4 أوراق تضيء على قضايا السينما والتشكيل

الجسرة الثقافية الالكترونية-الخليج-

خصصت الجلسة الثالثة من فعاليات المنتدى السنوي لندوة الثقافة والعلوم لموضوع الإبداع الفني الأدائي، وشارك فيها كل من د . حبيب غلوم ومحمد حسن أحمد، وترأست الجلسة د .عائشة بالخير .

بداية تحدثت د . بالخير عن الإبداع الإماراتي، بشكل عام، ودورالإبداع الفني الأدائي، في قلب هذا المشهد، بشكل خاص، كما سلطت الضوء على التجربة الإبداعية لكل من د . غلوم وأحمد، حيث إن كليهما يعملان في عالم الفنون الأدائية، ولكل منهما تجربته الخاصة في المجال الذي يعمل فيه .

رأى د . غلوم أن الفنون الأدائية في الإمارات قد شهدت تطوراً كبيراً في أربعةالعقود الماضية، ما ساعد في التنمية الثقافية والفنية إلى حد بعيد، إلا أن آلية العمل والتعاطي والتجاذب مع عناصر هذا المجال ظلت رهينة الاستقطاب والاستيراد، وهذا هو مفصل المشكلة التي شكلت الحركة الفنية في الإمارات، وجعلتها أقل المجالات التنموية في الدولة، قياساً لتطور المجالات الأخرى .

والفن الإماراتي، بحسب د . غلوم، قد حقق الكثير من المنجز الإبداعي بفضل الدعم الحكومي، وإن كان قد مضى على تبويب بنوده ومعاييره زمن طويل، وكذلك دعم بعض الهيئات شبه الحكومية والمؤسسات الأهلية، ولكن يبقى هذا الدعم على أهميته وتأثيره موسمياً ينتهي بانتهاء الحدث . وهو ما يقال لأن عمر التجربة الإماراتية قد تخطى مداها أربعة عقود، نتيجة للإيمان الراسخ بثقافتنا ومنجزنا الحضاري وتطلعاتنا المستقبلية التي لايراها إلا الفاحص لها اجتماعياً وفنياً وإدارياً، لأن الهوية والانتماء هما أساس وجودنا وضمان لتكويننا الوطني والاجتماعي .

وأكد د . غلوم أن معظم هموم المثقفين والفنانين ومعاناتهم تعود إلى شح الدعم، في حين أن المجالات التنموية الأخرى تسابق الزمن ولها نصيب في التنمية نتمنى عشرها للثقافة والفنون والإبداع . ومن الملاحظات التي سجلها د . غلوم في ورقته هو غياب خطة كإطار مرجعي للسياسة الثقافية في الدولة يحول دون صياغة رؤية تنموية ووضع استراتيجية ثقافية تراعي خصوصية الهوية، وتحافظ على الثوابت وتحصنها، والتي من خلالها تستطيع استعادة دور المثقفين ليمارسوا دورهم كقيادات تنويرية، يساهمون في صناعة مستقبل وطنهم .

بينما راح محمد حسن أحمد يتحدث عن السينما الإماراتية التي أصبح عمرها الآن أربعة عشر عاماً، ورأى أن السينما تحقق مسألة الإبداع الجماعي، بعكس الفنون الأخرى التي يكون الإبداع فيها ذاتياً، كما راح يفرق بين مفهومي إنتاج السينما وصناعتها، حيث لكل من المفهومين شروطهما الخاصة . ورأى أن هناك مهرجانات كثيرة تتم في الإمارات منها ما هو عالمي أو محلي أو موجه لفئة محددة كما مهرجان سينما الأطفال، وأشار إلى أن مدة الفيلم ليست شرطاً في تحديد مستواه ودرجة نضوجه، كما تناول إهمال الإعلام للسينما، حيث إن أفلاماً إماراتية تحصل على جوائز خارج الإمارات ولاتنال الضوء الإعلامي المحلي الكافي . كما توقف مطولاً عند موضوع الدعم المالي .

وناقشت الجلسة الرابعة من فعاليات المنتدى مسألة “الإبداع الفني التشكيلي”، وشارك فيها كل من هشام المظلوم وعائشة جمعة، وترأست الجلسة د . حصة لوتاه .

بداية جالت د . لوتاه عبر استعراضها لملامح الإبداع الفني التشكيلي في دولة الإمارات، خلال أربعة العقود الماضية، حيث إنه تم ترسيخ أسماء إبداعية إماراتية بارزة في هذا المجال، ثم سلطت الضوء على السيرة الإبداعية لكلا المشاركين في الجلسة .

وجاءت الورقة التي قدمها المظلوم بعنوان: “الإبداع الفني التشكيلي: الارتباطات والانعتاقات”، حيث أشار إلى أنه في إطار حديثنا عن الراهن التشكيلي الذي تشهده الإمارات، لا بد من الإشارة إلى أنه جاء تعبيراً عن بنية ثقافية متكاملة ترافقت مع النهضة الكبيرة التي شهدتها الدولة، وبالتالي هو تعبير عن إدراك عميق لأهمية الفنون في إطار الوجود الحضاري والتاريخي لدولة الإمارات التي أصبحت تشكل نقطة التقاء وجذب لأهم التيارات الفنية العربية والعالمية، ونقطة مؤثرة ورئيسة في صياغة المشهد الفني العالمي .

وأكد أنه من هنا يمكننا تناول الواقع الفني في هذا المكان، من خلال ارتباط النتاج الفني المحلي مع مفاهيم العمل الفني التقليدية والأصيلة من جهة، وقدرته على تمثيل المتغيرات الجديدة في الفنون المعاصرة والتعبير عنها بصيغة إبداعية متميزة وضعت الفنان الإماراتي على خارطة الإبداع العربي والعالمي، فالعديد من التجارب المحلية تمكنت من التواجد بقوة في أهم المحافل الفنية العالمية، وأعطت صورة واضحة عن أهمية المنجز الفني، والذي يعكس بدوره المستوى الحضاري الذي تعيشه الدولة .

وأشار المظلوم إلى أهم التظاهرات الفنية والثقافية التي أثرت بشكل كبير في المشهد الفني مثل بينالي الشارقة وآرت دبي إلى جانب الغاليريهات والمتاحف والمعارض والفعاليات الأخرى، والتي شكلت نقطة استقطاب كبيرة لأهم التجارب الفنية المعاصرة، كما أسهمت بتعميق الذائقة الفنية من خلال برامجها الفكرية والنظرية المرافقة . كما أن هناك الملتقيات والمهرجانات والتظاهرات المعنية بالفنون الإسلامية والخطية مثل مهرجان الفنون الإسلامية وملتقى الخط في الشارقة .

وتحدثت عائشة جمعة عن الفن التشكيلي الإماراتي الذي صارت له ملامحه الخاصة المميزة، حيث هناك اهتمام كبير به، بيد أنها أشارت إلى أن الاهتمام بالتشكيل يجب أن يبدأ من قبل الموهوب منذ مرحلة الطفولة، وأعادت غياب ذلك إلى طبيعة المناهج التربوية، وأكدت أنه لا بد أن يتم الاهتمام بالموهوبين منذ مرحلة مبكرة من أعمارهم، وأشارت إلى أنه اتضح لها من خلال تواصلها مع الأكاديميين في الجامعات الإماراتية، إذ بين لها هؤلاء أن بعضهم يصل إلى المرحلة الجامعية، وهو غير مسلح بأية ثقافة عن الفن التشكيلي، بل إن هذا الانموذج لا يستطيع حتى بعد إكماله الدراسة الجامعية التعرف إلى ألف باء التشكيل . 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى