هناك من يحاول أن يكتب تاريخ المسرح حسب أهوائه

الجسرة الثقافية الالكترونية

*مصطفى عبد المنعم

 

استنكر الفنان المسرحي موسى عبد الرحمن محاولات البعض لتأريخ الحركة المسرحية حسب أهواء وأمزجة أشخاص أو جهات بعينها وتجاهل مراحل زمنية هامة أسست للحركة المسرحية القطرية وأرست دعائمها انطلقت في فترة الستينيات.

 

وقال موسى عبد الرحمن في تصريحات خاصة لـ الراية إنه حزين جدًا كونه بات يسمع مرارًا وتكرارًا من مسؤولين ومساهمين في تأسيس الحركة المسرحية قولهم إن الحركة المسرحية القطرية بدأت مع تأسيس وإشهار فرقة المسرح القطري عام 1972، وأكّد عبد الرحمن أنه وزملاءه كانوا يقدمون أعمالاً مسرحية قبل هذا التاريخ بأعوام عديدة ثم أسس اعتبارًا من عام 1968م أولى الفرق المسرحية الأهلية، حيث تعاون الفنان موسى عبد الرحمن ويعقوب الماس على تكوين فرقة مسرحية كان اسمها الفرقة الشعبية للتمثيل، قامت هذه الفرقة بتقديم بعض العروض المسرحية المرتجلة مثل الدكتور بو علوص وبنت المطوع وغيرها.

 

وقد توقفت هذه الفرقة لسفر كثير من أعضائها للدراسة خارج قطر، إلا أنها عادت عام 1983م عن طريق وزارة الإعلام، وعادت لتقديم العروض المسرحية من جديد، حيث قدمت حلم علي بابا من تأليف وإخراج محفوظ فودة، وأعدها باللهجة المحلية موسى عبد الرحمن، كما قدمت مسرحية فصيلة على طريق الموت للكاتب الأسباني ألفونسو ساستري من إعداد موسى عبد الرحمن وإخراج عبد الرحمن المناعي، وقدمت مسرحيات أخرى لكتاب معروفين كسعد الله ونوس.

 

وأشار عبد الرحمن إلى أن عام 1972م شهد إشهار فرقة المسرح القطري التي كانت نواتها مجموعة مسرح دار المعلمين الذين قدموا مسرحيات صقر قريش وحلاوة الثوب رقعته منه وفيه، ولكن هذا لا يمنع أن هناك فرقًا قد سبقت تكوين هذه الفرقة، وكانت هناك أيضًا محاولات جيدة وإرهاصات من قبل فرقة الأضواء الموسيقية.

 

وانتقد عبد الرحمن إصرار البعض على تأريخ وتوثيق الحركة المسرحية بداية من عام 1972، مؤكدًا أن من يقولون هذا الكلام هم أنفسهم من كانوا شهودًا على انطلاق مسيرة الفرقة وشاركونا في تأسيسها.

 

وكانت وسائل إعلام قد نشرت مؤخرًا تصريحات لعدد من روّاد ومؤسسي الحركة المسرحية خلال إحدى الندوات تحدثوا خلالها عن بدايات المسرح القطري وحددوا مطلع سبعينيات القرن الماضي على اعتبار أن هذا التاريخ يناظر بدايات المسرح الخليجي، حيث كان للمدارس ومن بعدها الأندية الكشفية دورها في تشجيع طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية للعمل المسرحي، هذه المدارس والأندية التي أسست لفعل فني تبلور على شكل فرق مسرحية: “المسرح القطري” و”الشعبية للتمثيل”، ومن ثم “فرقة الأضواء” و”فرقة مسرح السد”، وتحدث زينل عن دوره شخصيًا في دمج هذه الفرق كل اثنتين في واحدة.

 

يذكر – وبحسب ما نشر في عدد من المطبوعات ووسائل الإعلام- أن فرقة المسرح القطري التي تأسست في عام 1972 هي أول فرقة رسمية معتمدة من الدولة للمسرح في قطر، وقد قامت هذه الفرقة بتقديم العديد من العروض المسرحية خلال مسيرتها، حيث إنها قامت، حال إنشائها، بتقديم مسرحيات عانس وسبع السبيع في عرض مسرحي واحد، وهاتان المسرحيتان من تأليف عبد الله أحمد وإخراج محيسي وعبد الله سمهون على التوالي.

 

كما قدمت عام 1973م مسرحية خارج من الجحيم من إخراج عبد اللطيف سمهون، وتبعتها مسرحية من طول الغيبات عام 1974م من تأليف خليفة السيد.

 

وقد شاركت هذه الفرقة في المهرجانات المسرحية العربية، حيث شاركت في مهرجان دمشق الخامس للفنون المسرحية عام 1975م بمسرحية مرة وبس، وشاركت في ذات المهرجان – السابع- عام 1977م بمسرحية إلى أين من تأليف عبد الله أحمد وإخراج هاني صنوبر.

في عام 1974م قامت فرقة مسرح السد بتقديم باكورة أعمالها بيت الأشباح من تأليف غانم السليطي وإخراج مصطفى أحمد.

 

وقامت هذه الفرقة، بتقديم العديد من العروض المسرحية المتميزة، حيث قدمت علتنا فينا عام 1975م عن قصة لتوفيق الحكيم وإخراج مصطفى أحمد، وتبعتها مسرحيات أخرى مثل: خميس في باريس والسر المكتوم من تأليف سامي المناعي وخليفة عيد الكبيسي، وإخراج بدر الدين حسنين ومحمد أبو جسوم على التوالي.

 

وهناك فرقة الأضواء التي ترجع بداياتها إلى عام 1966م، وأسسها الموسيقار عبد العزيز ناصر، وكانت فرقة موسيقية غنائية قبل أي شيء، إلا أنها كانت تقدم بعض اللوحات والإسكتشات المسرحية الارتجالية في فواصل فقراتها وكانت تضم العديد من الفنانين المسرحيين والموسيقيين الذين أصبحوا نجومًا في الحركة الفنية فيما بعد، وفي عام 1974م أشهرت فرقة الأضواء كفرقة مسرحية تابعة للدولة، وقامت هذه الفرقة بتقديم العديد من التمثيليات المسرحية من مثل عطيل وطبيب رغم أنفه لشكسبير وموليير، كما قدمت مسرحية الزوج العازف من تأليف تيسير طبيشات وإخراج مصطفى أحمد عام 1976م.

 

وقدمت عام 1979م مسرحية السالفة وما فيها من تأليف وإخراج محمد عواد.

وقد أخذت الدولة في دعم هذه الفرقة وتشجيعها على المضي في طريق تقديم العروض المسرحية المتميزة. وفي سبيل ذلك تم تجهيز صالة للعرض باسم مسرح قطر الوطني عام 1982م وإنشاء فرقة مسرحية لتقديم العروض المتميزة، وغير ذلك من الأنشطة والمشاريع الهادفة إلى تشجيع المسرح العربي في قطر.

المصدر: الراية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى