صادق جلال العظم في «الجديد»

 

عدد جديد (19) من مجلة «الجديد» الصادرة في لندن وفيه يتلاقى جمع من الأقلام العربية بين نصوص إبداعية وأخرى فكرية وحوارات ونقد وسجال في الأدب والفكر والفن، وتتطلع كلها إلى ما هو جديد في الإبداع والتفكير.
في ملف العدد المنشور تحت عنوان «شيطنة الآخر: إسلامات وحداثات وحاضر عالمي مضطرب» خمسة أقلام عربية هي: أحمد برقـــاوي، خلدون الشمعة، عبدالرحمن بسيسو، نجيب جورج عوض، ربوح البشير. وتتـــصــــدى المقالات لإشكالية العلاقة بين الأنا والآخــــر انطلاقاً من موضوعات ومسائل شتى، هي على قاب قوسين من المشكلات المتفاقمة التي باتت تحكم هذه العلاقة وتهددها على نحو جديّ، من خلال بحث عميق في قضايا طالما حكمت العلاقات الثقافية والسياسية والاقتصادية بين العرب والغرب، وشكلت مادة للاستقطاب والتفكير والصراع.
في هذا الملف تواصل «الجديد» مناداة المفكرين والمبدعين العرب للتشاكل عبر صفحاتها مع جملة من القضايا والملفات الشائكة المطروحة على العقل العربي، كما هي مطروحة على المفكرين في الثقافات المجاورة وبينها الثقافة الأوروبية، التي لم تشهد مجتمعاتها اشتباكاً عنيفاً وإشكالياً مع العرب والمسلمين، كالاشتباك الحاصل في لحظتنا الحاضرة، وقد بلغ ذروة من الخطورة التي باتت تهدد كل الجسور التي حاول الشرق أن يبنيها مع الغرب، والعرب مع العالم على مدار أكثر من قرن.
إلى جانب نصوص أدبية في الشعر والقصص واليوميات، وإلى جانب الخواطر الفكرية والأدبية والأفكار والرسوم ومراجعات الكتب، يضمّ العدد حوارين الأول فكري مع صادق جلال العظم تحت عنوان «لعنة التحريم» والثاني أدبي مع الشاعر النيجيري أوشي ندوكا تحت عنوان «وراء القصيدة» وإلى جانب الحوار مختارات من شعره.
وجاء في افتتاحية العدد التي كتبها الشاعر نوري الجراح رئيس تحرير المجلة وعنوانها «الإقامة في جغرافية المتاهة: الأسئلة الطائشة والفرد المغلول والجماعة التائهة: «لا تتوقف الثقافة العربية عن طرح الأسئلة. وهي غالباً أسئلة كبيرة وباهظة، لكونها في كل مرة ومع كل نقاش فكري أو جمالي تطاول مرة واحدة الأفكار والمصطلحات والقضايا ومشكلات جمة تتصل بالعملية الجمالية والمغامرة الفكرية والإبداعية من جهة، ومن جهة أخرى بمستويات تطاول مجمل المنظومة المعرفية وعلاقة المجتمع بالثقافة والثقافة بالمجتمع والتاريخ.
ولكــــن هل ازدحام الأسئلة وتكدّسها وتحوّلها في ذاتها إلى مشكــــلة عويصـــة فـــي حيــاة المثقــــفين والمبـــدعين، هـــو أمـــر طارئ علـــى الثقـــافة العربية أم هو علة كامنــــة في صلـــب هذه الحركة لأسباب اجتــــماعية وتاريخية لم تظهَّر كلها، وتحتاج إلى درس متعمق من جانب المؤرخين والمفكرين وأهل القلم؟
من تجاربنا في الحياة العربية نرى أن ما من نقاش في قضية مهما صــغرت أو كانت جزئية، إلا ويقود إلـــى شبكة من الأسئلة الكبرى المعقدة المــرجأة والمراوحة، كما الحياة العربية المرجأة والمراوحة في أمكنتها، بل والناكصة المتقهقرة إلى ما دون السؤال والجواب معاً. وهو ما ظل يضع الجميع أمام جدار عال يسد السبيل على السائل والمتسائل ومعهما جمهور عريض من الأحياء المنتظرين عند فتحة النفق، إن لم يكونوا من الذين احتلوا لقرن من الزمن رقعة المتاهة العربية.
وجاء في كلمة الناشر هيثم الزبيدي في الصفحة الأخيرة وعنوانها «الأسيران، المثقف والمفكر»: «ثمة الكثير من الأسئلة التي يطرحها المثقفون والمفكرون في الغرب. الأسئلة حافلة بالتنوع في شكل تحتاج إلى تصنيفات ملونة مثل درجات قوس قزح. هذا ما يجعل المجال الثقافي والفكري ثرياً جداً، ومنابره متنوعة وملونة».

(الحياة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى