«خليني ساكت أحسن» … عرض ينتقد السلطة الفلسطينية

الجسرة الثقافية الالكترونية

*محمد السمهوري

المصدر: الحياة

 

تحولت الصين الى ثيمة في عرض الـ»ستاند أب كوميدي» الذي قدمه الفنان الفلسطيني نضال بدارنة في رام الله، مقارناً التطور ونمط الحياة الصينية، بما يعيشه مواطنوه. فالسلطة الفلسطينية والقوانين الاسرائيلية كانت هدف سهامه، منتقداً سلوكيات المجتمع الفلسطيني في كل من الضفة الغربية والداخل الفلسطيني، وصولاً الى تنظيم «داعش» الذي خصص له مساحة ختامية لعرضه.

غصّ مسرح قصر الثقافة في رام الله بعرضه الجديد «خلوني ساكت أحسن»، وتحول الجمهور الى مشارك في بعض فقرات العرض. فالضحك على المواقف التي خرجت عن حدود الممنوع كانت حاضرة ولاذعة، ولم يستثن الفنان أحداً من سهام نقده، مشيراً الى ان «هذا العرض كوميدي شعبي، ولن أنكد على الجمهور خصوصاً بعد ما نعانيه في حياتنا اليومية».

ومع أن العمل يحمل عنوان «خليني ساكت أحسن»، فإنه وضع المجتمع والأوضاع السياسية والاجتماعية على طاولة التشريح والسخرية والنقد اللاذع. يقول: «طرحت مواضيع أكثر حدة من قبل، كـ «داعش» والنظام التعليمي في المدارس والسياسة والأحزاب».

السلطة الفلسطينية ووضع الضفة الغربية والداخل الفلسطيني كانت من المحاور المهمة في العرض الجديد، فهو سخر من قضية التقديس والقداسة للثقافة والفن والعاملين فيهما وقفز مع جمهوره الموافق على كل ما طرحه من أفكار لاذعة. ويضيف أن «مواضيع عدة تعتبر اليوم في خانة المسلمات الممنوع الحديث عنها ومن الممكن أن تولد حالة رفض عند الناس. وأنا أرى الحاجة إلى نقدها من خلال الضحك والكوميديا، وضرب المسلّمات. وهناك قوة في طرح الموت وتقديس فكرة موت فنان من خلال الـ «ستاند أب كوميدي». أنا لا أريد أن أروي نكتة نضحك عليها، بل تريد أن نضحك على أشياء ممنوع أن نضحك عليها».

وعن الـ «ستاند أب كوميدي»، يقول إنه لغة مسرح «قريبة من الناس، تستطيع من خلالها طرح مواضيع كثيرة بلغة كوميدية. ففي العرض الأول تناولت موضوع الأعراس، وفي الثاني تناولت الطائفية والتجنيد، وفي الثالث أطرح مواضيع أكبر وأكثر جديّة كـ «داعش» وما يحصل في العالم العربي».

لا محرمات في عرض بدارنة، فالمجتمع الفلسطيني والاحتلال الاسرائيلي على طبق النقد. كلمة ممنوع يمكنها ان تجرد العرض من مضمونه، وفي عرضه الجديد لم يسكت، بل ذهب الى أبعد نقطة يمكنه الوصول اليها بنقده لسياسات السلطة الفلسطينية والفصائل والاحزاب والحركات العربية داخل فلسطين 48.

والعرض من انتاج «المنشر» (فن وإنتاج)، وهو مشروع مستقل أسسه نضال بدارنة ووافي بلال. ويقول بدارنة بهذا الخصوص :»نطمح من خلال مشروعنا إلى رفع السقف الثقافي والتحرر من عبودية الموازنة والتمويل الإسرائيلي. والأهمية الكبرى هي أن يشكّل «المنشر» بيتاً للفنان الفلسطيني وأن يحوينا جميعاً كفنانين وتجمّع ثقافي. واستطعنا منذ تأسيسه أن ننتج ثلاثة أعمال إضافة إلى بعض الأفلام القصيرة، وبعض الأعمال لدعم نشاطات وطنية وكلها من خلال بيع التذاكر، وتمويل من بعض الجهات العربية».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى