الجسرة تنفرد بنشر رواية صابرين فرعون “رواية قلقة في حقائب سفر” (4)

الجسرة الثقافية الإلكترونية -خاص-
أتراها الحروف ترقص على ندباتٍ قديمة
أم أطياف معزوفات الريح تطرق أبواب الكنعانيات ؟
قيّد البرد النوتات عند أول منعطفٍ ، ولم تصدق التفاحة البياض الذي اجتاز أمنيات الجارات على الرصيف في خطفهن قلب الملك .. كانت أحلامهن أسرع من البرق وأغبى من تذكر أن ظلال الطريق معتمةٌ ..
كان عطرك يفوح من القطة البيضاء ذات العينين الخضراوين ، فلم أستطع أن أتمالك نفسي وإنما شرعتُ أهرب ، أركض وأتلاشى داخل ألمي ..
غافلت تعويذتي ، أُخفي آثار قدميّ لكني انزلقت وكسرت رجلي حينما غافلني الشوق وأنا نصف وطنٍ من دونك ..
قُدت قمصانك وكنتَ في تهمة العشق براء ، إحداهن تركت البوصلة وبعض الدماء وما كادت تخرج من إحدى حجرات قلبك الأربع حتى وقعت و”لحسها الشيطان” وكان افتراؤها منها براء ..
كل غرف الطوارئ كانت شاغرةً تلك الأيام ، لم يكن من متسعٍ لضحيةٍ أخرى لبرد القلب .. كنتُ على وشك تلقين صاحبة الشعيرات أنصاف الشقراء التي وضعتها متعمدةً على وسادتي درساً لن تنساه ولكن عندما قارنت الشعيرات وجدتها منتوفةً من شعرٍ مستعار ، لم تفلح مكيدة “الجارة ” التي تركت اسمها الحقيقي مع رقم هاتفهه للاتصال عليه في استثارة غضبي .. يبدو أن العالم العربي بحاجةٍ لطبيبةٍ “أنثى” بتنورةٍ حمراء قصيرة خريجة دورة “مونكير وبودكير” لمعالجة تساقط الأظافر المصنوعة خصيصاً لخدش القلوب العاشقة ،أحببت صاحبة الخصل أنصاف الشقراء ، فالحب داءٌ شافٍ لغيرة الماكرات ..
الاحتمالات الكثيرة تجعل من الاختيار قناعة ، ترجيح الاحتمال لما يشبه الحقيقة هو أقرب هذه الخيارات ، فلا حقيقة تعبرها الريح ويسلم منها القلب .. القلب وجبةٌ سهلةٌ للريح نقسمه لكل الحقائق التي نحتاج سماعها من شفة الرصاصة كي لا نموت غدراً .. كل الألواح معلقةٌ بسقف الألوان ، لا حقيقة لها ولا كذب ، كل دمها ملحٌ أبيض أو أسود ، من يعلم حقيقتها ؟! كل حبات المسبحة “تفرط” لحظة حقيقةٍ ويبرأ القلب ،
هذه الحقائق تتغذى من الأكاذيب التي تكبر حينما يعود البعض لارتدائها بعد ترك طعنات فيمن ينظف ويقطب الجراح ، وإخفاء بشاعة ما اقترف عقله الملوث بكل الحجج والنفاق المزمن .. بعض الوجوه تتقن ادعاء البراءة ورسم الطفولة على قناع الوجه بمهارة ، وكأنهن لم يكن زليخات ، وعلى الطرف الآخر الإيمان بقداستهن لأنهن ببساطةٍ يعرفن كيف يتلونن ويلقين بتعاويذهن على القلب ، فيعمى ويتناولنه بعد طهوٍ أخذ وقته الكافي وصار جاهزاً للأكل !!!
مكتوبٌ على الأبواب في ممالك الهوى :
لا تعقمن الجراح ، ولا تتركوا قلوبكم في الفاترينا تُعجب بهن أنصاف المؤنث من النساء” ..”
هل كنتَ تريدني أن ألقي برأسي بعد كل هذا وذاك على صدرك الشقي الذي علقت به رائحة لبؤةٍ ومخالب قطةٍ بريةٍ يا زوجي العزيز المحب ، وقد كنت قتلتني بدل المرة مرات ؟
هذا الليل المقدس أباح لبعضهن اعتناق جيد القصيد ، وما أدركن أني أتكاثر في بريق اللوحة وطناً ، مبتوراً قلبي إلا من موسيقاك التي أخلّت توازن كيميائي وخاصرة الحرف ..
استوطنت الحمى جسدي وما كانت الحرة مكسورة الجناح لولا الغرق بين ضفتيّ سؤالٍ مسيجٍ بالحيرة ، وأصابع الشوق تدغدغ الشمس التي ضربت جذوتها الحكاية ذات ركوبٍ للموج العاتي ..
كانت حقائبي محزمةً على عتباتك وسرير الريح يهز كوابيس ليلي ،
أتحمل اتهامات اللواتي يتربصن بظلك على كفيّ ولهن أفعال الوسواس الخناس في رمي الشك في النفوس ، يحملن ما يثبت صدقهن ، فهل أدعي الغباء أو أترفع وأكتفي بصون العِشرة وأبتسم بصمتٍ كما هو واجب الزوجة في مجتمعاتنا العربية ، ألم تربهن مجتمعاتنا على الصبر على أزواجهن “لأن غداً لناظره قريب” ؟! هل منحتَ قلبي صك بيعٍ من أجل نزوة عطشٍ ؟! ألم يكُ الكرز المسموم في شفاه الثعبان كافياً لأن يخبرك عن صبر أيوب الذي حشدتُه في وسائد الحلم أيها العصي عن الموت في حضن اللغة ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى