مطلوب دمج الفنانين ذوي الإعاقة بالساحة الفنية

الجسرة الثقافية الالكترونية
*محمود الحكيم
المصدر: الراية
“ذات يوم عرض عليّ الأستاذ أديب العوض فكرة التمثيل، ففاجأني الأمر وقلت له الفكرة جميلة ولكن لابد أن أستشير أهلي، وعندما عرضت الأمر على أمي رحّبت بالأمر وقالت إن هذا المجال سيساعدك في التعارف على الناس وسيوسّع دائرة معارفك وسيكون خطوة إيجابية بحياتك، كما أن والدي شجّعني وبالفعل توكّلت على الله وكانت أول مشاركة فنية لي بمسرحية “مواطن بالمقلوب” مع الأستاذ جاسم الأنصاري”.
كان هذا ما حكاه عبد الرحمن العتيبي عن بدايته الأولى مع التمثيل فقد دخله من باب الصدفة واكتشف موهبته الفنية أيضاً بالصدفة ولكنه استمر فيها مع سبق الإصرار والترصّد، وانخرط في وقت قصير في جو المسرح. يقول العتيبي: كان للأستاذ جاسم الأنصاري دور كبير في إعدادي الفني فقد شجّعني وساعدني على الدخول إلى عالم المسرح فكانت أولى مشاركاتي معه في مسرحية “مواطن بالقلوب” في مهرجان المسرح المحلي عام 2012، وأخذت 10 أيام كاملة أراقب فيها الأستاذ جاسم الأنصاري وأتابع حركاته على المسرح وحركات الممثلين، ولم أكن أعلم وقتها ما هو دوري في المسرحية، ثم دعاني الأستاذ جاس الأنصاري وقال لي: دورك رجل مصري صعيدي اسمه جمعة، فهالني الأمر، ولكني وافقت وأعطاني النص وقرأته وحفظته، وخلال أيام أتقنت الدور وبدا كل شيء سهلاً وكانت المجموعة التي تعمل معي بالمسرحية متعاونة جداً وساد بيننا جو من الألفة شجعني على كسر الرهبة والانخراط في الأداء التمثيلي المجرّد. وبالرغم من أن الدور كان بسيطاً إلا أنني تعلّمت على يد الأستاذ جاسم الأنصاري الكثير من الأشياء المهمة مثل طريقة الوقوف على المسرح وكيف يتحكّم الممثل في تفاصيل الشخصية التي يؤديها فكان هذا الدور نظراً للاستفادة التي حققتها منه نقطة تحوّل في مسيرتي الفنية.
وجاء وقت العرض فقال لي الأستاذ جاسم الأنصاري لا تنظر إلى الجمهور نهائياً حتى لا تضطرب، فقلت له “لن تفارق عيني عينك”، وكان من حسن حظي أن أول مشهد لي مع الأستاذ جاسم الأنصاري ما أعطاني ثقة كبيرة على المسرح وبالفعل أديت دوري ونجحت في اختباري الأول بالمسرح وانكسر حاجز الخوف واكتسبت الجرأة على مواجهة الجمهور.
وتابع العتيبي: بعد هذا العرض بمهرجان المسرح المحلي بشهرين تقريباً عرضنا المسرحية جماهيرياً ونجحت نجاحاً كبيراً. ثم شاركت بعدها بشهور قليلة مع الفنان جاسم الأنصاري بمسرحية “دوحة جود تلنت”، وكان دوري جيداً وظهرت بصورة طيبة عند الجمهور، وكان العرض جماهيرياً وشارك في بطولة المسرحية جاسم الأنصاري ومريم حسين ومحمد السني وناصر محمد. والمسرحية استمرت في عرضها قرابة الشهر الكامل.
ثم شاركت مع الأستاذ فالح فايز في مسرحية “المسعور” بمهرجان الدوحة المسرحي 2013، وحصدت المسرحية جائزة أفضل عمل متكامل. وقد شاركت فيها أنا وخالد يوسف وأمير دسمال.
وأردف العتيبي: ثم شاركت بمهرجان المسرح الشبابي وقدّمت مسرحية مقامات مع المخرج أحمد العقلان، والفنانين فيصل رشيد ومحمد عادل، وحسن صقر، ثم كانت آخر مسرحية لي مع الأستاذ جاسم الأنصاري في مهرجان المسرح المحلي الماضي بعنوان “بين الأبراج” وقد أحدثت المسرحية ضجة وصدى كبيرين، وأثير حول مشاركة بعض الفنانين من ذوي الإعاقة لغطاً كبيراً، ولكنني أرى أن هذا الأمر يؤذي مشاعر هؤلاء الفنانين لأنه يتعامل معهم من باب التفرقة وتركيز الضوء على إعاقتهم وهذا ليس بسلوك حسن، وقال العتيبي: يجب دمج الفنانين ذوي الإعاقة في العمل المسرحي وليس عزلهم وهذا هو المسلك الطبيعي والقرار الصائب.
وأضاف العتيبي: المسرح بات هاجسي الأكبر أحببته بشغف، وغيّر فيّ أشياء كثيرة أهمها اهتمامي بالقراءة حيث أصبحت قارئاً نهماً ومتفتحاً على أشياء كثيرة في العالم من حولي.
وحول طموحاته قال: طموحي أن أصل إلى حب الجمهور وأن أرسم البسمة على وجوههم، وإذا ما فزت بحب الناس فقد فزت فوزاً عظيماً.