ابن رشد الشخصية المحورية في ‘أبوظبي الدولي للكتاب’

سيكون الفيلسوف العربي الإسلامي ابن رشد الشخصية المحورية في معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته السادسة والعشرين.
وينطلق الأربعاء المعرض بمشاركة 1260 عارضا من 63 دولة ويستضيف أكثر من 600 كاتب و20 رساما من أنحاء العالم.
وأبوالوليد محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أحمد بن رشد يطلق عليه ايضا اسم Averroes.
واشتهر باسم ابن رشد وهو مواليد 14 ابريل/نيسان 1126م، وتوفي في 10 ديسمبر/كانون الاول 1198م، بمراكش.
وهو فيلسوف وطبيب وفقيه وقاضي وفلكي وفيزيائي.
ونشأ ابن رشد في عائلة تعتبر من أكثر الأسر وجاهة في الأندلس، وحفظ موطأ الامام مالك، وديوان المتنبي.
ودرس الفقه على المذهب المالكي والعقيدة على المذهب الأشعري.
ويعد ابن رشد من أهم فلاسفة الإسلام. ودافع عن الفلسفة وصحح للعلماء وفلاسفة سابقين له كابن سينا والفارابي فهم بعض نظريات أفلاطون وأرسطو، واشتغل في مهنة الطب والقضاء.
تولّى ابن رشد منصب القضاء، وأقبل على تفسير آثار أرسطو، تلبية لرغبة الخليفة الموحدي أبي يعقوب يوسف. وتعرض الفيلسوف المشهور وقتها في آخر حياته لمحنة حيث اتهمه علماء الأندلس والمعارضون له بالكفر والإلحاد ووفاه الاجل المحتوم في مراكش.
ويرى ابن رشد أن لا تعارض بين الدين والفلسفة، ولكن هناك بالتأكيد طرقاً أخرى يمكن من خلالها الوصول لنفس الحقيقة المنشودة.
ويؤمن الفيلسوف الاسلامي بسرمدية الكون.
ويرى ابن رشد أن لديه طريقتين لمعرفة الحقيقة.
وتستند الطريقة الاولى على معرفة الحقيقة بالاعتماد على الدين المعتمد على العقيدة وبالتالي لا يمكن إخضاعها للتمحيص والتدقيق والفهم الشامل. ويعتبر ان الطريقة الثانية تتمثل في الوصول الى الحقيقة عبر التفكير والفلسفة.
وله مؤلفات عديدة في المجالات الفلسفية والطبية، والفقهية والادبية واللغوية، لكنه اختص بشرح التراث الأرسطي.
ومن اشهر مؤلفاته “بداية المجتهد ونهاية المقتصد في الفقه” و”مناهج الأدلة”، وهو من المصنفات الفقهية والكلامية في الأصول.
ومن كتبه “فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال”، وهو من المصنفات الفقهية والكلامية.
وقد أكد فيه ابن رشد على أهمية التفكير التحليلي كشرط أساسي لتفسير القرآن الكريم.
ومن مؤلفاته كتاب “تهافت التهافت” الذي كان رد ابن رشد على الغزالي في كتابه “تهافت الفلاسفة”.
بالاضافة الى كتب “الحيوان” و”المسائل” في الحكمة و”جوامع كتب أرسطاطاليس” في الطبيعيات والإلهيات.
وقد ركز على شرح كتب ارسطو على غرار “ما بعد الطبيعة” (الميتافيزياء) و”البرهان” أوالأورغنون وكتاب “المقولات”.
ويقدم المعرض جناحا خاصا للفيلسوف والعالم العربي وندوات متخصصة تتطرق الى أفكاره ونظرياته.
ويستمر معرض أبوظبي الدولي للكتاب في الفترة من 27 نيسان/أبريل إلى الثالث من أيار/مايو بمركز أبوظبي الوطني للمعارض.
وتقام أجنحة المعرض على مساحة 31962 مترا مربعا بزيادة نسبتها 10 بالمئة عن العام الماضي.
وتحل إيطاليا ضيف شرف دورة هذا العام ببرنامج ثقافي وفني ثري يضم مجموعة كبيرة من المفكرين والأدباء والناشرين والصحفيين.
ومن بين ضيوف المعرض من إيطاليا الكاتب دوناتو كاريسي والصحفية بياتريس ماسيني والروائية ميكيلا مورجيا والرسام أليساندرو سانا.
وتتوزع أنشطة المعرض بين “ركن الإبداع” و”البرنامج الثقافي” و”البرنامج المهني” و”قسم الرسامين” و”عروض الطبخ” إضافة إلى “سينما الصندوق الأسود”.
ويجري على هامش المعرض تسليم جائزة الشيخ زايد للكتاب بفروعها الستة في أول أيار/مايو والتي سبق وأعلن عن أسماء الفائزين بها في السادس من أبريل/نيسان.
أطلق المعرض الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أول رئيس لدولة الإمارات في 1981 باسم “معرض الكتاب الإسلامي” ثم ما لبث أن تحول إلى “معرض أبوظبي الدولي للكتاب” في 1986 واكتسب صفة دورية سنوية منذ 1993 وتم نقله إلى مركز أبوظبي الوطني للمعارض.
وتقول هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة إن المعرض استقبل في العام الماضي 265 ألف زائر.
(ميدل ايست اونلاين)