والفكرية المقيدة والممتعة التي تجذب اهتمام المتلقي لبراعة القائمين على تلك البرامج في اختيار المادة الثقافية والقدرة على محاورة مبدعيها بأسلوبية وسلاسة تتمتع بالذكاء والفطنة في اتكاء على معرفة وثقافة شخصية.
وتسائل عن غياب العقل العربي على الشاشات العربية واستبداله بفقرات الإثارة والتشويق والإبهار المجاني الأمر الذي أدى إلى اقصاء المثقف والمبدع العربي عن الشاشة وتحجيم دوره التفاعلي والتنويري في المجتمع.