مجلة «الهلال» تحتفي بالمرأة العربية

يرصد عدد آذار (مارس) من مجلة «الهلال» القاهرية جوانب مختلفة من المشهد العام للنساء في العالم العربي، واكتفى غلاف هذا العدد الخاص بعنوان واحد هو «المرأة العربية… قبل الربيع بعد العاصفة».
وجاء في الافتتاحية التي كتبها رئيس التحرير سعد القرش: «تمنينا بعد اندلاع الثورات العربية في نهاية 2010 وبدايات 2011 أن نتجاوز عقبات الاستبداد المركَّب، بصوره السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وأن نحتفل بالإنسان الذي أسهم في هذا الإنجاز الثوري، مستلهمين لحظة نادرة كان ميدان التحرير (في القاهرة) أصدق تمثيل لها، حين كان وطناً للأمن والحرية وعدم التمييز على أساس الدين أو الجنس، ويبدو أن الانفجارات العظيمة التي كانت الثورات ذروتها لم تنجح إلا في كشف قشرة النفاق الاجتماعي والسياسي والديني، إذ سارع أعداء المرأة، الخائفون من الحرية بامتداد دول الثورات والانتفاضات، إلى التراجع ليس عن دعم مكتسباتها القليلة قبل الربيع، وإنما إلى حصارها وإعادتها إلى عصور الحريم، فانتعشت مصطلحات جهاد النكاح، والسبي والولاية على المرأة التي انتفضت مرة أخرى، لتثبت أن لعجلة التاريج اتجاهاً واحداً، إلى الحرية».
وتستعرض الكاتبة اللبنانية منى فياض أحوال المرأة العربية بعد الربيع، وكيف أن الثورات تُجمل الأجساد، ولكن الكاتبة والتشكيلية السورية هوازن خداج كانت أكثر صراحة في رصد جوانب مما تسميه «مسيرة الخيبات»، وإن كانت خلود العيد ترى مواقف بارزة للمرأة السورية في «سنوات المحنة»، وتتناول الكاتبة المغربية سعيدة تاقي المفارقة بين «شرارة التغيير وقوقعة الماضي».
وفي العدد دراسة للإمام محمد عبده؛ عنوانها «حجاب النساء من الجهة الدينية»، ومقال لحسام الحداد عن نظرة التراث الفقهي. وتتقصى شذى يحيى قضية القومية المصرية وعلاقتها بتحرير المرأة قبل ثورة 1919.
وتقدم بيسان عدوان «فلسطينيات شاركن في صنع التاريخ»، وتترجم الشاعرة السورية صَـبا قاسم فصلاً من دراسة للدكتورة مضاوي الرشيد بعنوان «انصهار واندماج المرأة والدين والسياسة في السعودية». وفي العدد مقال للشاعر أحمد عنتر مصطفى عن أم كلثوم، ومقال لرانيا يحيى عن ثلاث رائدات في الموسيقى.
وتتناول الكاتبة السورية بهيجة مصري إدلبي صورة المرأة في الأدب. ويكتب اليمني علي أحمد عبده قاسم عن المرأة في رواية «مسامرة الموتى». وتحت عنوان «الأنثى على مذبح الشرف»؛ تقارن الناقدة السورية لمى طيارة بين الفيلم السوري «اللجاة» ورواية «معراج الموت» المقتبس منها.
ويرى الكاتب المغربي الحبيب ناصري في قراءته لفيلم «رجاء بنت الملاح» أن المجتمع مانح الصكوك.
ولا يخلو هذا المحور من الشجون العربية الحالية، وهو ما شغل الكاتبة اللبنانية سمية عزام في قراءتها للفيلم الوثائقي العراقي «غني لي» الذي يقدم مرثية للمندائيين في العراق وهم يواجهون مصيراً مجهولاً.

(الحياة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى