‘اسمعي’ قصة حب بالصوت جسدها فيليب عرقتنجي بمشاهد جريئة

ليلى بسام
يواجه المخرج اللبناني فيليب عرقتنجي هيئات الرقابة والأمن العام عبر فيلم “اسمعي” الذي يعتمد في سياقه الدرامي على مشاهد وصفت بأنها حساسة وإباحية، دفعت الرقابة إلى تصنيفه على أنه فيلم للكبار فقط أي لمن هم فوق سن الرشد. وعرض الفيلم في عرض خاص مساء يوم الاثنين على أن يبدأ عرضه في دور السينما اللبنانية في التاسع من فبراير شباط بعد عرضه في إطار برنامج “ليال عربية” ضمن الدورة الثالثة عشرة لمهرجان دبي السينمائي.
ويعالج الفيلم قصة حب تقاوم من أجل البقاء من خلال رحلة في عالم الصوت وهي تدور في فلك حكاية يتقاسمها “جود” مهندس الصوت الوسيم و”رنا” الصبية التي تشكل نقيضا لشخصيته. ويقع جود في غرام رنا رغم اختلاف الطوائف والفوارق الاجتماعية ويعيشان قصة حب عاصفة ثم تتوالى أحداث الفيلم بعد ذلك. ويمثل الإغراء والإباحية عنصرا فعالا في بنية الرواية السينمائية التي يصفها مخرجها بأنها تشكل خطا جديدا في عالم السينما اللبنانية.
ويصف عرقتنجي، وهو في الخمسينات من العمر، فيلمه بأنه “قصة حب وأنا منذ زمن أرغب في أن أحكي عن قصة حب وعلى بالي أن أخبر قصة شبابية”. ويضيف المخرج “كتبت قصة مهندس صوت يحب حبيبته وهذه تختفي من يوم إلى آخر، ويعرف أنه لكي تشفى يجب أن يرسل إليها رسائل صوتية. يتفق مع أختها لكي يرسل إليها رسائل صوتية، ورسائل عن بيروت. كل شيء يسير بالصوت. هذا الفيلم ليس فقط قصة حب إنما أيضا قصة سمع”.
ومضى المخرج يقول “نظريتي أن السينما هي مرآة المجتمع والشباب اليوم البعض منهم يمارسون الجنس قبل الزواج، وهذا الأمر إذا كان واقعا فلماذا علينا أن نخبئه، وألا نتحدث عنه؟!”. ويشترط المخرج ألا تكون المسألة عبارة عن مشاهد مبتذلة، وإنما مشاهد تفيد الفيلم جمالياً وسينمائياً. وفي هذا السياق يقول “نحن لا نقصد أن نصور مشاهد إباحية”. لكن الفيلم تم منعه لمن هم تحت سن الـ18. ويؤكد المخرج “أنا تحت القانون. أمشي كما يريد القانون”.
وينتقل عرقتنجي للحديث عن تجربته قبل هذا الفيلم قائلا “قدمت ثلاثة أفلام عن الحرب والآن حان وقت الحب. ستبقى الحروب والمشكلات، فلنحدث الناس عن الحب، يجب أن نخرج من إطار الحرب”. قام بالأدوار الرئيسية في الفيلم كل من هادي بوعياش وربى زعرور ويارا بونصار، ويشارك في بطولته الممثلون رفيق علي أحمد وجوزف بونصار ولمى لوند. وتلعب ربى زعرور في الفيلم دور الحبيبة يارا، وتبدي ثقتها بدورها الجريء، إذ تقول إنها “من أول لحظة عرفت أن في الفيلم مشاهد ساخنة ويجب أن أوافق، فأنا درست التمثيل وأعرف الفرق بين السينما والواقع، ولم تكن عندي مشكلة أبدا. أعرف أيضا أن هذا الأمر سيكون موضوع جدل في لبنان”.
أما بطل الفيلم هادي بوعياش فهو مخرج شاب، يقول إنه لم يفكر طويلا في الموافقة على الدور رغم جرأته ويضيف “نحن نحكي في كل شي إلا هذه المواضيع؛ (مواضيع)الحب والجنس”. ويضيف “كل واحد فينا يتكلم في هذه المواضيع مئة مرة أمام أصحابه ومجتمعه. ليس لدي أي مشكلة في أن أمثل ما أقوله في السينما. إنه كلام الروح والجسد”.
ولا تختلف يارا بونصار في رؤيتها لتلك المشاهد عن آراء زملائها في الفيلم، لكنها تضع الإباحية في سياق خدمة المشهد وتقول “الأمر مرتبط بمسار العمل ومدى حاجة الفيلم إلى تصوير مشاهد حساسة ولا أشعر أنني يجب أن أبرر هذه الخطوة..”. جدير بالذكر أخيرا أن المخرج فيليب عرقتنجي أسس شركته الخاصة للإنتاج عام 1989 ومن خلالها أطلق فيلمه الكوميدي الموسيقي “بوسطة” بين عامي 2005 و2006، ثم فيلم “تحت القصف” عام 2008 الذي نال عنه جائزة “المهر الذهبي للأفلام الروائية الطويلة” من “مهرجان دبي السينمائي الدولي”. وأطلق فيلم “ميراث” في عام 2014 وهو عبارة عن سيرة ذاتية للمخرج.
وفي فيلم “اسمعي” كتب عرقتنجي السيناريو وتولى الإخراج وشاركه في الإنتاج الفرنسي دينيس كاروت. خلال مسيرته السينمائية أخرج عرقتنجي أكثر من 40 فيلما تتنوع ما بين الريبورتاج والفيلم الوثائقي والأفلام الشخصية والخيالية، وتدور أحداث قصصها في مختلف بلدان العالم. ونال 38 جائزة أبرزها جائزة في مهرجان البندقية السينمائي والمهر الذهبي في دبي.
(العرب)