«الكتابة بالعين» في التجربة الشعرية للمغربي محمد العناز

عبد الكريم ناس عبد الكريم
الكتابة بالعين هي رحلة سفر تتسارع من خلالها الصور والمشاهد عبر زوايا النظر المتعددة. وقد تتوزع هذه الرؤى في مناطق لا محدودة من مساحة الوعي والحلم، وقد يتجاوز أثرها حاسة الإبصار إلى حاسة السمع، حيث يتشكل المعنى مضاعفا محملا بأنات البوح وبالهسيس والأصداء.
وتتوخى هذه التقنية في الكتابة بالنسبة للعمل الشعري الخلاق إعادة تشكيل معمار اللغة بالموازاة مع تنامي اللون والرونق عبر اعتمالات الانزياح واختراق مألوف المشاهد والصور. ومن ثم تسوّغ هذه المساءلة حول وظيفة الكتابة المشكلة في الضوء التأكيدَ على انخراط اللغة في تخطّي عتمات التفكير وأطياف الغموض الرؤيوي الذي يصاحبها، حتى يقال بأن الشعر يتلبس العين الرائية ويلازمها عند هاجس الإبانة والتطهير والتنوير ولجم الحرائق، من خلال تسخير بلاغة الضوء والماء معا، باعتبارهما العنصرين الحاسمين لسبر معابر التكوين :» فِي البَدْءِ كُنْتُ عَيْنًا، تُدْرِكُ نَفْسَهَا، وَحِينَمَا تَفَتَّقَتْ طُوفَانًا جَارِفًا، غَرِقَ العَالَمُ، وَفِي سَفِينَةِ نُوحَ المُثْقَلَةِ بِالذَّنْبِ، كَانَتْ وِلاَدَتِي بِعَيْنَيْنِ رَمَادِيَّتَيْنِ، تُشْبِهَانِ الأَرْضَ المَحْرُوقَةَ. صِرْتُ ثُقُوبًا تَتَجَسَّسُ عَلَى خَطَايَايَ، وَبِهِمَّةٍ ثَابِتَةٍ رُحْت أَجُوبُ سَطْحَ السَّفِينَةِ، أَقْرَأُ كَفَّ المَاءِ، أَرَى غَيْبَهُ، وَبِعَيْنَيَّ السَّاهِيَتَيْنِ، بَارَكْتُ تَصَدُّعَاتِ ظِلِّي.» (عين نحات أعمى).
وقد يتضاعف المعنى وتتعدد مقاصده، حين تتناسل من تلك العين الهيولى أعين أخرى فرعية ملموسة تتوزع عبر مناطق الضوء المحيطة بالكينونة. فتصير الرؤية إذ ذاك عبئا ماديا ثقيلا ورهانا صعبا يتعذر على الوعي الشفاف أن يحتمله، فيسلم الزمام إلى مناطق أخرى من الوعي الباطن، تتضاعف فيها إمكانات الرصد وآليات الاستغوار لمحيط الكينونة والماهية. فتلك إذن هي خلاصة الأطروحة الشعرية العميقة التي يرفعها ديوان «عين نحات أعمى» للشاعر المغربي محمد العناز الصادر حديثا عن دار النهضة العربية في بيروت. عمل شعري موسوم بطابع الحداثة الرصينة، وغير مهووس بحمى المعاصرة ولا بتنميطاتها المصنعة، وإنما يسكنه هوس الخلق والانبثاق والاختراق