أعمال الفوتوغرافية كاميل لوباج في كتاب ضخم: موت صحافية شجاعة!

أصدرت والدة كاميل لوباج، المصوّرة الفوتوغرافية التي قُتلت في أفريقيا الوسطى أيار 2014، كتاباً مكرّساً لأعمال ابنتها الملتزمة قضايا السكان المدنيين ضحايا الحروب المنسية.
«كل الذين عرفوا هذه المصوّرة في ميادين عملها يشهدون: في مناطق الحروب الصعبة التي كانت تغطيها دائماً قرب الضحايا المدنيين، ليس الحماس ما كان يدفعها، ولكن الإنسانية المختبئة تحت الضجيج وجنون السلاح».. ما كانت تلعب بحياتها بل تريد أن تشهد على ما يجري بالقرب من الآخرين: الفهم والإفهام: إدانة الظلم، عذاب الأبرياء، عبثية تلك المعارك النائية، التي طواها النسيان بسرعة. بالقوة، والشغف، وشجاعة ربيعها الحادي والعشرين. وأقامت وحدها في القاهرة أثناء الثورة، عندما كانت فقط في رتبة متدربة. في مجلة «fgyhte Independent»، ثم كمتفرّغة في جنوب السودان، حيث هذه الدولة الفتية فريسة حرب أهلية وأثنية طاحنة: بقيت كامبل لاباج هناك عدة أشهر، تقيم في غرفة بلا كهرباء في أحد أحياء جوبا.
في تشرين الأول من 2013، ذهبت إلى جمهورية أفريقيا الوسطى الممزّقة بمواجهات بعنف فظيع بين الجماعات «سيليكا»، الإسلامية المتمردة والميليشيات ذات الأكثرية المسيحية.
في هذه البلاد الأفقر في أفريقيا، كان الوضع الإنساني والأمني، بين السطو والسرقة والإعدامات اليومية، كارثياً. تمتعت بإرادة صلبة، لإدانة ما كانت تشهده، بلا خوف من أي شيء. لا بذهابها الى معسكر تدريب المناهضين لبلادنا، ولا بتصوير الموت، ولا بالتقاط 51 صورة طفل – جندي.. بشوشه وعنيدة، تقتحم السدود المفروضة من الأطراف ومن السلطة.
والنتيجة هنا: جمعت والدتها في كتاب ضخم، مرفق برسائل الاي – ميل إلى عائلتها، وهي تعمل كمحققة ريبورتاجات/ ونصوص من أصدقائها كليشيهاتها، غالبها رهيب، تدل على نضج مدهش وعلى موهبة حقيقية..
الكتاب بعنوان «غضب خالص»، منشورات الماتينيري، باريس.
(المستقبل)