“القرآن والفلك” يستقطب عشاق الفن الإسلامي

الجسرة الثقافية الالكترونية-الراية-
يتواصل معرض القرآن والفلك في الحي الثقافي كتارا في المبنى 19بحضور جماهيري متنوع من المسلمين وغير المسلمين مما يكشف رغبة الجميع في الاقتراب من كتاب الله وفهم آياته وإعجازه في الكون.
هذا ويضم المعرض 64 لوحة تضم 94 آية قرآنية من الذِكر الحكيم تتناول الظواهر الفلكية وإعجاز الله سبحانه وتعالى في الخلق، مرفقَة بترجمة إلى الانجليزية.وقد برهنت هذه الآيات على إعجاز القرآن في ذِكْرِ خلق الكون والكواكب والسماء وكل ما يتعلق بالفلك، ما سيرسخ لدى الزائر، سواءً كان مسلما أو غير مسلم، القناعة بعظمة القرآن الكريم ودقته العلمية في وصف الكون حيث أتى بحقائق أثبتها العلم الحديث وهو ما يؤكد أنّ القرآن الكريم هو كتاب الله المنزَّل من السماء لكلّ البشر في كلّ زمان ومكان. كما احتوى المعرض على مجموعة من المصاحف متفاوتة الحجم يعود تاريخها إلى أكثر من مئتي سنة مضت أي تقريبا إلى حقبة الحكم العثماني.
ويقدم هذا المعرض مجموعة من الآيات القرآنية التي تتحدث عن الفلك وما يتصل به من ظواهر كونية كالخسوف والكسوف والليل والنهار وجريان الكواكب في هذا الكون الفسيح..كلّها آيات عظيمة على إبداع الخالق سبحانه وتعالى.
وقد أراد هذا المعرض التذكير بأن القرآن كتاب لكل زمان ومكان ،هذا الكتاب المنزّل منذ أكثر من 1400سنة قد أخبر عن حقائق فلكية وعلمية توصّل العلم الحديث اليوم إلى إثباتها بعد سلسلةٍ من الأبحاث.ويبدوهذا المعرض كدعوة من كتارا لجمهورها لتدّبر كتاب الله والرجوع إليه لفهم ماحولنا.
أمّا عن الإخراج الفنّي للمعرض حيث كانت خلفية الآيات القرآنية بيضاء لتجذب وحدها أنظار الزوّار فيركّزوا على ما تضمنته الآية من معانٍ وعِبرٍ. إذ ليس هناك أقدس ولا أكثر جمالاً من ذكر الله الحكيم..وقد تمّ توزيع الآيات بمساحات مختلفة.أما فكرة الآيات الموجودة على الأعمدة بشكل دائري فهي تذكرنا بجماليات الهندسة الإسلامية خاصة في المساجد والجوامع.
أصداء المعرض
وأثار المعرض العديد من التساؤلات لدى الزائرين الذين أبدوا إعجابهم بالمعرض واستغرب البعض منهم لاحتواء القرآن الكريم الذي نزل قبل 1400 عام على حقائق كونية أثبتها العلم الحديث بعد دراسات امتدّت عشرات السنين. وهذا ما يؤكد الهدف الذي أقيم من أجله المعرض وهو تسليط الضوء على إعجاز القرآن من خلال آيات كانت بمثابة أدلة وبراهين لكل من يشكك ويعارض في كلام الله سبحانه وتعالى.
ومن الآيات التي تضمنها المعرض تلك التي برهنت على حقيقة الانفجار الكوني وكما يسمى بالانجليزية (big bang) التي أثبتها العلم حديثا حيث تقوم هذه النظرية على عدّة ركائز منها أن الكون الذي نحيا فيه الآن كون دائم الاتساع، والقرآن يقول: (والسماء بنيناها بأيدٍ وإنا لموسعون).وقد لاحظ العلماء أنّ المجرات تتباعد عن بعضها البعض بسرعات هائلة تقترب من سرعة الضوء 300 ألف كيلومتر في الثانية.
وأنّ هذا التباعد -لوعدنا به إلى الوراء- مع الزمن لا بد أن تلتقي مادة الكون المنظور على ضخامتها في جِرم واحد. وهذا الجرم لابد أن تكون له كتلة حرجة، وعالي الكثافة، درجة لا يكاد العقل أن يتخيلها، ويصف القرآن الكريم هذا الانفجار قبل أكثر من 1400 سنة، بقول الحق تبارك وتعالى: (أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما).
كما قدّم المعرض عددا من الآيات التي تتحدث عن النجوم والكواكب حيث أقسم الله تعالى بمواقع النجوم وقال إنّ هذا القسم عظيم حيث ربط سبحانه وتعالى صدقية القرآن وحقيقة تنزيله بعظمة مواقع النجوم.فكل النجوم التي نراها بالعين المجرّدة تقع ضمن مجرتنا، فنحن نراها بالليل والمسافة بينها ثابتة، ثم نراها تتحرك جميعها مع بعضها خلال فصول السنة بسبب دوران الأرض حول الشمس ثم تعود من حيث بدأت.
وكان الدكتور الفلكي خالد عبد الله السبيعي قد قال عند افتتاح المعرض :”المعرض جميل جدّا فهو مليء بالصور الكونية التي تمّ تجميعها من كتاب الله ما يساعد الزائر على تبيّن صورتين واحدة للكون المقروء والثانية للكون المشهود بما يحدث التطابق بين القرآن والكون المرئي.