65 % من زوّار المعرض نساء

الجسرة الثقافية الالكترونية

 

محمود الحكيم   

أكّد عددٌ من مسؤولي دور النشر والعارضين أن 65 % من زوّار المعرض من النساء مسجّلات بذلك تفوقًا على الذكور.

 

وأوضح هؤلاء في استطلاع رأي لـ الراية على أجنحة المعرض، أن الروايات وكتب الأطفال والكتب التاريخية تتصدّر اهتمامات النساء؛ وربما يرجع ذلك إلى أن النساء بطبعهن يملن إلى الكتابات التي تلامس اهتماماتهن سواء ما يتعلق بتربية الأطفال وصحتهن، وكذلك كتب الطبخ، بالإضافة إلى الروايات التي تحوي قصصًا رومانسية أقرب إلى طبيعة المرأة.

 

 ولفت عددٌ من المشاركين بدور النشر إلى أن المرأة دائمًا ما تبحث عن كتب تخدم مجالات عملهن وأخرى تساعدهن في تربية أطفالهن والاهتمام بشؤون الأسرة والمطبخ، مع زيادة ملحوظة في القارئات الباحثات عن الروايات الرومانسية والعاطفية، إلا أن بحث النساء لم يتوقف عند هذه النوعية من الكتب فقط، بل إن مجال البحث شمل أيضًا الكتب التي تجتذب بشكل خاص الفتيات صغيرات السن، فيما انشغلت أخريات بالبحث عن كتب ترفيهية وأخرى تخص الأبراج والحظ.

 

في البداية أكّد فهد الحميدي نائب مدير المعرض إن إقبال العنصر النسائي في المعرض لافت، فتواجدهن هذا العام كبير وعلى مدار اليوم حيث إنهن يقبلن على شراء الكتب المتنوعة، مشيرًا إلى أن الوعي الثقافي لدى النساء والفتيات في قطر بات واضحًا واهتمامهن بالقراءة وتثقيف أنفسهن أصبح ملحوظًا، كما أن الأمهات يحرصن على إحضار أبنائهن إلى المعرض وشراء الكتب لهم، وهذا ما يجعل التواجد النسائي أكبر من الرجالي، لأنهن يشترين لأنفسهن ولأبنائهن. وقال الحميدي هذا لا يعني أن شباب ورجال قطر غير متواجدين أو أن إقبالهم ضعيف بل على العكس فالتواجد كبير هذا العام من الشباب والرجال أيضًا، وهو ما يسعدنا ويشعرنا بتنامي الوعي الثقافي لدى الطبقات الاجتماعية المختلفة في قطر.

 

الروايات والشعر

وبدوره، أكّد حسين علي مسؤول دار بلاتنيوم أن الحضور الجماهيري كبير جدًا هذا العام، وإن كان إقبال العنصر النسائي أكبر، مقدرًا نسبة الإقبال النسائي بـ 65 % و35 % للإقبال الرجالي. وأوضح أن النساء يقبلن على شراء الروايات والشعر، وهي الأكثر رواجًا بسبب إقبال النساء والفتيات على شرائها.

فيما قال يوسف العيسى مدير عام دار سما للنشر الكويتية إن الإقبال من فئة الشباب عمومًا كبير جدًا هذا العام، وذلك بسبب اعتمادهم على وسائل التواصل الاجتماعي وسهولة انتشار الأخبار عن المعرض بين هذه الفئة على وجه الخصوص، بينما ألاحظ أن حضور الفتيات أكبر من الشباب والنساء أكبر من الرجال، مقدرًا نسبة الحضور النسائي بـ 65 %، بينما الرجال 35 %، معللًا ذلك بأن المرأة عمومًا لديها ميول للقراءة والتثقيف سواء لنفسها أو لأبنائها.

 

إعداد جيل مثقف

أما قاسم بركات مسؤول دار الفارابي فأكد أن اللافت للنظر هو الحضور النسائي في المعرض، حيث إن نسبة إقبال النساء تصل في تقديره إلى 65 %، بينما الرجال لا يتجاوز تواجدهم الـ 35 %، مشيرًا إلى أن الإقبال الأكبر على شراء الروايات.

 

وأوضح أن هذا يعكس تفوق المرأة القطرية في الاهتمام بالثقافة والقراءة والاطلاع، وهو ما سينعكس بالضرورة على الناشئة، حيث إن الأمّ المثقفة القارئة ستربي جيلًا قارئًا وتخرج أجيالًا مثقفة.

إلى ذلك، أوضح أحمد رمضان مسؤول أكاديمية مصر للاستثمار الثقافي أنه يرى نسبة الإقبال من الفتيات والنساء أكبر على الشراء والتواجد الفاعل في المعرض عن حضور الشباب والرجال، مقدرًا نسبة التواجد النسائي بالمعرض بـ 65 % والرجالي 35 %. وعلل رمضان ذلك بأن السيدات دائمًا ما يهتممن بتثقيف أطفالهن ويحببن القراءة أكثر من الرجال؛ لأنهن أكثر تفرغًا من الرجال في الغالب.

 

وقال د. مسلم سقا أميني إن الإقبال عمومًا هذا العام أفضل من العام الماضي، كما أن المعرض صار ظاهرة قومية في قطر، حيث إن كل مواطن قطري وكل مؤسسة باتوا يحرصون على الحضور والشراء، ومن الملاحظ أن الشابات القطريات أكثر الفئات حضورًا في المعرض بنسبة تصل إلى 75%، ويحرصن على الشراء، أما الشريحة التي تتعدى أعمارها 30 عامًا فنسبة حضور الرجال تتساوى مع نسبة حضور النساء.

 

 

 

الأدب النسائي

ومن جانبها، أكّدت العارضة ماجدة عبد المحسن أن أكثر ما يجذب النساء في الجناح الذي تشرف عليه هو الروايات والخواطر والأشعار وكتب الأطفال، مرجعة السبب في ذلك إلى أن النساء بطبعهن يحبّذن هذا النوع من الكتب، كذلك فإن هذه الكتابات تحفل بقدر كبير من الرومانسية بعيدًا عن الأمور السياسية، وأكّدت أن هناك اهتمامًا كبيرًا ومتزايدًا بالأدب النسائي في المعرض نلاحظه كل عام، الأمر الذي يضيف كاتبات جددًا للساحة الثقافية القطرية والخليجية، مبدية إعجابًا خاصًا بحضور الكاتبات وإقامتهن حفلات توقيع إصدارتهن وسط حضور محبيهن وقرائهن.

 

من جهتها، قالت سلمى جمال المسؤولة عن إحدى دور النشر أن المعرض في نسخته الحالية قدّم عددًا كبيرًا من الإنتاج الأدبي والفكري للمرأة العربية، خاصة أنه يجمع العديد من دور النشر من دول المنطقة، لافتة إلى أنها سعيدة بعدد الكاتبات على الساحة الأدبية حاليًا والتي وصفته بأنه كافٍ ومتساوٍ مع الرجل في كافة دول منطقة الخليج، وذلك لا ينطبق فقط على المعارض المقامة في بلادها وإنما المعارض التي تقيمها المدن والبلدان الأخرى أيضًا. مشدّدة على أهمية المعارض في مساعدة وتشجيع الكاتبات. وقالت: إن الإنتاج الأدبي والفكري للمرأة الخليجية مقبول إلى حد ما ولكنه مازال يحتاج إلى التنوع في الأشكال الأدبية، حيث إنها مازالت منحصرة في الرواية الرومانسية والكتابات الاجتماعية.

 

كتب المرأة

في حين قالت فاطمة الحمد إن المعرض يضمّ العديد من الكتب المتخصصة في مجال المرأة، موضحة أن المرأة ينصب اهتمامها الأساسي على الكتب التربوية والاجتماعية وكتب الأطفال، حيث إن كتب التربية متوافرة وبكثرة خلال الدورة الحالية، والتي يقدّمها مجموعة من المتخصصين في الكتابة للطفل، إضافة إلى الروايات لكافة الأعمار، وأوضحت أنها شخصيًا تفضل كتب التربية والأطفال، معبّرة عن شعورها بأن المرأة القطرية تهتم اليوم أكثر من الماضي بالكتب وبالقراءة.

 

أما مها الدرويش فقالت: إن هناك تطورًا كبيرًا في مجال الأدب النسائي على مدى السنوات القليلة الماضية، كما أن هناك إقبالًا كبيرًا واهتمامًا متزايدًا بالقراءة والاطلاع في المجتمع، والمشاركة في الفعاليات الثقافية والأدبية من قبل المرأة، وأوضحت أنه ليس هناك أي فرق فيما يتعلق بنسب شراء الكتب بين الرجل والمرأة فلا علاقة للجنس بمقدار القراءة، ولكن ربما لأن الكتب المخصصة للمرأة أكثر هذا العام فتجد أن الإقبال النسائي أقوى وأكبر، مشيرة إلى أن العديد من الشباب القطري من الجنسين بدأ يقرأ في الأماكن العامة بشكل ملاحظ. وقالت إن اهتمامات المرأة بشكل عام تنصب في المواضيع الحياتية مثل كتب المطبخ أو كتب الأطفال الأمر الذي يشجّع الناشرين على زيادة الإنتاج في هذا الإطار. وأرجعت كثرة أعداد الكاتبات إلى اهتمام الدولة بشكل عام ووزارة الثقافة بشكل خاص بمنح الدافع وتشجيع المرأة القطرية على ولوج عالم الكتابة والأدب، حيث أعطت الفرصة لعدد أكبر من الكاتبات لإبراز مواهبهن.

 

أما وفاء غصن فقالت إنه بالنسبة لكتب الأطفال فإن المرأة أكثر إقبالًا عليها مقارنة بالرجل، مؤكدة أن هناك مشاركة من قبل المرأة في معارض الكتاب أكثر من ذي قبل بعد أن امتلكت المرأة دور النشر. وأكدت أن نسب النساء أكبر من الرجال في الدورة الحالية للمعرض، وهن الأكثر شراءً أيضًا خاصة فيما يتعلق بكتب الأطفال والروايات، ولفتت إلى أن المرأة تبحث في المعرض عن كتب المطبخ والأطفال وهذا بالطبع يعود إلى فئة النساء، فهناك من تفضّل كتب تفسير الأحلام أو الكتب الدينية أو كتب العلاقات الزوجية والأسرية والكتب الاجتماعية، وأكّدت أنها لاحظت اهتمامًا وإقبالاً من النساء على قراءة الكتب والتأليف، فهناك العديد من دور النشر التي أصدرت كتبًا للنساء، موضحة أنه في عالمنا العربي غالبًا ما تهاجم الكاتبات خصوصًا عند طرح المواضيع التي تتسم بالجرأة.

 

وأكّدت هنادي الأنصاري أن هناك تفعيلاً لدور المرأة في المجال الأدبي بما يتناسب وطبيعة المجتمع القطري، حيث إن هناك رعاية من الهيئات المختلفة لتفعيل دور المرأة بشكل عام ودورها الأدبي على وجه الخصوص، وأوضحت أن المرأة تهتم بكتب الأطفال وتنتقي الكتب لأطفالها، وهنا تؤدي دورها كأمّ، كما تهتم بالرواية. لافتة إلى أنها شخصيًا تفضل كتب الأدب بشكل عام وأدب الطفل كونها تتعامل مع الأطفال بشكل يومي، إضافة إلى ما يتعلق بمسرح الطفل والقصص الموجهة للأطفال.

 

 

المصدر: الراية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى