مــــــــــــاذا أحدثُ عن عينيك يا حلبُ…للشاعر يوسف احمد أبو ريدة

خاص (الجسرة)
مــــــــــــاذا أحدثُ عن عينيك يا حلبُ والليل كالليل طول الليل ينقلبُ
/
والصبح يذوي كعصفور بكفٍّ فتى في كفّه الموتُ والأزهار واللعبُ
/
مـــــــاذا أحدثُ عن عينيك إذ حملتْ همّ القرونَ، وقد أودى بها التعبُ
/
ومـــــــــــــــــا أقــول لأطفالي وعائلتي والموت يمشي قليلا ثم يقتربُ
/
مــــــــــــاذا أحدثـــهم عن طفلةٍ قصفتْ بها الشوارعُ والآمالُ والحقبُ
/
فهــــل تبــالــــي إذا ما كان قاصفها بوتينُ والروسُ أو أعرابنا النجبُ؟
/
وهــــــــل تبـالي إذا ما نددتْ دولٌ بشدة القصفِ أو أزرى بها الأدب؟
/
مـاذا يقول بنو الأعراب إذ ذبحتْ بكفّ فيروزَ واستشرى بها الصخبُ
/
الغرب يقصف طول الوقت بسمتها والفرس تقصف والرومان والعربُ
/
والليل والخيل والبيـــداء تقصفها والشمس والنجمُ والأشعارُ والخطبُ
/
مــــــــــــاذا أحدث عـن عينيك يا وجــعي وقد تفرعن سفاحٌ ومغتصبٌ
/
وقـــــــــــــد تآمــر كلّ الكونِ مـــــن زمنٍ ألا يكون لنا في أهلنا نسبُ
/
ومـــــــــا عرفنا أهذا الفجــــــر ينقذنا من سطوة الليلِ أم في كفّه اللهبُ
/
من أين جاءك َهذا الرعب يا وطني والمكر والكيد والأحلاف والرهب؟
/
وكيفَ بدّل فــــــــــــــي قلبيكَ نبضُ دم ما زال تحفظه الجناتُ والكتبُ