رائحة الغجري… للشاعر طارق مكاوي

الجسرة الثقافية الالكترونية -خاص-

 

كرائحة الغجر الراحلين أنا
اشتمُّ حديقة شعرك حين تنامين قربي
أعود لعشرين عاما هرعن
لكي يترتب ظل الشوارع فينا وأعمدة الكهرباء التي ضوأت حلمنا في القصيدة
كي اتهادن مع عرق الزنبقات الخجولة في رداء
المزهرية
هنا تخرج الريح تعلن رغبتها
في التزاوج فوق بيوت القرى، فيشعل اصحابها خشب السنديان لكي يهدأ الحب قليلا.
ومن ريحة العطر تهرب من خشب البيت سنونوة، ترسم وجه المغني الذي يقطع الدرب أغنية إلى أرض سميراء
وما لي انا اذ
تحط رحال القصائد
في جذوة العمر
ما لي اذا خالفتني الدروب لعمان
وانتبه القوس الذي يجر على الصوت
لريح الجنوب
التي تتقول عني.
بنصفي أسى
ونصفي هبوب
لعل الرعاة الذين يزفون دمي
إلى طلحة
تقسم الدرب كما مخدعين جميلين
لصوت بعيد يقرب لهفة العاشقين
كالاغاني التي يسربها طلال مداح.
وويلي من الشعر
اذ يتدلى
وصار قريبا على مقطف القربِ
ولاحْ
ساترك هذي الخطوط الصغيرة للسر
فكل الذين يسرون أشياءهم
يتركون عنوانيها بالدموع
وتمعن في رسمهم لحظة الانفضاحْ
تماديت في الحب حتى تخلع صدري
وبابي الرمادي ينأى عن البيت
يبتعد البيت عن أهله الراحلين
ويترك أحلامهم في مهب الرياح
أعود إلى شارع كان يمسك صفصافة كي تظل
وكي لا تعود إلى أهلها
أعود إلى سروة تحاول مسك الرصيف
تُعلم بيت الطفولة، رسم الغيوم، وشكل الصباح
لأهمس بيني وبيني
ألا كل شيء صحيح هنا
كل شيء ينام على حاله
غير أن المسافات تفقد شيئا بعيدا عن الحس
بعيدا عن الرسم في دفتر الحدس
بعيدا عن الغائبين عن القادمين
عن الهوى والمدى والجراح
لعلي أعود لعمان
لعلي أظل هنا
تائها في اللغات القديمة
أو وترا في الجبال التي
تتنهد حين تراني
مثقلا
وتئز على مقتل من غنائي
صغار الرماح

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى