40 ألف زائر لمهرجان المحامل التقليدية بيومه الأول

الجسرة الثقافية الالكترونية
يواصل مهرجان كتارا الرابع للمحامل التقليدية مختلف فعالياته وسط اهتمام جماهيري لافت، وحضور شعبي، حيث شهد اليوم الثاني من المهرجان حضور شخصيات هامة، أبرزها سعادة الدكتور عبد المحسن المدعج نائب رئيس مجلس الوزراء الكويتي، وسعادة السيد عمارة بن يونس وزير التجارة الجزائري، والمتحدث باسم البرلمان الكرواتي السيد جوسيب ليكو.
وعبّر رئيس المهرجان أحمد الهتمي عن سعادته بالحضور الجماهيري، وقال نحن نسعى لتحقيق التعارف بين الفرق وزيادة اللحمة والتعاون فيما بينهم. وأضاف لقد سررت بهذه الأجواء الحماسية للمسابقات، خاصة مع وجود أطفال صغار جاؤوا مع أوليائهم ليتعرفوا على تراث أجدادهم، وهذا أمر نحييه ونسعى لاغتنام مثل هذه المناسبات لتعريف الجيل الناشئ بتراث الأجداد، مضيفًا إنه سيتم تنظيم رحلة للإعلاميين لتوثيق ترميم معلم أثري بحري.
من جهتها، قالت ملكة محمد الشريم مدير إدارة العلاقات العامة والاتصال في كتارا: “لقد استقطب المهرجان 40330 زائرًا في اليوم الأول الذي شهد افتتاح المهرجان من مختلف الفئات والأعمار والجنسيات. كما سجلنا إقبالاً كبيرًا في اليوم الثاني لرحلات طلاب المدارس الذين وصل عددهم إلى 600 طالب في اليوم الثاني من مختلف المدارس العربية والأجنبية، وذلك بهدف تعريف الطلاب على التراث البحري والموروث الشعبي القطري، وتعزيز إرثنا الثقافي العريق في نفوس أجيال اليوم، ليبقوا على اتصال دائم بماضيهم وأصالتهم، واطلاع مستمر على تاريخ آبائهم وأجدادهم. ونحن مازلنا نستقبل بشكل يومي هذه الرحلات وغيرها من المجموعات من مختلف المؤسسات في الدولة التي تعمل على التعريف بإرثنا البحري الأصيل”.
“مسابقات رياضة و ثقافة “
كما شهد اليوم الثاني انطلاق المسابقات البحرية التراثية حيث تأهل 14 شخصًا في تصفيات مسابقة الغيص (كتم النسم) للنهائي يوم السبت وستستأنف التصفيات الثانية في هذه المسابقة غدًا وفي هذا السياق، قال المشارك محمد عبد الله السادة من قطر: هي المشاركة الأولى بالنسبة لي في مسابقة “كتم النسم” وكنت قد شاركت خلال العامين الماضيين في مسابقة الغوص على اللؤلؤ. ولاحظت الحضور الجماهيري الكبير الذي كان له وقع خاص، حيث يضاعف حجم الضغوطات على المتسابق، لذلك فإنه ليس من اليسير تجاوز الثلاث دقائق في هذه المسابقة، ونسأل الله الفوز والتوفيق.
أما في مسابقة التجديف، فقد شاركت ثمانية، منها 4 فرق من سلطنة عمان وفريقان من الإمارات وفريق من السعودية وفريق من قطر، وقد فازت سلطنة عمان بالمراكز الأربعة الأولى، حيث كانت جائزة المركز الأول 100 ألف ريال، والثاني 70 ألف ريال، والثالث 50 ألف ريال، والرابع 30 ألف ريال ويحصل باقي المشاركين على 10 آلاف ريال.
وفي تصفيات مسابقة الشراع التي شاركت فيها 9 محامل قطرية، جاء فريق رسلان في المركز الأول والخور في المركز الثاني في حين جاء فريق زلزال في المركز الثالث وفريق المفير في المركز الرابع.
“القرية التراثية”
وتوثيقًا للموروث البحري وسعيًا للمحافظة عليه قدمت القرية التراثية من خلال أجنحتها المتنوعة التي صممت هذه السنة بطراز معماري مبتكر ينسجم مع الطراز المعماري للفريج القطري، حيث قدمت 38 عارضًا من مختلف دول مجلس التعاون إضافة إلى الهند وزنجبار الذين قدموا معروضات قيمة وتاريخية.
كما قدّم المهرجان 16 حرفة تراثية بحرية تم توزيعها على شاطئ كتارا ليتعرف عليها الجمهور عن كثب ومنها نذكر مهنة الحدادة ومهنة الودج ومهنة الصل التي كانت سائدة في المجتمع القطري، ومهنة السَّن ومهنة غزل لسكار ومهنة قرقور المتمثلة في صنع الشبك بواسطة سعف النخيل، التي قال عنها الحرفي إبراهيم علي من البحرين إنها مهنة قديمة متوارثة عن الأجداد، حيث يتولى الحرفي صنع ما يشبه سلات من سعف النخيل لاصطياد السمك.
من جهة أخرى، يقدّم السوق البحري الشعبي الذي أقيم على شاطئ (كتارا) فرصة ثمينة لزوار وضيوف المهرجان، للتعرف على تفاصيل مستلزمات رحلات الغوص على اللؤلؤ، وذلك من خلال الأجنحة التراثية التي صممت وفق الطراز الشعبي القديم الذي يعود لفترة الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي.
ويعتبر ركن (العمارة) بمثابة مخزن لبيع جميع لوازم الصيادين واحتياجات البحارة من معدات صيانة السفن ووسائل بناء السفن، وأدوات يستخدمها الغاصة في الصيد والغوص على اللؤلؤ.
“عروض شعبية”
كما استمتع الجمهور بعروض الفرق الشعبية من قطر فرقة لجبيلات والبحرين وسلطنة عمان (والتي تواصلت من الرابعة مساء إلى العاشرة ليلاً) لتنشر أهازيجها وموسيقاها العتيقة المستمدة من رحم الموروث الشعبي في سماء كتارا، حيث كان البحارة يرددونها ليشحذوا هممهم من أجل تحمل متاعب البحر. وهو ما يؤكد أنّ الأهازيج والأغاني البحرية كانت جزءًا لا يتجزأ من الموروث الشعبي القطري الخليجي.
أما بخصوص مسابقة الفنون التشكيلية فيشارك فيها قرابة 30 فنانًا من مختلف الجنسيات، حيث تتناول مهرجان المحامل التقليدية وقد وزعوا على أماكن مختلفة من موقع المهرجان وفقًا لاختيارهم وما يرونه أكثر جاذبية ليصوروه بريشتهم وفق رؤيتهم الفنية. وتنظم هذه المسابقة بالتعاون مع الجمعية القطرية للفنون التشكيلية.
“أوبريت ملحمي”
وتتميز فعاليات النسخة الرابعة للمهرجان بإقامة أوبريت غنائي بعنوان (الطبعة) وهو عمل فني بديع متكامل مستوحى من قصة واقعية حدثت في التراث البحري القطري عام 1925 عندما غرقت سفن الغوص على اللؤلؤ في مياه الخليج إثر تعرضها لريح عاتية على شكل إعصار شديد وأمطار غزيرة، حيث يتم تقديم هذا الأوبريت يوميًا في الساعة السابعة مساءً.
وعن هذا العمل قال فيصل التميمي ملحن العمل: لقد شارك في هذا العمل ما يقارب 90 شخصًا ما بين عارضين وممثلين وفنيين وسمي بالطبعة نسبة إلى السنة التي غرقت فيها محامل الغوص وهي واقعة تاريخية وقعت في العشرينيات من القرن الماضي. فظل اسمها حاضرًا في أذهان الناس واصطلح على تسميتها بسنة الطبعة (الغرق). ومن خلال هذا العمل حاولنا التركيز على هذه الحادثة حتى نبين أن الكوارث لا بد ألا تجعلنا نتوقف عن الحياة وأنه لا بد من تجاوز الأحزان لبناء حياة جديدة وبناء الإنسان. وفي الأوبريت قمنا بتجسيد رحلتي الغوص وهي رحلة الآباء الذين غرقوا، ومن ثمة تبعتها رحلة الأبناء الذين صمموا برغم كل الحزن والخوف أن يتشبثوا بمهنتهم رغم ما يكتنفها من صعوبات ومخاطر فأعادوا بناء أنفسهم وهذا ما أردنا ربطه برؤية قطر2030 التي تركز على بناء الإنسان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
الراية