«بيروت أند بيوند».. البحث عن مشاهد موسيقية مغايرة

فاتن حموي

جمعية «بيروت أند بيوند»، منصّة مستقلّة تعمل على تطوير الموسيقى في العالم العربي، وهي مساحة عرض ومكان للتلاقي والتبادل والحوار، مع التركيز على تعزيز المواهب على الساحة الموسيقية المستقلة. يهدف مهرجان «بيروت أند بيوند» إلى دعم النمو الفني وتأمين فرص لجولات الفنانين الدولية، وإيجاد حلول من شأنها تلبية الاحتياجات الملحّة للموسيقيين المستقلين الشباب في المنطقة العربية، كما يشكّل المهرجان فرص تواصل وتشبيك للموسيقيين مع شخصيات مهمة في قطاع الموسيقى العالمية. يمتدّ المهرجان في نسخته الرابعة التي لعب فيها الفنان وائل قديح «ريّس بيك» القيّم الفني فيها من الخميس في الثامن من كانون الأول حتى الأحد 11 منه.
تشدّد رئيسة المهرجان أماني سمعان لـ «السفير» على أنّ من بين أهداف الجمعية تطوير الثقافة الموسيقية في لبنان والعالم العربي من خلال الحفلات وورش العمل والإقامات الفنية، «لسنا معتادين في العالم العربي على فكرة الإقامة الفنية، مع العلم أنّها تعطي مساحة للموسيقيين للتفكير في إنتاجاتهم ونوعية أعمالهم، كما تحفّزهم على الاختبار لفتح الآفاق أمامهم. هناك إقامتان فنيتان هذا العام لفرقة «غولة» التونسية وفرقة «لتلتة» السورية مع الرجل الحديدي وشينو، ومن خلال الإقامتين الفنيتين سيكون هناك تعاون فني وفرصة لإنتاج مشترك وجولات فنية في المستقبل».
موسيقى ميتَّمة
تعلن سمعان عن جلستَيْ نقاش مفتوحتين الأولى بعنوان «موسيقى ميتَّمة ـ الموسيقى العربية وفقر البنية التحتية» يديرها سيرج يارد يوم الجمعة في التاسع من كانون الأول من الرابعة إلى الخامسة والنصف في «دار النمر للثقافة والفنون»، «فيما تزدهر مشاهد موسيقية غنية التنوع في العالم العربي، ما يزال غياب صناعة موسيقية حيوية خارج حدود الشركات الرائجة الضخمة مستمراً. تبنى الموسيقيون بالتالي عقلية الكفاية الذاتية في إنتاج أعمالهم، ما دفعهم لمقاساة عوائد مالية محدودة. لهذا السبب، ينتهي الأمر بهم إلى اكتشاف فرص أكثر ملاءمةً في دول أجنبية. نناقش في هذه الجلسة ما إذا كان ممكناً تأسيس صناعة موسيقية في العالم العربي الراهن، ونتأمل في وضع المنظمات الموجودة بالفعل في هذا القطاع. لأي مدى تتسم هذه المنظمات بالنشاط والتجاوب؟ وما المسافة التي نبعدها عن تزويد الموسيقيين ببنية تحتية قادرة على دعمهم؟». جلسة النقاش الثانية السبت في «دار النمر» من الرابعة إلى الخامسة والنصف بعنوان «أنت ما تغنّيه ـ الموسيقى والهوية» تديرها الإعلامية ميساء عيسى، ويتمّ التطرّق خلالها إلى رؤية العالم الغربي للمجتمع العربي من خلال الموسيقى، «لو اتفقنا على أن الموسيقى هي وسيلة تعبير، هل ينعكس هذا التعبير بالضرورة على الهوية؟ وإذا كان ينعكس بالفعل، فهل من أولويات العالم العربي أن يدعم الموسيقى بهذا السياق؟ لأي مدى تُعدّ أزمة الهوية المتفاقمة في العالم العربي اليوم حاضرةً في موسيقاه؟ هل من الممكن اكتساب ثقافة ما عبر الموسيقى؟ وماذا سيكون أثر ذلك على الجماهير التي تجد نفسها في موسيقى مؤصّلة بعمق في ذاكرتها وتراثها؟»، إلى جانب جلسة مقفلة في الدار يوم السبت من الثانية عشرة إلى الثانية بعد الظهر بعنوان «لقاء الفنانين والفنانات» يُجري خلالها عشرة فنانين مقيمين ومغتربين مقابلات فردية مع المتخصّصين الدوليين الضيوف من فرنسا والنروج والأردن ومصر، لإعطائهم فكرة عما يحدث في المشهد الموسيقي المحلي، لإفساح المجال أمام تعاونات محتملة.
ورشات عمل
تضيف سمعان أنّ لـ «بيروت أند بيوند» شراكة مع «مهرجان أوسلو للموسيقى»، «الأمر الذي سهّل إقامة شراكات مختلفة منها مع «معهد العالم العربي في باريس» ستكون نتيجتها إقامة حفلات موسيقية في باريس لموسيقيين لبنانيين وعرب، وشراكة أخرى مع مهرجان»Sud a Arles» الفرنسي، بالإضافة إلى شراكة مع «Ajabu» في مالمو ـ السويد، ومهرجان «موسيقى بدون تأشيرة» في المغرب، فضلاً عن عدد من الشراكات في لبنان منها مع مهرجان «ارتجال».
يُذكر أنّ المهرجان يتضمّن ورشتي عمل الأولى مع ثلاثة عشر موسيقيًا من لبنان والعالم حول العربي حول الموسيقى الإلكترونية في «أشكال ألوان» الأشرفية من الخامس إلى التاسع من كانون الأول، والثانية في العاشر منه مع الفنانة كاميليا جبران والعازفين والمنتجين ماتس لندستروم، ودانيال أرايا من إلكترون ميوزيك استديو (السويد) بعنوان «إصغاء وتطوير» في «أونوماتوبيا ـ الملتقى الموسيقي» في الأشرفية.
إلى ذلك، دعا «دار النمر» وبالتعاون مع «بيروت أند بيوند» وضمن سلسلة اللقاءات الموسيقية «احكيني موسيقى» إلى لقاء مع جبران يحاورها الفنان العراقي خيّام اللامي السادسة مساء الأربعاء في السابع من كانون الأول والدعوة عامة.

برنامج المهرجان
ـ الافتتاح الخميس في الثامن من كانون الأول الثامنة والنصف مساء في «مترو المدينة» مع ثلاثي «وصل» المؤلّف من الفنانة الفلسطينية كاميليا جبران وعازفة الباص الفرنسية سارة مورسيا، وعازف الترومبيت ومنتج الإلكترونيات السويسري ويرنر هاسلر. العاشرة مساء: فرقة «سبيد كارافان» الجزائرية ـ الفرنسية. تضمّ الفرقة مهدي حداب (عود)، وباسكال تييه (ملقب بـ «باسكو» ـ باص)، وهيرميون فرانك (كيبورد)، ومحمد بوعمر (إيقاع وغناء).
ـ الجمعة الثامنة والنصف في «ستايشسن» مع موسيقى وصوت الفنانة اللبنانية يمنى سابا تليها العاشرة مساء «غولة» للتونسي وائل جغام، والحادية عشرة مساء فرقة «نردستان» المغربية المؤلفة من أربعة موسيقيين بقيادة وليد بن سليم.
ـ السبت الثامنة والنصف مساء في «ستايشن»، فرقة الهيب هوب السورية «لتلتة» والثنائي اللبناني «شينو × الرجل الحديدي»، تليها العاشرة مساء فرقة «ألو والا» التي تجمع مغنية الراب الهندية البنجابية من شيكاغو شيفاني ألواليا، ووحدة الإنتاج الدانماركية «كوبيا دوبل سيستيما». الحادية عشرة مساء: المنتج والمؤلف الموسيقي الأرمني ـ الأميركي باروير بانوسيان الملقب بـ «بي رو».
ـ الأحد الثامنة والنصف مساء مع الفنانة السودانية «السارة» وفرقة الـ «نوباتونز» وحفل الختام عند العاشرة مساء مع «ريّس بيك»، والفنانة البصرية رندا ميرزا في «غرام وانتقام».

(السفير)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى