‘مختارات من شعر المقاومة الفلسطينية’ يوثق مبدعي عرب الداخل

عن الاتحاد العام للكتاب العرب الفلسطينيين صدر كتاب مختارات من شعر المقاومة الفلسطينية في الداخل “48”، من إعداد وتقديم رئيس الاتحاد بدعم من اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم الشاعر سامي مهنا وبوساطة الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين.
ويعتبر هذا الإصدار خطوة أولى ضمن سلسة أنشطة وفعاليات قادمة تنفيذا لاتفاقية التعاون بين الأطراف بدعم من اللجنة الوطنية ترسيخا لوحدة الجغرافيا الفلسطينية والثقافة الواحدة والاهتمام بكتاب ومبدعي الداخل الذين غيبوا لسنوات من التواصل الفعال والتهميش الذي طال الحركة الثقافية في الداخل سواء عمدا أو جهلا.
يتضمن الكتاب 126 مختارة شعرية لشعراء فلسطين 1948، الذي يوثق اسم وتاريخ الميلاد وتاريخ الوفاة، واسم المدينة او القرية التي ينتمي إليها الشاعر أو الشاعرة.
ورأى رئيس الاتحاد العام للكتاب العرب الفلسطينيين سامي مهنا في تقديمه للكتاب أن شعر المقاومة الفلسطينية كما اطلق عليه الأديب الشهيد غسان كنفاني، أثر وما يزال في السياق النضالي للفلسطينيين، كما أنه يعمل على تثبيت وترسيخ الهوية والانتماء، وشحن وشحذ وبلورة وتعميق المشاعر الوطنية والقومية والإنسانية، وقد ساهم في ابقاء الروح الفلسطينية حية وجامعة رغم التشظي الرهيب الذي أصاب جسدها.
وكتب مهنا عن أدب المقاومة قائلا “من المفارقات التاريخية، أن تشتعل شرارة شعر وأدب المقاومة بعد نكبة العام 1948، من داخل الأرض المحتلة، وفي ظروف عزلة وانقطاع تام عن باقي أبناء الشعب الفلسطيني، وحتى عن أبناء شعبنا في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، قبل احتلالهم، وذلك بعد سنوات قليلة بعد تهجير الجزء الأكبر من الشعب الفلسطيني، وهدم مئات القرى، والقضاء على المدن والمدنية الفلسطينية، وقبل تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية ايضا”.
وأضاف “وهذا هو الدليل القاطع، الذي ينفي الرواية الصهيونية، ‘شعب بلا أرض، لأرض بلا شعب’، والتي تحولت لشعار ما يزال يردد حتى الآن لتبرير جريمة النكبة، التي شاركت فيها قوى عظمى، اهتمت بإبقاء يد الاستعمار وسيطرتها في الشرق الأوسط والعالم العربي قائمة”.
وأردف رئيس الاتحاد العام للكتاب العرب الفلسطينيين “لا يمكن ان تنشأ حالة إبداعية ثقافية من فراغ، فشعر وأدب المقاومة عامة كان استمرارية لحالة ثقافية، لها وزنها النوعي عربيا في فلسطين التاريخية، فحيفا ويافا على سبيل المثال كانتا، من المدن المهمة ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا، على المستوى العلام العربي، كمدن مستقطبة ومنتجة للثقافة والحضارة، ونكبة العام 1948 بكل وطأتها وكوارثها ومخلفاتها وتداعياتها، لم تخمد الروح الوطنية والقومية والإنسانية، ولا الجذوة الثقافة، ولا روح وسياقات الإبداع أو فعل المقاومة، وربما تكون من مفارقات القدر، أن تحمل فئة بشرية قليلة العدد، داخل حصارها الجغرافي والثقافي والاقتصادي والسياسي والاجتماعي، هي الراية العالية، التي سميت بشعر المقاومة، والتي ألهمت مثقفي الوطن العربي وأحرار العالم، وما تزال”.
وتعد المختارات هي الأولى التي تعطي الصورة شبه الكاملة عن الحالة الشعرية الفلسطينية، بكل أجيالها، من الرعيل الأول، حتى جيل الشباب الحالي، لتكون شهادة اخرى على إصرار الشعب العربي الفلسطيني بالتمسك بهويته وانتمائه، وحقوقه والسعي لحريته، ومقاومته للاحتلال وسلب الأرض، وتزوير التاريخ والرواية، وتحريف الواقع.
(ميدل ايست اونلاين)