6 دقائق معدل قراءة المواطن العربي سنويًا

الجسرة الثقافية الالكترونية

 

أكّد سعادة الدكتور عز الدين ميهوبي وزير الثقافة في الجمهورية الجزائرية أن الثقافة العربية ” تعاني حالة من الجمود والتراجع وفق تقرير التنمية البشرية لعام 2003 الذي ذكر أن المواطن العربي لا يقضي إلا 6 دقائق للقراءة في السنة، وأن حصيلة الترجمة قرابة 330 كتابًا في السنة، بمعدل كتاب في كل يوم”.

 

جاء ذلك خلال ندوة فكرية أقيمت بمعرض الكتاب بعنوان “الثقافة أداة الحوار بين الشعوب” بحضور سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث ونخبة من المثقفين القطريين والعرب وقدّمها الإعلامي القطري سعد الرميحي.

 

وبحسب الدكتور ميهوبي، يشير التقرير إلى أنه “منذ الخليفة المأمون إلى اليوم لم يتجاوز عدد ما ترجمه العرب عشرة آلاف كتاب، وهو لا يصل إلى ما تترجمه أسبانيا سنويًا”.. مضيفًا “هذه الأرقام مخيفة والتشخيص صعب، وبالتالي يتطلب الآن وجود إستراتيجية عربية حقيقية لمواجهة هذا الوضع”، مؤكدًا أن غياب حركة الترجمة عن مؤسساتنا الفكرية والأدبية والعلمية وعن كل القيم المعرفية الخاضعة لتغيرات العصر “يجعلنا في صدام عنيف مع الذات”، على حد تعبيره.

 

 

 

نقاش حضاري

 

وقال “إننا نحتاج إلى نقاش حضاري عميق على مستوى القيم الثقافية التي تتطور بتطور المنجز العلمي الحضاري.. فاللغة الأخرى والتاريخ الآخر مهمان كثيرًا لتجاوز هذه الحالة”.. معتبرًا أن الترجمة تعد واحدًا من أهم الجسور التي يمكن من خلالها العبور إلى الآخر، مثمنًا جهود دولة قطر في مجال الترجمة وتخصيص جائزة للترجمة.

 

كما تناول واقع التعليم العربي وتراجعه بالنسبة إلى المستوى العالمي، مؤكدًا أن الاهتمام بالتعليم هو المدخل والمنطلق نحو التقدم ضاربًا العديد من الأمثلة والتجارب الدولية التي انطلقت من التعليم والاهتمام بالعلماء مثل اليابان وتجربة سنغافورة حاليًا وماليزيا التي تحاول اللحاق بهذا الركب الحضاري المتقدم.

 

وتحدث وزير الثقافة الجزائري عن اللغة العربية وأنها صمام الأمان للهُوية العربية، وقال إنه لا ضير ولا حرج من انتشار اللهجات الخاصة في كل بلد ولكن عندما نقدم منتجًا فكريًا لابد أن تراعى فيه اللغة.. مؤكدًا أن كل قومية تهتم بلغتها خاصة الدول الكبرى مثل روسيا وفرنسا والولايات المتحدة، كما أن هناك اهتمامًا دوليًا باللغة العربية وأن العالم في انتظار ما نقدمه “وهذا يدعونا إلى أن نقدم إسهامنا الحضاري ومنتجنا الثقافي الذي يعبر عن أمة العرب، وأن تحقق تطلعات الشارع لدينا أيضًا وتسهم في طرح الحلول لمشكلاته خاصة مع تغيرات واهتمامات الناس الذين تحولوا إلى الملاعب الرياضية وغيرها بعيدًا عن الثقافة الحقيقية”.

 

وأكّد د. ميهوبي أن الثقافة هي مجموعة من العناصر منها الدين واللغة والتاريخ والجغرافيا والتعليم وأنها تتأسس على التراكم لا على الهدم، وعلى التعايش لا على الصدام.. فالثقافة هي وسيلة يمكن أن تجمع بين الجميع مهما كان الاختلاف في الدين أو اللغة، معتبرًا أن الثقافة هي السؤال المشترك بين كل هؤلاء والتي تنتج إجابات مفتوحة ومتنوعة تنطلق من قيمة إنسانية مشتركة هي حاجة الإنسان إلى الطمأنينة والسلامة.

 

 

 

الحريات الفردية

 

وقال “علينا أن نعمل على تطوير الحريات الفردية في مجتمعاتنا العربية، حرية التفكير وإبداء الرأي، وحرية المبادرة واحترام الاستثناءات وأن نتعامل مع الثقافة على أساس أنها المشترك الوحيد الذي يجمع بين كل مكوناتنا العرقية والدينية والجغرافية”.

 

وأضاف “إنه على الرغم من وجود هذه الرؤية التي يعتبرها البعض سوداوية فإنه مازال هناك الأمل في العقول المفكرة والتجارب الناجحة في دولنا العربية التي تعطينا مزيدًا من الأمل، ومنها معرض الدوحة الدولي للكتاب هذا النموذج الذي يتطور عامًا بعد عام في مستوى التنظيم والفكر، الأمر الذي يوضح أن وزارة الثقافة والفنون والتراث تحمل رؤية لخدمة بلدها وتقديم منتج ثقافي يعبر عن دولة قطر وعن الثقافة العربية”.

المصدر: الراية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى