هل تصل السلاسل السينمائية الشهيرة إلى نهاياتها قريبا

يتردد حاليا أن شركة “باراماونت” الأميركية قررت إسدال الستار على سلسلة أفلام “المبيد” أو “تيرميناتور”، وأنها ألغت كل المشاريع السينمائية التي كانت مقررة لإنتاج أفلام تستكمل السلسلة التي قدمت أخيرا “تكوين تيرميناتور” الذي أعقب فيلمي “خلاص تيرميناتور” و”تيرميناتور 3: ظهور الماكينات”، ولم يحقق أيٌّ منها النجاح الذي كان مأمولا.
معاناة تيرميناتور
يعتبر بعض نقاد الفيلم الأميركي أن نهاية سلسلة “تيرميناتور” خبر جيد وحدث جدير بالاحتفال، بعد أن عجزت هوليوود طيلة 26 عاما عن إنتاج فيلم واحد من هذه السلسلة يتمتع بالجاذبية والجودة الفنية، أي منذ فيلم “تيرميناتور 2: يوم الخلاص” (1991).
فلم يعد باستطاعة برامج الكمبيوتر التي تعيد خلق الشخصيات السينمائية الشهيرة أن تنقذ هذه السلسلة من الأفلام حتى لو أعادت أو استعادت بوسائلها التقنية الحديثة شوارزينيغر كشاب قوي مفتول العضلات أو ككائن خرافي يجمع بين الشيطاني والأرضي والبشري.
ومع ذلك، فسلسلة أفلام “المبيد” أو المدمر (أو تيرميناتور) ليست وحدها التي تواجه مصيرا مأساويا ونهاية قريبة، بل هناك غيرها أيضا مثل سلسلة “مات صلبا” Die Hard التي شهدت تدهورا تدريجيا عبر السنين في مستواها وجاذبيتها وقدرة صانعيها على الابتكار.
المخرج لين وايزمان يحاول حاليا إنقاذ سمعة هذه السلسلة بفيلم جديد يقوم ببطولته الممثل جون ماكلين، وقد تردد أن الفيلم الجديد الذي سينتهي العمل منه قريبا يعتمد على الانتقال بين الماضي والحاضر، ولا بد أنه سيكون هناك دور ما في الفيلم لبطله العجوز بروس ويليس الذي لا يريد أن يعتزل أبدا هذا النوع من أفلام “الأكشن”، وقد انبرى مؤخرا يدافع بشدة عن الفيلم الجديد بعد أن جنّ جنون أحد عشاق هذه السلسلة فنشر إعلانا مدفوعا في مجلة “هوليوود ريبورتر” الأميركية يتضمن تفاصيل لسيناريو مقترح للفيلم الجديد!
المخرج وايزمان يعرف أنه ربما يكون بصدد إخراج الفيلم الأخير في السلسلة التي كتب أحد النقاد أنه آن الأوان لأن تلقي بنفسها من أعلى أطول ناطحة سحاب في نيويورك!
الكائن الفضائي
من السلاسل السينمائية القديمة المستمرة التي أفلست أيضا سلسلة أفلام “الليان” Allien (أو الكائن الفضائي الغريب) التي تنتج منها هوليوود فيلما جديدا بعنوان “الليان: العهد”، وهو من إخراج المخرج المخضرم الكبير ريدلي سكوت.
والفيلم هو الأول في السلسلة العتيقة منذ فيلم “بروميثيوس″ (2012) الذي قيل الكثير عن أصالته وجدته قبل ظهوره، لكنه جاء مخيبا للآمال، فهل سيكون “العهد” بمثابة المسمار الأخير في نعش تلك السلسلة أم سينجح ريدلي سكوت -صاحب الفيلم الأول في السلسلة عام 1979- في تأجيل إعلان وفاتها؟ هذا ما سيجيب عنه الفيلم الذي ينتظر أن يعرض في مايو القادم، وقد يذهب للعرض في مهرجان “كان” القادم قبل عرضه التجاري.
أما سلسلة أفلام “لصوص الكاريبي” فهي بدورها أمام اختبار صعب، فيعتقد البعض أنه لم يعد هناك أحد ينتظر شيئا جديدا أو مثيرا من الفيلم القادم في السلسلة وهو بعنوان “لصوص الكاريبي: الرجال الموتى لا يروون حكايات”، والسبب أن كل توابع السلسلة التي ظهرت لم تتمكن من إضافة أي جديد وجاءت مزدحمة بالشخصيات والأفكار والحكايات، ومصطنعة تماما، بل وغير مفهومة في معظم الأحوال مما يدعو إلى الشعور بأنها أصبحت تصنع فقط من أجل عيون جوني ديب لكي يحصل من ورائها على أجر فلكي.
ويعتقد البعض أن سلسلة أفلام “المحولون” أو “الناقلون” Transformers تعاني منذ البداية من وجود مشاهد كثيرة تصيب المشاهدين بالملل، ولكن رغم ذلك لا يبدو أن هناك أي أفق لكي تنتحر هذه السلسلة بأن تغرق نفسها قريبا في المحيط الهادئ، فقد أعلنت شركة “باراماونت” بالفعل عن ثلاثة أفلام جديدة منها سيعرض أولها (وهو الخامس في السلسلة) في شهر يونيو المقبل، وسينتهي إنتاج الفيلم السادس في 2018 والسابع في 2019. وجدير بالذكر أن كل فيلم من الأفلام الأخيرة في السلسلة يتكلف إنتاجه نحو 200 مليون دولار، ولكن طالما ظلت الدجاجة تبيض ذهبا لا يبدو أن السلسلة ستنتهي قريبا، لكن من يدري، فكل شيء مرهون بالمنافسة مع الجديد من جانب ابتكارات الشركات الأخرى في مجال الخيال العلمي.
“لصوص الكاريبي” باتت تصنع من أجل عيون جوني ديب
مصير الوطواط
النجم بن أفليك أعلن قبل شهرين أنه لن يخرج الفيلم القادم من سلسلة “باتمان” (أو الرجل الوطواط)، ولكن سيكتفي بالقيام بدور البطولة، فأعلنت شركة “وارنر” أنها غير سعيدة بقرار أفليك، ومازالت تبحث عن مخرج بديل عنه، وتخشى أن يتخلى عن بطولة السلسلة، ولا أحد يلومه إذا كان يشعر بالرغبة في التخلي عن الدور، فلم يعد ممكنا تقديم أي جديد بعد أن أكل الدهر على هذه السلسلة وشرب.
أما السلسلة السينمائية التي لا تريد أن تتقاعد ويبدو أنها ستمتد إلى أن يتقاعد مشاهدوها من شباب اليوم، فهي سلسلة أفلام العميل السري البريطاني رقم 7 (جيمس بوند)، ودائما يثار الكثير حول تقاعد الممثل الذي يقوم بدور بوند والبحث الشاق عن بديل عنه، ورغم أن بطلها الحالي دانييل كريغ أعلن أن الفيلم القادم هو الأخير له في السلسلة، إلا أن منتجة هذه الأفلام الشهيرة برباره بروكوللي التي ورثت التركة عن والدها ألبرتو بركوللي، تصر على العثور على بطل جديد يطيل عمر السلسلة التي يتمنى البعض أن تنتهي.
أحد الذين كتبوا رأيهم مؤخرا في “الغارديان” البريطانية قال إن أفضل ما يمكن أن تفعله بروكوللي هو أن تعقد مؤتمرا صحافيا، ثم تكشف الستار عن البطل الجديد لنرى فراغا تاما وراء الستار، أي أنها ستزف السلسلة العتيقة إلى القبر، وليتها أيضا تقوم بإشعال النار أمام الصحافيين في كل أفلام السلسلة على أن تحتفظ فقط بفيلم “من روسيا مع حبي”، ربما لما يولده من نوستالجيا. ورغم هذه الأمنيات العبثية يظل من المستبعد تماما أن يختفي جيمس بوند، فهو مازال مطلوبا حتى إشعار آخر.
(العرب)