ومصادرة الأسئلة العميقة المحيطة بالكينونة الفردية والهوية الجمعية. ومناط الأمر في ذلك هو الاشتغال النوعي باللغة، والتوسل بالبيان الشعري في كل أبعاده وأطيافه، كيما يتاح للتعبير تطويق المعاني الكونية الحافرة في عمق الوجدان الشعري النابض بدماء التغيير التي تفرزها السيرورة. وهذا هو المسلك ذاته الذي يرمي إليه أمبرتو إيكو من قوله بأنّنا إن أردنا عبر أي تفاعل تواصلي في الحياة اليومية أن نمارس الصرامة المنطقية المحايثة للتدقيقات المعجمية لغدت الحياة جحيما، أو لتحولت إلى شيء ما يشبه سكان جزيرة «لابوتا». فتبين من ذلك أن عملية تحصيل المعاني الجاهزة من نثرية الواقع وفق توصيفات دقيقة هي عملية مستحيلة. لأن جهاز اللغة أثبت في كل الأحوال أنه عاجز عن بلوغ مراميها، حتى في لغة الحديث العادي الذي لا يجاوز حدود الدلالات المعجمية السطحية. فأدعياء تدقيق المعنى إذن شأنهم كسكان جزيرة لابورتا الذين ذكرهم إيكو في مقولته الآنفة، أولئك الذين أثبتوا تفوقهم في الرياضيات والموسيقى، ولكنهم في المقابل أظهروا العجز في تطبيقها على أرض الواقع والحياة، لأنهم رفضوا أخذ القياسات من واقع الحياة، وفضلوا بدلا من ذلك استعمال المعادلات الرياضية لإثبات ما يعتقدونه صحيحا. وهذا الصنف من النظر هو الذي يأخذ به أنصار المعنى النثري البسيط الذي يعيب على الشعر أنه أقرب إلى اللغة الاعتيادية التي تحيا على اللبس والمحو وغيرهما من عيوب التخاطب. بينما يرى أنصار اللغة الشعرية أن هذا الأمر على العكس، ما قد يُعتقد هو مؤشر امتياز، فلا مزية للمعنى المعجمي في الشعر، وإنما هو مرفوض أو على الأقل يبقى مؤجلا. والذي يدعو إلى تأكيد هذه القيمة أن وظيفة الشعر تكمن في استشراف المعاني الجوهرية، بوصفها إشراقات سامية تضفى عليها الكلمات طابعا ماديا ورونقا مضاعفا يتوهج بالإيحاء ضمن نسيج رمزي متأصل في نظم وسياقات مرجعية موسومة.
ففي هذا العمل الشعري المميز للشاعر العناز، الذي يلي أعماله السابقة: «خطوط الفراشات»، «جليد منتصف العمر»، «كثبان الماء»، نلمس أن آلة الشعر باتت مشرقة صقيلة ومكتملة، لأن الكينونة المحيطة بها أضحت ناضجة ومتأهبة ومتحولة، كينونة فنان يتنقل عبر الكلمات بحساسية مرهفة وبتصوّر عميق للعالم، ومعرفة متأصلة حول مسالك الرؤية وحدود الإدراك.
فتنطبق عليه من كل تلك الأحوال مقولة ثيودور بانفيل بأن الشاعر مفكر وعامل في الوقت ذاته. وأنه يركز في نشاطه الدؤوب على الرابط بين الجزء الثقافي والجزء اليدوي، فما هي طبيعة الناظم الرؤيوي الذي تتوسله تجربة الشاعر العناز في هذه الأضمومة؟ وكيف يتأتى من خلاله توضيب الاشتغال على الكلمات لتسلك الطريق لمقاربة جديدة للعالم؟
أجل، ففي جماع قصائد هذه الأضمومة يوجه الشاعر حدوسه الشعرية ضمن عملية كشف واسعة لتطويق الرؤى. فنراه يراهن في بحثه الإشكالي ذاك أساسا على الشكل، تحت قناعة فنية راسخة بأن الأفكار والخواطر أو الموضوعات المعوّل عليها في القصيدة، يبلورها التعبير السليم المتوقد بسيماء المعنى المتخلق في رحم السيرورة. ولا يمكن لدفوقات ذلك المعنى أن تتفجر بشكل فعال ومؤثر إلاّ عبر الموسيقى والإيقاع باعتبارهما يجعلان السيرورة متناغمة، أو من خلال الصور القائمة على التشبيهات والاستعارات، التي تضيء أبعاد الطريق. فقيمة القصيدة تغتني إذن بتلك المقومات الأساسية، وإن هذا التصور حول الشعر كحلية أو كمظهر ترصيعي يمنح الأولوية لقيمته الجمالية، حيث يتوافق مع رغبة الشخص الرافض للنثرية الراغب في النأي عن الحقائق النمطية الجاهزة. ومن شأن ذلك أن يحيلنا إلى مستوى التداعيات المقارنة وتناصات المنظور الفني، على بيان ثيوفيل غوتييه الكاتب المنتمي للتيار الأدبي البرناسي بأن الأشياء التي تبدو مفيدة في تصور الناثر، قد تبدو شنيعة وتافهة في نظر الشاعر، لأن الشعر يعدّ بمثابة بحث عن الأنموذج المثالي في اللغة، بعيدا عن إملاءات التواصل السطحية الجارية في الحياة الاعتيادية. فهدف الشعر إذن ليس مجرد الفائدة المكتملة بتحقق المعنى المادي السطحي، وإنما هو موصول بالفعالية والأثر وردود الأفعال العميقة. وبناء على ذلك فإن عملية الخلق الشعري تتيح إعادة اكتشاف اللغة. فحين يعتني الفنان باللغة فلكي يجد من خلالها الحدود النادرة، وحين ينصت للتركيبات الصوتية المحصلة من خلال تسلسل الأبيات، فلكي يمنح القارئ إمكانية إعادة اكتشاف العمق المادي للكلمات. وأول مظهر يصادفنا في الديوان لهذه التشكيلات الشعرية المبتكرة يتجلى في التشكيل الكاليغرامي الملفوظي لعنونات القصائد مصدّرا بلفظة «العين» التي تشكل ينبوع هذه التجربة الشعرية ومسبارها الشاخص: «عَيْنُ نَحَّاتٍ أَعْمَى،عيَنْاَ طِفْل، عَيْنٌ سَاهِرَةٌ،عُيُونُ الغَرْقَى،عَيْنُ الرَّقِيبِ،العَيْنُ الثُّقْبُ،عَيْنُ مَلاكٍ، عَيْنَا الحَبِيبِ، عَيْنُ الله، عَيْنُ المُرَابِي، عَيْنُ الرَّائِي، عَيْنُ الزَّاهِدِ، عيْنُ المُحَارِبِ». فترى هذه العين تارة تسري بالضوء وتارة تجري بالمعين. وفي كلّ مرّة تحيل إلى ترسيم مشهدي مغاير وموسوم بإشعاعات رؤيوية خاصة تمزج ظلال الصور ببقايا الماء:
لَسْتُ مُسْتَعْجِلاً
رُوزَنَامَةُ الأشَيَاءِ
مُكْتَظَّةٌ بِظِلاَلِ الصُّوَرْ
وَبَعْضُ بَقَايَا المَاءْ
فَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ كَفَنِي
جَاهِزاً بِمَا فِيهِ الكِفَايَهْ
وَشَاهِدَةُ قَبْرِي
مَازَالَتْ هُنَا بَيْنَ يَدَيْ
نَحَّاتٍ أَعْمَى .. (عين نحات أعمى)
ومن جماع تلك الفسيفساء المشهدية المحيطة ببؤبؤ العين أو ينبوعها، يتجلى منطق الجدل الشعري في هذه المجموعة الشعرية عبر تقاطع المشاعر وتآخذها بين حقلي التجربة الشخصية والتجربة الجمعية. ومن مظاهره الخلاقة التي تستشرف العمق والكثافة، وتمنح الإحساس المضاعف بحس الوجود، المراوحة بين الحياة المتفائلة ومنطق التشاؤم، ما بين الإحساس بحدوس الامتلاء والتوهج بلحظات الإشراق العابرة، وما يقابلها من صدمة معاكسة مترعة بمشاعر القتامة والمحو:
أَنَا الشَّاهِدُ الوَحِيدُ
عَلَى سَكْتَةِ القَلْبِ الَّتِي أَصَابَتِ المَوْتَ
حِينَ أَمْتَطِي سَفِينَةَ نُوح
مِنْ دُونَ أَنْ أَكْتَرِثَ بِصِحَّةِ الوَقَائِعِ
……
هَلْ حَلِمَتْ عَيْنَايَ بِمَا كَانَ؟
وحدَهَا المِدْفَأَةُ تُدَوِّنُ إِيقَاعَ اللَّيْلِ
والشُّرْفَةُ دَاخِلِي تُفْتَحُ عَلَى نَارٍ أُخْرَى
مَا اسْمُهَا؟ مَا لَوْنُهَا؟
أَهِيَ بَقايَا مَنْ مَاتُوا
قُرْبَ نَبْعِ الحَيَاةِ؟ «عين ساهرة»
وعلى سبيل التذكير والمقارنة فقد ارتبطت هذه الحالة بموقف النضال لدى شعراء الحداثة وعلى رأسهم السياب والبياتي، حيث تتجاوب التجربة الشعرية مع الواقع السياسي بعمق فلسفي يعتبر الحياة محوا ووجودا منفيا وخرابا يكرسه الطغاة. وأن الموقف الشعري يحتم الوقوف على هذا الخراب كإشكالية يتعين الصمود إزاءها والانتصار عليها لا الهروب منها. وهكذا نجد أنفسنا إزاء نفي مضاعف إيجابي يقوم على حركتين متضافرتين، الأولى سلبية، وهي حركة النفي الانتحاري للحياة حركة إلغاء جذري للسيرورة، أما الحركة الثانية فهي حركة النفي الحيوي الذي يتحقق من خلال ثيمة الموت البذرة الموصولة بمعنى الانبعاث، والتخلق الناتج عن تواصل جدل الحياة والموت ضمن سيرورة الانبعاث والتجدد، التي تلخصها رمزية العين الجارية وموسيقى الماء المتدفق:
قُلْتُ: قَدَمَايَ لَمْ تَتَعَلَّمَا بَعْدُ
كَيْفَ تَتَهَجَّى لُؤْمَ الحَصى
دَلِيلِي مُوسِيقَى المَاءِ
حِينَمَا تَحْضِنُ دَهْشَتِي ذِرَاعَ الكَمَانِ
فَبَيْنَ المَاءِ والمَاءِ
خَلاَئِقُ الذِّكْرَى
تُحِيكُ لِلقَلْبِ شِغَافًا
مِنْ صَبَوَاتِ الصَّبَايَا. «عيون الغرقى»
فالرؤية التي تتسنمها هذه التجربة لا تتحمل إذَن، ضغط الحدود الناتئة لرؤى الأشياء الخارجية رؤى التمزق والهشاشة والموات. ومن ثم كانت عينها الرائية منبثة عبر أعيان فرعية تشع منها الألوان والومضات وعيون تتدفق منها السيول الموصولة بطوفان المشاعر. فكانت الأشياء المرئية موضوعات مندغمة بالذات ومادة هلامية لزجة تنبجس منها الأطراف والزوايا، ثم تفيض بهالة نورانية توحد البصر بالبصيرة عبر تفاعل الصور والرموز بالمحسوسات المباشرة. ومن ثمّ يتحقق توحّد العين الرائية بمعين الوجد والصفاء الروحي السادر خلف الأعتام وجحيم المعاناة. ثم إن الامتداد البصري للغة في هذا العمل الشعري ليس فقط خطيا ولا ينبع فقط من قوة ترميز الكلمات، وإنما ينشأ أيضا من قوة التلاحم التي تخليق المشاهد ونسج الصور ومدّها عبر الحواس. والعين القابضة على هذه الرؤى في تراسلها وتقاطعها وتصادمها هي العين الخفية أو العين الخبيئة أو العين المستبصرة المتخفرة في ثنايا الضلوع. هي الحاسة الباطنية المهيمنة التي تتوافق حولها جميع الحواس الظاهرة في عزلتها ووحشتها القاتلة. هي عين خبيئة ولكنها تستشرف آفاقا واعدة وفضاءات أكثر شساعة من تلك الحدود الناتئة والضيقة التي تلحظها العينان الخارجيتان، عبر رؤاها السكونية المعزولة والباهتة. هي عين بلورية بؤرتها كالشمس ولها أعيان فرعية كالأشعة تلتف بكل الجهات مستكشفة في توهجها الساطع أحوالا لا تحصى من مظاهر الشناعة والقتام على امتداد مناطق الرعب والضياع والأسر والاختناق، تحت هول الخطايا والتهم وضغط التناقضات:
العَيْنُ الَّتِي مِنْ دُونِ مَحْجَرٍ
مِنْ زُجَاجٍ
هِيَ هُنَا،
هُنَاكَ،
تَتَعَقَّبُ فِيَّ مِلْحَ الخَطِيئَةِ
لاَ أَرَاهَا،
لَكِنَّ أَعَلَى الجِدَارِ
يُخْبِرُنِي أَنَّهَا فِي الرّكْنِ مُتَخَفِّيَةٌ
تَرْصُدُ الخَفَايَا،
أَسْرَارِيَ القَدِيمَهْ،
تَجُسُّ بَاطِنَ قَدَمِي،
وترسِلُ نَبْضِي إلى مَنْ يَهُمُّهُ الأَمْرُ
كَيْ يُكْمِلَ التُّهْمَةَ «عين الرقيب»
فهل استطاعت الذات الشاعرة من خلال هذا الشحن الرؤيوي الذي راكمته هذه العين البلورية المائعة أن تستوعب امتلاءها الموصول بدوائر الفراغ؟ وهل تأتى لها أن تولّد طاقة الضوء الكاشف لمحيط العدم؟ وتعتور الترياق الشافي لتباريح الألم؟ أجل، إنه نشيد الروح والترحال السعيد عبر سفائن الوجد وجسر التشوّف الذي لا مناص عنه لبلوغ رعشة الحلم وتطهير الكينونة من أدران المنطق والشعور، والمنبع الرئيس لهذه الرؤية الغنوصية هي عين الله:
يَتَدَفَّقُ المَاءُ ضِيَاءً
يَتَفَتَّقُ الكَوْنُ
عَنْ سِّرهِ
أصَلهِ أوَّلهِ
تُفْصِحُ الأَرْضُ
عَنْ حِكَايَتَهَا- حِكَايَتِي،
تُرَابٌ
يَصِيرُ بَطْناً تتكور
والبطن تلدني عينا «عين الله»
أمّا الجدار الفاصل عن هذه العوالم السحرية فتخترقه «العينُ الثقب» المرسومة بأظافر الإصرار وقوة العزيمة:
حِينَ أَتْعَبُ،
وَيُتَاحُ لِلْجِدَارِ أَنْ يَكُونَ صَدِيقًا
أَرْسُمُ بِأَظَافِرِي
أَلْفَ ثُقْبٍ أُطِلُّ مِنْهُ عَلَى
دَاخِلِي،
أَتَخَيَّلُ أَلْفَ مُعْجِزَةٍ
أَلْفَ مُصَادَفَةٍ
لأنْ أَكُونَ
مِثْلَ أَيَّ مْلَةٍ
لَهَا إِمْكَانُ أَنْ تَهْزِمَ
ثُقُوبَ كُلّ العَالَمِ «العَيْنُ الثُّقْبُ»
(الحياة)