غياب في وقته .. ل “نهى فاعوري”

-نهى فاعوري-   خاص (الجسرة)

 

أيامي.. كم تشبه الكلمات التي تقولها وأنت مستلقٍ في فراشك يغالبك النعاس، فتنطق بأشياء لا تعنيها.. وأنا الغبية التي تتشبث بالحروف وتحلّق في سماوات لا سابع لها لأرتب لقاءنا بكل تفاصيله..

أمسك أوراق رزنامة أيامي، أقطع الواحدة تلو الاخرى، أنتظر تلك التفاصيل إلى أن يحين الموعد الموهوم، وأسمع صوتك عبر الهاتف بكامل صحوته..

أقول لك:”متى سنلتقي”؟

تجيبني بصوتك الواثق:”اليوم”؟!

يدخل صوتك إلى قلبي بنصل السكين، يذبحني ذلك السؤال، أجيبك بتردد وبصوت مكسور:”ألم يكن اليوم موعدنا أصلًا”؟

أجبتني:” ااااه .. نعم ولكن أمهليني قليلًا، سأرتب وقتي وأعاود الاتصال بك”!

غضب الدنيا يتفجر برأسي وعقلي وقلبي.. وبالرغم من كل ذلك انتظرت..

في الغياب كنتُ أقرأ جرحي بتأني وأشعر أني بحاجة إلى أن أعيد اكتشاف نفسي من جديد.. أرتب أوراق روحي المبعثرة..
وأشعر بأماني ذبحها الغياب..

في الغياب أعيش داخل رأسي أكثر مما أتلمس الحياة، تدور الدوائر وتعبر المشاهد والوجوه.. تتشابك الأفكار وتتشاجر، وأمضي وقتي أفكُّ الاشتباك..
فكرة أنهيها،

وفكرة أنبذها،

وفكرة أضع لها كرسي انتظار..
ثم انتهي،

حبرًا مسجى على ورق..

حينها فقط،

أتمرد على قلبي الذي عاش العمر وفيًا لذكراك، أمزقه، أرميه في أقرب حاويه تطالها يداي..

ليس متأخرًا أبدا أن أنسف وجودك في قلبي وعقلي الآن، حتى لو بعد ثلاثين عامًا من الحب..

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى