الجميع فائزون في الدورة السابعة لمالمو السينمائي

محمد يحيى شامية

يعدّ “مهرجان مالمو للفيلم العربي” واحدا من أبرز الفعاليات الثقافية التي تقدم الأفلام العربية إلى جمهور السينما في الشمال الاسكندنافي البارد. صحيح، أن المهرجان لم يستطع رغم دوراته السابقة أن يطور نفسه ويقدم نفسه كمكتشف للمواهب الجديدة، خاصة مع نظام الدعم الذي يعتمده في إنتاج الأفلام وتقديم المنح لمساعدة المخرجين في إتمام مشاريعهم.

وفي دورته الأخيرة التي اختتمت فعاليتها مساء الثلاثاء، حاول المهرجان السويدي، كعادته، أن يعيد تقديم العديد من الأفلام التي سبق أن قدمت في مهرجانات ومحافل مختلفة، دون أن يمتلك حتى نسخته الجديدة هوية متمايزة عن سائر المهرجانات التي تقام هنا وهناك. وقدم المهرجان في نسخته السابعة 48 فيلما من 23 بلدا في دورة كرم فيها المخرج المصري يسري نصرالله.

وفي مسابقات المهرجان، حصل فيلم “علي ومعزة إبراهيم” للمخرج المصري شريف البنداري على جائزة “الفيلم الروائي الطويل”، حيث تنافس إلى جانب ثمانية أفلام عربية من أبرزها فيلم الافتتاح “على كف عفريت” للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، العمل الذي سبق أن شارك في فعاليات الدورة الأخيرة لمهرجان كان السينمائي.

والفيلم المصري هو العمل الأول لصاحبه، ويُعد من أبرز إنتاجات السينما العربية هذا العام، حيث حقق حضورا طيبا في صالات العرض الفرنسية وفي المهرجانات التي شارك فيها. أما في مسابقة “الفيلم الوثائقي” فحصد فيلم مصري آخر جائزة “أفضل فيلم تسجيلي طويل” وهو فيلم “النسور الصغيرة” لمحمد رشاد، واشتملت قائمة الأفلام المتنافسة على سبعة عناوين أبرزها فيلم “ذاكرة باللون الخاكي” للمخرج السوري الفوز طنجور، وبرز أيضا الفيلم الفلسطيني “ثورة حتى النصر” لمهند يعقوبي، و”على عيني” للبناني هادي زكاك.

وفي نتائج جوائز المهرجان أيضا حصد المخرج السوري الفوز طنجور جائزة أفضل إخراج في مسابقة “الفيلم الوثائقي”، علاوة على فيلم “على عيني” للبناني هادي زكاك الذي حصد “جائزة لجنة التحكيم الخاصة”.

وتجدر الإشارة إلى أن معظم الأفلام قد خرجت فائزة من “مهرجان مالمو” وكأنها وزعت بالتساوي بين المتشاركين، وهو ما يساوي في ما بينها، فلا يفرق بين الغث والسمين والتفاوت الطبيعي بينها وهو أساس الإنتاج الإبداعي، هكذا خرج الجميع فائزين من “مالمو”، ومع ذلك تظل الأفلام المتوجة في المهرجان معبرة عن أحقيتها وأهميتها في المنافسة وفي العرض والانتشار.

وتم عرض العديد من الأفلام الأخرى خارج المسابقة الرسمية كفيلم “الماء والخضرة والوجه الحسن” للسينمائي المكرم في المهرجان، يسري نصرالله، والذي أدار ورشة عمل خلال أيام المهرجان، واختتم المهرجان بالفيلم المصري “اشتباك” لمحمد دياب، والذي يعد أفضل الأفلام المصرية الحديثة التي استطاعت أن تتناول مصر الثورة وما بعدها في عمل مشغول بعناية من السيناريو، مرورا بالعمل مع الممثلين، وليس انتهاء بالطبع بالعمل الإخراجي الاستثنائي.

(العرب)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى