حبيبتي تستيقظ من نومها .. ل “معتصم الحلايقة”

-معتصم الحلايقة-  خاص (الجسرة)

 

تتمطّى من حلمٍ بائتٍ في عناقِ الحمام
تتشبثُ بمركبِ الدفء الماثل برمشيها
حبيبتي تنهضُ من نومها و تعلنُ الختام
قد نَعُم الحريرُ بجوارِ الخزامى فتعبّق بهِ
و على وسائدها بقايا من الصبح و الغمام
تصحو فيصحو العالمُ و يرتقي قمة الضياء
تمشي بأرضِ الغرفةِ من وسنٍ كأنه الزحام
تترفعُ عن الأشياءِ بخفةِ المسافرِ عند الوداع
و يحتفي الصدى بخطاها يترجّعُ بخُفّ النعامِ
النوافذُ تعانقُ عينيها و تتطايرُ الستائرُ تلوّحُ
للغائبِ المفقودِ من هتاف النجومِ جليّ المُرام
تمسّد شمساً باتت بكفها مالتْ لها و انطفأت
تشعّ للوجودِ من أناملها و تستقرُ بالأكمامِ
تتنسمُ عبير قهوتها بصمتٍ و تحتلُ شرفتها
زنبقة ٌتزاحمُ أفقاً و تمدّ كفّ النعاسِ في الرخام
تشربها على مهلٍ بتلذذُ النسيمِ و تطاير الشذى
تقلّبُ كتاباً راخية ًجيدَ المللِ الطويل باستسلام
تسحبُ أثرَ ثوبها المشرشربِ بالرفاهِ صاعدةً
سلالم ظلالها المشتاقة صبباً للغزلِ و الغرام
تضفرُ سنابلَ جدائلها و تمشّط نهراً من نايات
فيسقطُ الدحنونُ بكتفيها متعباً و يقرر أن ينام
و ينمو الغبارُ على كعبيها نخيلاً حوراً و خروباً
ينتفضُ كلما هفّتْ بممشقها غزالة ٌأو مسّه الرخامُ
ترتّب سرير غيابها المرتجى بكفّ من أثر الندى
و تعزفُ للفراغِ أغنية ًفتكسرُ الصمتَ بحد الحسامِ
يفتنها سرّ الإنحناءِ في لونِ الياسمين و شكله ُ
منذ الأبدِ اكتملَ الياسمينُ بدمها و بأنفها الأنسام
تكتبُ للصباحِ وصيتها دع عنكَ تأملي فإنك مُعجَزٌ
ثم تعدّ إفطارها عجلى تلتقطُ الشهي بقوتِ الحمامِ
الأشياءُ تقتفي خطاها ترنماً هنا مرّت و من هنا
طبعتْ في الوصالِ حِماها فامتلأت بطبعها الأختام
و صارَ الباب يفقدها و السقفُ يودّ لو كان سماها
و منى الطريقِ لو خالطتْ رباهُ رباها في لُجةِ الزحام
تُلقي على الأشجار ضحكتها فترد الأغصانُ تحيتها
و يترجعُ اسمها الأثيرُ فراشة ًتزها بين الآجام
تحتري وجعاً عصياً عافَ الشكوى في العيون
ما أنتِ يا سيدتي و كيف تمشينَ بين الأنام؟
أقلبكِ عسلٌ مصفّى و حمرة ُالغزالِ في الوجنتينِ
و وقفةِ البانِ أنثى دقّ الحسنُ بملامحها و رامْ
تحفلُ بمدينةٍ و الشوارعُ أسوارٌ من بعض حُلاها
يندهُ قلبي عليكِ كشمعة ٍتحترقُ وسط الظلام
ماذا تبقى من هذا الليل كي يشي لكِ بمسرته ؟
لا تجيبُ ثم تعودُ إلى حلمٍ بائتٍ في عناقِ الحمام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى