خفاش في مؤسسة حكومية

خاص (الجسرة )

*محمد السيد حسانين

 
كعادتي، لا أستطيع أن أمكث في مكتبي كثيرا، فعملي كصحفي يجعلني دائما أتحرك فى كل الأماكن باحثا عن خبر أو قصة.
خرجت أتحدث مع عمرو المصور بالأستوديو، والصديق الحميم،كانت تلك هي بداية أحداث القصة، تقريبا في العاشرة صباحا، عندما بدأ الموظفون والإداريون في الخروج من مكاتبهم، يتبادلون الجرائد والمجلات ويقومون ببعض تمارين (الايروبكس الحكومي) وفى مؤسستنا الصحفية يتم أيضا تداول الأخبار التي طالعوها منذ قليل في الجرائد.
وسط الطرقات تجمع مجموعه من الزملاء، في بادىء الأمر ظننتهم يضحكون أو يقرأون الأخبار المعلقة علي الحامل المخصص لها.
كالعادة، تملكني الفضول، وبخطوات سريعة كنت أقف وسطهم، ولأنني من الشخصيات المشهورة (ههههه) حدثنى وائل (موظف السويتش وعبقري كمبيوتر ويحب السيارات مثلي)، قال لي: خفاش فى مؤسسة حكومية!.
قالها وهو يشير إلي أعلي،بالطبع، تملكني الخوف بمجرد أن رأيته، ولأنني كالعادة، أخاف من كل شىء، أخذتني رجلي سبع أو ثمان خطوات إلي الخلف، ثم تمالكت نفسى وقلت بصوت عال منزعج: اتركوه حتي لا يلتصق بأحدكم، فالمثل الشعبى يقول ( زى الوطواط مايطلعش ولا بالطبل البلدي )، ثم تركتهم، وبدأت أتابع الأمر من بعيد .. بعيد.. جدا جدا جدا.
لكننى لم أترك المكان. عندما أحضروا سلما خشبيا، قرأت على الفور أنهم سوف يهاجمون الخفاش، رغم أن ذلك الضعيف لم يوجه لهم أى إساءة، فكل ذنبه اسمه الذي يزعج البعض، أخذ السؤال يلح على، ما الذى آتي بخفاش لمؤسسة حكومية؟، ولأنني إنسان سلمي بطبعى تركتهم ودخلت مكتبي، علي رأي المثل (ياخفاش لا تقرصني ولا عايز عسل منك ) قصدي يا نحله طبعا، بعد لحظات وجدت محمد ( شاب نحيف ) أحسده لأنه لا يمتلك كرشا مثلي، وأيضا مازال شعره كثيفا لم يتطاير بفعل الزمن، كان في يده كيس أسود فتحه قليلا وهو يقول “شوف الخفاش”،كان الخفاش معه بالفعل، ثم ذهب هو وزميلى محمد فتحي المصور إلي الشباك وأطلقا سراحه. بعدها عاد محمد فتحي وأراني الفيديو الذي صوره للخفاش.
صار محمد بعد تلك الحادثة قبلة السائلين عن الخفاش.. وظل الخفاش قصة تروى ..وسؤال يتردد..هل يمكن أن يخترق خفاشا مؤسسة حكومية؟..هل القصة حقيقية؟. وكعادتى..كنت أؤكد القصة دائما، وأضحك ممن يقولون أن حكاية خفاش المؤسسة الحكومية قصة من خيال البعض.

 

  • كاتب وإعلامي من مصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى