قصائد تتوهج بصور خلابة في بيت الشعر

الجسرة الثقافية الالكترونية-الخليج-
احتضن بيت الشعر في الشارقة، مساء أمس الأول، أمسية شعرية، أحياها الشعراء: خالد الحسن “العراق”، محمد البياسي “سوريا”، سعيد يعقوب “الأردن”، قدمت لها الشاعرة الإماراتية الهنوف محمد، وحضرها مدير بيت الشعر محمد البريكي .
بداية، استطاعت مقدمة الأمسية التجسير مع الجمهور، من خلال لغة سردية مدهشة، ساورها الشعر، حيث عرفت بالأصوات الشعرية المشاركة، ليقرأ الحسن، أول شعراء الأمسية، أربع قصائد، هي: “ابن زريق يحاول مرة أخرى”، “حكاية الليل المنفي”، “مرآة لحلم هارب”، “مسلة الطوفان”، وقد بدأ الشاعر قادراً على المحافظة على المواءمة بين البنيتين الإيقاعية والشكلية، وهي من أهم شروط المعادلة الشعرية، فالتفعيلة استطاعت أن تكون أداة ضمن العمارة الشعرية التي راحت تتوهج بصورها، من خلال لغة منحازة إلى لحظتها الحديثة، وإن كانت سطوة العمود الذي لم يحضر كانت تلوح بين حين وآخر، يقول في قصيدته “ابن زريق يحاول مرة أخرى”:
لا/ تعذليه/ فإن الليل يخدعه/ بحب ليلى/ ينفى/ إلى سدرة أخرى/ بهاجسه طفل السماء/ ستسقي الغيب/ أدمعه/ يبكي/ فتشتعل النايات/ في دمه عزف كدرب/ ظلال الحبر تقطعه/ ويرتمي في صحاري الحرف .
وقرأ محمد البياسي عدداً من النصوص منها: “باختصار”، “تأبطت هجراً” وغيرها، تراوحت بين العمود والتفعيلة، وبدا واضحاً تمكنه من تطويع الموسيقى في خدمة نصوصه، من خلال لغة بسيطة، شفافة، تضع متلقيها نصب عينيها، عبرطرح قضايا أقرب إلى عوالمه، لاسيما الوجدانية منها .
وما يميز النصوص التي قرأها الشاعر عفويتها، وابتعادها عن التكلف، بل ثقته الواضحة بأدواته، يقول في قصيدة “باختصار”:
نعم/ أنا مغرم/ حتى النخاع/ فما للشك/ من سبب/ و . . . .داع/ أنا . ./ ما هكذا/ كانت جنودي/ ولا . . . كانت قلاعي
شراعي / قد نقشت عليه حبي/ فكيف نفيت عن سفري/ شراعي/ إلى عينيك/ أبحربي جنوني/ وأسلمني/ إلى درك/ وقاع .
وطغى طابع الوجد والحب على القصائد القصيرة التي قدمها سعيد يعقوب وهي: “إلى حسناء شاكية”، “إلى حسناء بسيطة”، “أغلى”، “تحية مسائية”، “الوداع” والتي جاءت على العمود الشعري، يقول في قصيدته “إلى حسناء شاكية”:
وشكت إلي وفي العيون مدامع
كالطل يلمع في جفون النرجس
لم ألق صاحبة إذا صاحبتها
إلا افتقدت حضورها في مجلسي
ما سر ذاك وما أتيت إساءة
من كان مثلي ليس يعرف أن يسي
وأنا أرق من النسيم إذا سرى
وأشف من خمربأصفى الأكؤس
فأجبتها وأنا أمرر إصبعي
بوداعة من فوق خد أملس
إني أعيذك من عيون حواسد
نظرت إليك ومن شروق الأنفس .