ذاكرة حجر – موسى مايكل أنجلو

الجسرة الثقافية الالكترونية

ًرفعت العلان #

يعتبر تمثال موسى اعظم واشهر أعماله النحتية، وقد قام بإنجاز التمثال في العام 1516 نزولا عند رغبة البابا يوليوس الثاني، الذي كان، رغم طبيعته المقاتلة، يحب الفنون ويرعاها. وبالإضافة إلى التمثال، أمر يوليوس مايكل انجلو برسم سقف كنيسة سيستين ونحت قبره.
في التمثال تبدو يد موسى اليمنى وهي تحمي الألواح الحجرية التي كتبت عليها الوصايا، فيما يده اليسرى بعضلاتها المشدودة وعروقها النافرة كما لو أنها ارتدّت إلى وضعها الأول بعد حركة عنيفة.
عندما نزل موسى من جبل سيناء وجد قومه يعبدون العجل الذهبي الذي صنعوه بأنفسهم. ويبدو في التمثال غاضبا مهتاجا كأنه يتحدّى سجن الحجر وضيق الحيّز. كما تبدو للعيان نظراته الغاضبة.
من مظاهر قوّة التمثال الأخرى اللحية الطويلة التي يصعب عادة تمثيلها في عمل نحتي. لكن عبقرية انجيلو تجاوزت هذه الإشكالية إلى عنصر الفكر نفسه، عندما يدفع الناظر إلى التساؤل عن السبب الذي يجعل موسى يطيل لحيته..
مايكل انجيلو رسم في الواقع نهرا من الشعر المتدلي كالحبال العريضة والمتشابكة بالإضافة إلى القرنين البارزين من الرأس، وهي سمة تقليدية أريد بها إعطاء موسى لمحة شيطانية، ومن ثم فوق-إنسانية.
فرويد كان يرى في موسى صورة بطولية من صور الجسارة وضبط النفس، وهي سمة لم يكن يتمتع بها النحات ولا البابا نفسه الذي رعى هذا العمل.
يقال إن مايكل انجيلو تعمّد إضفاء ملامح غاضبة ومتوترة على وجه التمثال كتجسيد لصورة يوليوس الثاني نفسه الذي كان يتصف بالتقى الممزوج بالثورة والفظاظة.

#الراي الاردنية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى