«رجا صعب: رجل البناء في زمن الهدم» لوليد شميط

الجسرة الثقافية الالكترونية

المصدر: الحياة

 

 

«رجل البناء في زمن الهدم»، كتاب أعدّه الناقد وليد شميط عن الوجه اللبناني رجا صعب (1927-1988)، بالتعاون مع «مجموعة الاقتصاد والأعمال»، وتناول سيرته وإنجازاته والدور الذي أداه.

يروي الكتاب كيف نشأ صعب في أجواء عائلية ليبرالية في لبنان، متعلماً في مدارس بيروت وميتشيغان (الولايات المتحدة)، قبل أن يشقّ طريقه المهنية، متوجّهاً إلى السعودية في عام 1949، حاملاً معه شهادة جامعية وصناديق عدة وطموحات كبيرة.

أدرك صعب أن السعودية ستكون بلاد المستقبل، نظراً إلى مكانتها الخاصة في الخليج وثرواتها النفطية الهائلة وموقعها الجغرافي المميز، هو الذي كان في كل مراحل حياته حريصاً جداً على التأني في اتخاذ قراراته، وعلى دراسة الموقف بدقة متناهية قبل أن يقدم على أي عمل أو يخطو أي خطوة. ولم تكن الرفاهية عرفت طريقها إلى حياة السعوديين في ذلك الزمن.

ولما حطت رحاله في جدة، لمعت في رأسه فكرة تأسيس «شركة التبريد والتجارة الأهلية»، وبنى براداً كبيراً لحفظ اللحوم والفاكهة والخضار التي كان يستوردها من أسمرة (عاصمة إريتريا) ولبنان.

ولما عرف صعب طعم النجاح، متكئاً على سمعته الطيبة، بدأ في توسيع أعماله، فساهم في تأسيس شركات أخرى في السعودية ولبنان، مثل: «الشركة السعودية للتجارة والصناعة» (كاريير)، و «الشركة العربية للمقاولات» (أركان)، وشركة «المباني»، وشركة «صعب إنفستمنت تراست» القابضة، فضلاً عن امتلاكه وكالات تمثيل تجاري لشركات عالمية، مثل: شركة «بوينغ» لصناعة الطائرات، و»أوغستا بيل» للطائرات المروحية، ومصاعد «شندلر»… وغيرها.

يسلط الكتاب الضوء على أسلوب عمل صعب، الذي كان سبباً في تألقه في عالم الأعمال. جعل صعب من المثابرة نبراساً له، واضعاً فوق مكتبه عبارة للرئيس الأميركي الأسبق كالفين كوليج (1923-1929) يقول فيه: «لا شيء في العالم يمكنه أن يحل محل المثابرة. لا الموهبة، إذ ليس هناك أكثر من الموهوبين الذين لم ينجحوا. ولا العبقرية، إذ غالباً ما يُضرب المثل بالعباقرة الذين لم يجدوا من يكافئهم. ولا التعليم، فالعالم مليء بالمتعلمين المنبوذين. المثابرة والعزم وحدهما قادران على كل أمر. إن شعار «حض واضغط» حلّ مشاكل البشر وسيحلّها على الدوام».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى