18 فيلما تتنافس على جائزة الدب الذهبي في برلين السينمائي

يعد الفيلم المجري “على الجسد والروح” للمخرجة للديكو إينيديي واحدا من بين 18 فيلما تتنافس على جائزة الدب الذهبي لهذا العام، والذي يحكي عن قصة حب يغلب عليها التردد والخجل بين رجل وامرأة يعملان في مجزر آلي، ويتميز الفيلم بتقديم قصة حب شاعرية حالمة مليئة بالمأساة والكوميديا معا، أما ما يعيب الفيلم أنه يتطلب من المشاهد شيئا من الصبر تجاه عناد شخصيات الفيلم.

وافتتح المهرجان بفيلم “ديانغو راينهارت” للمخرج إيتان كومار، وهو المرشح أيضا لنيل الجائزة. ويقدم الفيلم الفرنسي صورة عن حياة عازف القيثارة الشهير ديانغو راينهارت ورحلة هروبه من العاصمة الفرنسية باريس إبان احتلالها من ألمانيا النازية في عام 1943، كما يتميز الفيلم بأنه يقدم فصلا غير معروف بشكل جيد عن حياة أسطورة الموسيقى، بينما يعيب الفيلم الحوار الجامد والتمطيط في الأحداث.

كما يعتبر الفيلم الأميركي الإسرائيلي “العشاء” للمخرج أورين موفيرمان من بين أهم الأفلام المرشحة لنيل الدب الذهبي، ويروي قصة شقيقين متناقضين وزوجتيهما، يواجهون مأزق ارتكاب أبنائهم المراهقين لجريمة، ويتميز الفيلم بأداء تمثيلي رائع لنجوم هوليوود ريتشارد غير ولورا ليني وستيف كوجان وريبيكا هول، غير أن أهم ما يعيب الفيلم هو الإكثار من مشاهد الـ”فلاش باك”.

وقال الممثل والناشط ريتشارد جير في مؤتمر صحافي بمهرجان برلين السينمائي قبل العرض الأول لفيلمه “العشاء” الجمعة، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلط بين معنيي كلمتي لاجئ وإرهابي في أذهان الكثير من الأميركيين. وأضاف جير أنه من المحبط بالنسبة إليه أن يرى تعبير “لاجئ” يمر بهذا التغيير لمعناه في الولايات المتحدة، وقال “أبشع شيء فعله ترامب هو أنه دمج كلمتين هما لاجئ وإرهابي”.

وأضاف “إنهما تعنيان الشيء نفسه في الولايات المتحدة الآن، هذا هو ما حققه لقطاع كبير من شعبنا”. وأمر ترامب في 27 يناير الماضي بحظر دخول اللاجئين والمواطنين من سبع دول ذات أغلبية مسلمة إلى الولايات المتحدة، وقضت محكمة استئناف في سان فرانسيسكو برفض إعادة العمل بحظر السفر الذي فرضه ترامب، وانتقد ترامب قرار المحكمة.

وقال جير إن “كلمة لاجئ كانت تعني شخصا نتعاطف معه، نريد أن نساعده ونريد أن نوفر له الملاذ، الآن نخاف منه، وهذه هي أكبر جريمة في حد ذاتها: الدمج بين هاتين الفكرتين”. وفي فيلم “العشاء” يقدم جير شخصية سياسي يلتقي بزوجته وأخيه في مطعم لمناقشة جريمة بشعة ارتكبها أبناؤهم. وينافس الفيلم السنغالي “فيليسيتيه” للمخرج السنغالي الفرنسي آلان غوميز أيضا على جائزة الذب الذهبي، وهو فيلم تدور أحداثه في العاصمة الكونغولية، كينشاسا.
ويحكي القصة الشيقة لامرأة تعيش على هامش المجتمع، وتحت ضغط المصائب تضطر المغنية “فيليسيتيه”، التي تقوم بدورها فيرو تشاندا بيا مبوتو إلى أن تطلب من الأصدقاء والغرباء مساعدتها بالمال. وقال غوميز، متحدثا في مهرجان برليناله، إنه يريد أن يظهر أن الناس بإمكانهم في جميع الظروف أن “يكافحوا من أجل كرامتهم”. وأضاف المخرج أن “الفيلم بهذا المعنى يبعث على التفاؤل ويصور الحياة من منظور إيجابي”، مشيرا إلى أن هناك حاجة ماسة إلى التفاؤل في عالمنا. وحصل غوميز (45 عاما) الذي يعيش بشكل أساسي في باريس، على إشادة من النقاد في نفس المهرجان منذ خمس سنوات لفيلمه “أوجورد وي” أو (اليوم).

وعرض الاثنين، فيلم “ليال مضيئة” للمخرج الألماني-التركي توماس أرسلان، وهو أول فيلم ألماني مشارك في المسابقة الرسمية، والذي قام ببطولته كل من الممثل النمساوي جيورج فريدريش والممثل الألماني تريستان جوبل. كما عرض المهرجان في نفس اليوم، الفيلم الاجتماعي الساخر “الحفل” للمخرجة البريطانية سالي بوتر، (داخل المسابقة الرسمية) والذي يشارك في بطولته الممثل السويسري برونو جانتس والممثلة الإنكليزية كريستين سكوت توماس.

وفي فئة العرض الخاص، عرض المخرج الإسباني فيرناندو ترويبا فيلمه الكوميدي الجديد “ملكة إسبانيا”، والذي قامت ببطولته الممثلة الإسبانية الشهيرة بينيلوبي كروز.

وعرض خارج المنافسة فيلم المخرج ستانلي توتشي “فاينال بورتريه” الذي يقوم فيه الممثل جيفري راش بدور النحات السويسري ألبيرتو جياكوميتي. وتفتح رؤية المخرج ستانلي توتشي للمذكرات التي كتبها الكاتب الأميركي جيمس لورد تحت عنوان “لوحة جياكوميتي” نافذة على الحياة الفوضوية للرسام والنحات السويسري ألبرتو جياكوميتي في باريس خلال الستينات. وكان لورد في باريس في عام 1964 عندما رسم جياكوميتي لوحة له.

واستغرقت العملية أسابيع عبر خلالها جياكوميتي ولورد عن الإحباط الذي يأتي من الإبداع وسخف الحياة. وقال الممثل والمخرج توتشي أثناء مهرجان برلين السينمائي، إن تحويل المشروع إلى واقع استهلك وقتا أطول مما استهلكه جياكوميتي لرسم لوحة لورد. وأضاف “أردت أن أصنع هذا الفيلم منذ وقت طويل، وأخيرا واتتني الشجاعة بعد أعوام طويلة لكتابة رسالة إلى لورد وقال في البداية: لا لا ينبغي أن تفعل ذلك، لا أحد يمكنه فعل ذلك، لذا كتبت له رسالة أخرى شرحت له كيف سأفعل ذلك، وقال لي: يبدو أنك تفهم الفن دعنا نلتقي”.

وقال “لهذا التقينا، ولأن لنا صديقا مشتركا تحدث معه وقال له: دع السيد توتشي يفعل ما يريد، وبهذا منحني الحقوق واستغرق الأمر عامين لكتابته وعشرة أعوام للحصول على المال لذلك”. وقال أرمي هامر الذي لعب دور لورد إنه فقد الأمل في بعض الأحيان في إمكانية الانتهاء من اللوحة، وإن الجلوس على مقعد لأربعة أسابيع من التصوير أثناء رسم جوفري راش اللوحة لم يكن مريحا. وأضاف “لم يكن مريحا على الإطلاق جلست على المقعد أمام جوفري راش وشاهدته يتقمص دور ألبرتو جياكوميتي، وهو ممثل وفنان أقدره منذ دخولي هذا المجال، لذلك كان العمل معه في نفس المشهد أمرا استثنائيا بحق”.

(العرب)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى