42 عملاً تشكيلياً في “آرت بلس”

الجسرة الثقافية الالكترونية-الخليج-
جتمعت مساء أمس الأول في غاليري “آرت بلس” في دبي، أعمال واحد وعشرين فناناً تشكيلياً، ينتمون إلى تجارب ومدارس متباينة، مقدمين أكثر من 42 عملاً فنياً بين لوحة ومنحوتة وصورة فوتوغرافية .
وجاء المعرض الذي حمل عنوان “فضاءات” بحضور هشام المظلوم مدير إدارة الفنون في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، والسفير العراقي في الإمارات موفق عبود .
شارك في المعرض كل من الفنانين: علي العامري، وفهمية فتاح، وسمية الرّيس، وأحمد السعدي، وفاطمة الحمادي، ومحمود عبود، وخالد المقدادي، وليلو دليتري، ومصعب الرّيس، وخالد شاهين، وأسماء العريض الطرهوني، ولينا العكيلي، وفريد الريس، وفيصل عبد القادر، وماجدة نصر الله، ورحاب صيدم، وشيماء زينل، وعبد الرحمن زينل، ووصال آل علي، وندى الهاشمي، وداد ثامر، وسلطان صعب .
مثلت أعمال الفنانين المشاركين، استعراضا لمتغيرات حركة التشكيل في الإمارات، إذ تباينت تجاربهم، وتنوعت مدارس أعمالهم، فجاء منها ما ينتمي إلى التجريدية، والتعبيرية، والتكعيبية، والواقعية، إضافة للمنحوتات، وأشكال من الفنون المعاصرة .
وبدا واضحاً اشتغال الفنانين على التكوين البشري، بوصفه الأكثر قدرة على حمل دلالات العمل إلى مساحات شاسعة، فاشتغل بعض الفنانين على التكوين الآدمي بمفهومه التعبيري، مقدمين بورتريهات ومجاميع بشرية، تستند إلى طاقة اللون والخط في اللوحة، وتعيد إنتاج الملامح البشرية بجمالية مغايرة، فيما قدم بعضهم الآخر معالجة تكعيبية وتجريدية للشكل البشري، موظفين بذلك عنصر المكان والفضاء اللوني لمنح الأعمال خصوبة بصرية عالية، فظهر الشكل البشري في العديد من اللوحات حمالاً لدلالات عدة، وقادراً على تشكيل تكوينات أخرى في مساحة العمل، إذ اشتغل بعض الفنانين على الوجه وبصيغة يمكن أن تتبدل في قراءة العمل، بين وجه الطائر، والوجه البشري، وغيرها .
واستعادت بعض المشاركات، تجارب المدارس الواقعية الكلاسيكية في اللوحة، إذ قدمت تصويراً بالزيت والأكريليك على القماش، لرسوم الخيل، والبحر، والسفن، وغيرها من التكوينات التي يعيد فيها الفنانون استحضار ذاكرة المكان الذي ينتمون إليه، بواقعية مدرسية عالية .
وشكل حضور الخط العربي مساحة مغايرة في المعرض، إذ قدم عدد من الفنانين لوحات حروفية توظف تكوين الحرف العربي في بناء لوحات تجريدية وتعبيرية كاملة، فجاءت بعض اللوحات مشغولة بتقنيات ديجيتال آرت، ومعالجة بألوان الأكريليك، على القماش، فيما وظفت لوحات أخرى الخط إلى جانب شكل الحصان العربي في محاولة لإنتاج حوار بين انحناءات جسد الحصان، وليونة الحروف في الخط العربي .
ولم تغب عن المعرض الأعمال التي تنتمي إلى المدارس الفنية المعاصرة، والأعمال المستندة إلى التجريب، فجاءت بعض الأعمال بصيغة تركيبية تجريدية توظف خامات البلاستيك والورق، على القماش، بصيغ مغرقة في التجريد، وبعض الأعمال وظفت ألوان الزجاج على القماش، وأخرى استخدمت ألوان الزيت مع الأكريليك في العمل الواحد .
وظهرت معالجات الفنانين المشاركين للمكان بأنماط عدة، لتعيد رسم ملامح العلاقة بين الفنان ومكانه، إذ استحضر عدد من الفنانين المكان الإماراتي بصيغة تعبيرية، فاتحين مصراعي اللوحة على البيوت التراثية، والنوافذ، وزخارفها، والأبواب، والطرقات، وفكرة التغير المعماري الذي تشهده الإمارات .
وذهب بعض الفنانين إلى التجريد لمعالجة المكان، فظهرت في أعمالهم ملامح المدن، والقرى، والحياة الريفية، مقدمين بذلك اللوحة بوصفها الفضاء الأكثر قدرة على حمل جماليات المكان الذي ينتمون إليه، والجغرافيا الغائبة عنهم، فمنهم من حضر المكان في عمله بوصفه الوطن المهاجر عنه، ومنهم من حضر بوصفه الأرض المحتلة، وآخرون ظهر بوصفه المكان الغريب عنهم .