المهرجان اللبناني للكتاب.. كل عام بنكهة جديدة

الجسرة الثقافية الالكترونية

*مايا أبو صليبي خشان

المصدر: السفير

 

انطلق المهرجان اللبناني الرابع والثلاثون للكتاب في الحركة الثقافية – انطلياس، لكن من دون رعاية هذا العام. انطلاقة نشيطة عرفتها أروقة ومنصات الكتب التي عادت هذا العام أيضا لتنقل روادها الى عالم العلم والأدب والشعر والسياسة… وعاد معرض الكتاب ليكون مساحة تلاق للكبار والصغار، للمثقفين والمهتمين بقضايا العلم والمعرفة… وللنشاطات والندوات والتكريمات.

والانطلاقة كانت مع الياس كساب الذي دعا في الافتتاح، الذي غصّ بالحضور السياسي والأمني والثقافي والاجتماعي… للمشاركة في هذه التظاهرة الثقافية الوطنية السنوية. فيما وصف أمين المعرض نعوم خليفة المهرجان بالخيار والرهان والتحدي، في الوقت الذي تمر فيه المنطقة بأتون حروب ما سمي بالربيع العربي. أما الأب الرئيس جوزيف بو رعد فتساءل عن التمايز المبدئي بين هوية الحركة المنظمة وبين مقامها، مؤكدا أن افتتاح المعرض للمرة الرابعة والثلاثين لهو دليل على ديمومة هذا التزاوج المختلط الفريد، ليبقى سرّ النجاح في وحدة الدعوة وعمق التفاعل.

وأشار الأمين العام للحركة أنطوان سيف في مداخلته، الى أن كر السنين بالمهرجان، لم يؤل الى آلية سنوية. ففي كل عامٍ يطلع عنبه بنكهة جديدة يمتزج فيها، على وقع التهديدات المستجدة، الكد والجهد والقلق، بفرح الانجاز المتولد من روح الجماعة. هذا وتطرق وزير الثقافة ريمون عريجي في كلمته لحجم التحدي الذي يواجه الكتاب، صناعة وترويجا في ظل عصر الثورة المعلوماتية الهائلة، معلنا عن نية وزارة الثقافة اطلاق الجائزة السنوية لافضل رواية باللغة العربية، خلال هذا الشهر توكيدا لدور الوزارة في تشجيع الانتاج الادبي وترويج الكتاب. ثم تحدث عن المفارقة السوداء بين الاحتفال بالكتاب، في الوقت الذي يصم آذاننا في لبنان دوي مطارقِ الهمجية السوداء، تحطم معالم الحضارات، تهجر الأعراق، تلغي أبجديات التواصل والحوار بين الأنبياء والبشر وتشرع هدر الدماء…

من ناحية أخرى، كان للمهرجان هذا العام التفاتتان إلى معاناة الشعبين العراقي والسوري، بحيث كرمت الحركة يوم أمس الأول العالم الكبير من علماء الكنيسة الكلدانية في العراق، المطران يوسف توما والمفكر طيب تيزيني من سوريا، وهو من المفكرين النهضويين والتنويريين الداعين الى التحرر والمساواة في المواطنية القائمة على العدالة والحرية والديمقراطية. وأدارت نايلة ابي نادر حفل التكريم لافتة الى أن الحركة الثقافية رفعت عينيها شرقا فأبصرت نورا قادما من الموصل ينشر القيم والعلم والحوار في أنفاسه مع كل شروق. ثم توجهت شمالا لتصافح يدا لا تمل من الحفر وقلما لا يهدأ من النقد، في عروقه يجري نبض الثورة على الظلم والقمع والجهل والكراهية.

بدوره قدم الأب توم هوغلند المطران المكرم متحدثا مطولا عن سيرة حياته وإنجازاته في أثناء خدمته للرب، عن الشخص الذي يتعمق في النظر إلى داخل المسيح قبل أن يصلب الآخرين… أما المطران توما فتحدث عن علاقة لا تنفصم عراها بين الديانة والثقافة، «اذ لا تتجسد رسالة المسيحية أبدا من دون هذا التأويل والتأوين، وهما اللذان يخلقان دائما الجديد لكل عصر والا أصبحت حياتنا تكرارا بلا ابداع». من جهته تطرق محمد علي مقلد لأول لقاء له مع التيزيني والذي كان خارج المكان، بل في مكان افتراضي قبل أن تولد الأمكنة الافتراضية، أو في مكان لا جدران له، تتسع حدوده لتبلغ حلما جميلا بالأممية الاشتراكية.

وفي يوم المرأة العالمي، أدارت المحامية حياة هاشم حفل تكريم المحامية صونيا إبراهيم عطية ووصفتها بالمناضلة والعضو الفعال في معركة القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة في لبنان وفي العالم العربي. فيما عرض أنطوان خير لمسيرة المكرمة المهنية متحدثا عن صفاتها ومزاياها الأنيقة في النفس والمظهر. لتعلن المكرمة أخيرا عن خوفها من ان نصبح كلنا نماذج بكماء عن القائد الملهم، لا تعرف اين هي ذاهبة … قبل أن تتسلم درع الحركة من أمينها العام أنطوان سيف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى