آية طيبة … طفلة ومراهقة وسيدة في ممثلة

الجسرة الثقافية الالكترونية

أمين حمادة

تحجز الممثلة اللبنانية آية طيبة (28 سنة) مكانها في الدراما اللبنانية والمشتركة، بأدوار منوّعة وتتراوح بين المشاركة والبطولة، على رغم تجربتها القصيرة، وأعمالها المعدودة نسبياً لكنها كانت من بين الأفضل فنيّاً أو مشاهدةً. تعترف الفناّنة الشابة بابتسام الحظ لها منذ بداية مسيرتها في عام 2012، قائلةً: «نعم أنا محظوظة، فمجالنا قائم على الفرص، من يلتقط الفرصة في الوقت المناسب يستمر». وتروي قصة دخولها عالم التمثيل مصادفةً: «رأتني الفنّانة القديرة كارمن لبّس خلال تحضير الجزء الأول من مسلسل «العائدة»، فطلبَت من المنتج زياد شويري إعطائي أحد الأدوار التي تلائمني وفق ما لاحظَت، ترددت كثيراً قبل أن أوافق، لكن النتيجة كانت بأن أثبت موهبتي، فحاز دوري في الجزء الثاني مساحةً درامية أكبر».
ورداً على سؤال حول قبولها بمعظم الأعمال التي تُعرض عليها من أجل تحقيق انتشار أوسع، تجيب طيبة: «على رغم عدم وصولي إلى حيث أطمح حتى الآن، فأنا لا أقبل أي دور ليس قوياً وله انعكاساته الدرامية في العمل ككل، بغض النظر عن حجمه، رفضت بطولة فيلم سينمائي أخيراً، لأن النص دون المستوى برأيي».
ولا تعتبر طيبة أن عدم مجيئها من خلفية أكاديمية نقيصة، على أهميتها، بل تصّر على تعويضها باجتهادها وموهبتها واستفادتها من أهل المهنة. تقول: «حفزّني ذلك لأبذل جهداً أكبر، في «ولاد البلد» (2013)، لم تكن أي خبرة تُذكر تشكلت لديّ، لكنني ذهبت الى البقاع وجالست النساء هناك وسجّلت طريقة كلامهن لأتعلم اللكنة وأتدرب عليها لأعطي دوري حقه، وفي «علاقات خاصة» (2014) تعلمت من المخرجة رشا شربتجي الكثير من التقنيات، مثلاً كيفية البكاء في المشاهد من دون أي مواد خاصة». وتلفت إلى حرصها على تطوير ذاتها دائماً: «سابقاً كنت أتمرن وحدي، لكنني بدأت أخيراً بالخضوع لدورات تدريبية خاصة من أساتذة في التمثيل، كما انني عملت كثيراً على النطق السليم ومخارج الحروف التي تحسنت كثيراً».
وتسافر طيبة قريباً إلى فرنسا حيث يشارك الفيلم الذي أدتّ بطولته «أعمى الكاتدرائية» «L’aveugle de la cathedrale» المقتبس عن الرواية الفرنسية للكاتب اللبناني فرج الله حايك ومن إخراج نادين أسمر، في «مهرجان كان» السينمائي عن فئة الأفلام القصيرة، بعدما شارك في مهرجانات عالمية. تؤدي طيبة في تجربتها السينمائية الأولى شخصية «هالة» (14 سنة) المراهقة المسلمة التي تعشق شاباً مسيحياً على «خطوط التماس» في الحرب الأهلية اللبنانية. يشير هذا الدور إلى تمتع طيبة بملامح وجه وجسد تساعدها على تجسيد أدوار بفوارق عمرية شاسعة. ترى أن شكلها نعمة تشكر الله عليها، موضحةً: «لا أتمتع بجمال صارخ يضعني في قالب واحد او يجلب لي الإتهامات باستغلاله، بل اتمتع بملامح بريئة نسبياً وربما طفولية، لكنها طيّعة وقابلة بفعل المكياج والشعر والإكسسوارات لأداء شخصيات بمراحل عمرية متقدمة، أنا أديت الطفلة والمراهقة والشابة والسيدة».
يُعرض حالياً لطيبة مسلسل «سمرا» على شاشات عربية، حيث تقدّم شخصية الشابة الساذجة «ميمو» في دور تعتبره الأصعب في مسيرتها حتى الآن: «كان عليّ أن أغير صوتي وتعابير وجهي، إلى جانب إضافة مسحة من الكوميديا، كنت خائفة منه جداً». وتشدّد طيبة على تعبها النفسي وقلقها بسبب مشهد اغتصاب في العمل من قبل شابين، علماً ان المشهد حُذف عند العرض على بعض الشاشات. تقول: «الفارق مخيف بين الإبتذال والجرأة، وبين المهنية والإباحية في مشاهد حسّاسة كهذه، إذ بعد وجوب استنادها فنياً إلى مبرر درامي بدرجة لا تقبل الشك، تعتمد أيضاً بالتساوي على الممثل وكادرات الكاميرا والزوايا التي أخذتها، بخاصة أننا رأينا تجارب مماثلة تلقّت هجمات عنيفة ضد اسماء مهمة»، مضيفةً: «كان المشهد صعباً، كنت متوترة جداً، أعدنا المشهد أكثر من مرة وأذيت نفسي، لكن شربتجي ساعدتني وأراحتني كثيراً».
وتكشف طيبة عن تحضيرها للمشاركة قريباً في بطولة مسلسلين للموسم المقبل من إنتاج شركة «أونلاين بروداكشن»، هما «المحرومين» من كتابة غريتا غصيبة، و «بيانو» من كتابة نور شيشكلي ومازن طه. وتؤكد تفضيلها المشاركة في «الأعمال التي تدخل الواقع اللبناني ولا تنفصل عنه»، لافتةً إلى أن «المحرومين مستمد من واقعنا في شكل كبير». وفي حين ترى أن هناك تقصيراً في الانتاج اللبناني من جهة الأعمال اللبنانية البحتة ذات الجودة، تعتبر أن الخلل بالدرجة الأولى «يكمن في النصوص المكتوبة ايضاً».

المصدر: السفير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى